تصوير -محمد الحربي قام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مساء أمس بزيارة للمنطقة التاريخية بجدة. وكان في استقبال سموه لدى وصوله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة وعدد من المسؤولين. وبدأ سمو ولي العهد جولته في مهرجان جدة التاريخية من باب جديد بشارع أبو عنبه حيث شاهد سموه المعروضات المصطفة على جنبات الشارع من المأكولات الشعبية الرائجة قديماً بين سكان البلدة ، حيث تذوق سمو ولي العهد بعض الأكلات الشعبية المعدة من الأسر السعودية المنتجة مبديا سموه إعجابه بجودة طعمها وسط تصفيق حار من المواطنين زوار المنطقة التاريخية . وزار سموه سوقا أقيم تزامنا مع مهرجان جدة التاريخية والذي يحاكي الأسواق القديمة حيث ضم دكاكين شعبية لبيع المنتجات التراثية والشعبية من الملبوسات القديمة والأكلات حيث شارك سموه مجموعة من الأطفال الذين كانوا ينشدون فرحاً بزيارة سموه والتي جسدت الأبوة الحانية لسمو ولي العهد بمشاركته للأطفال وتأكيدا لما يحظى به المواطنون من رعاية واهتمام من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد . وأثناء الجولة توقف سمو ولي العهد في مركاز السوق حيث التقى عُمد الحي وأهالي البلدة وتبادل سموه معهم بعض الأحاديث التي تحكي قصة البلدة التاريخية بجدة، وتسلم سموه هدية تذكارية عبارة عن لوحة لجدة قديما . وبعد أن استقل سمو ولي العهد عربة التنقل في المهرجان استكمل مشاهدة الفعاليات المقامة فيه حيث قوبل سموه بتصفيق من المواطنين الذين اصطفوا على جنبات طرق البلدة القديمة ترحيباً وتقديراً لزيارة سموه . وشاهد سموه خلال الجولة الطراز المعماري الفريد لمباني البلدة مروراً بجامع الشافعي والأسواق الشعبية . واختتم سمو ولي العهد جولته بالتوقف ببيت نصيف أحد أبرز المعالم الأثرية بجدة القديمة حيث تم تحويله الى متحف ومركز ثقافي يعرض المقتنيات والصور التاريخية والمخطوطات ، وعند دخوله للبيت الثقافي قوبل سموه بالأهازيج الترحيبية الحجازية ، وشاهد عددا من الصور القديمة لمنطقة جدة . وقد بارك سموه كافة الجهود التي تقوم بها كل القطاعات المعنية للمحافظة على جدة التاريخية وتطويرها بوصفها إحدى مواقع التراث الحضاري على المستوى الوطني، مبديا إعجابه بما شاهده من تفاعل سكان جدة وزوارها مع المهرجان . بعد ذلك غادر سموه المنطقة التاريخية مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب . وقد رافق سمو ولي العهد في زيارته للمنطقة عدد من أصحاب السمو الأمراء وكبار المسؤولين . وتأتي زيارة سمو ولي العهد لمنطقة جدة التاريخية بمناسبة اعتماد لجنة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو تسجيل المنطقة في قائمة التراث العالمي بما يعد اعترافاً بقيمة جدة الحضارية وتميزها العمراني بوصفها نموذجا استثنائيا للطراز العمراني التراثي المتميز . ويعود تاريخ مدينة جدة إلى عصور ما قبل الإسلام ولكنها في بدايات العصر الإسلامي شهدت نقطة تحول كبيرة عندما اتخذها الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ميناءً لمكةالمكرمة في عام 26 هجرية 647 ميلادية ومن تلك الفترة اكتسبت مدينة جدة بعدها التاريخي الإسلامي وهو الذي جعلها من أهم المدن على ساحل البحر الأحمر حيث يتمثل فيها بوضوح الطراز العمراني المتميز وتتسم بالعمق التاريخي فيما يسمى حالياً بمنطقة جدة التاريخية والتي تضم عدداً من المعالم والمباني الأثرية والتراثية المهمة من أبرزها المساجد التاريخية مثل مسجد عثمان بن عفان وجامع الشافعي وجامع الحنفي ومسجد الباشا ومسجد عكاش ومسجد المعمار وسورها التاريخي. كما يتميز تراثها العمراني في حاراتها التاريخية وأسواقها بطابع خاص جعلها مختلفة عن الأسواق المشابهة في غيرها من المدن. وقد حظيت جدة التاريخية بمكانة خاصة لدى ولاة الأمر فقد حل بها الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله - عام 1344ه/ 1925م فيما توالت الرعاية الخاصة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لتنمية وتطوير جدة التاريخية عمرانياً واقتصادياً بما يحافظ على هويتها ويتلاءم مع متطلبات العصر ويكفل المحافظة عليها كتراث وطني من خلال عدد من المشاريع المهمة. ويعد مشروع الملك عبدالعزيز لتنمية وتطوير جدة التاريخية عام 1425ه بداية للتطور النوعي بها لتتوالى بعد ذلك حزمة من المشاريع الضخمة من قبل الدولة . من جهة أخرى تبرع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بمبلغ ستة ملايين ريال لمشروع الأمير سلمان بن عبدالعزيز لتعليم القرآن عن بُعد الذي تنفذه الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة (خيركم) . جاء ذلك خلال استقبال سمو ولي العهد في قصره بجدة مساء أمس لرئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة (خيركم) المهندس عبدالعزيز بن عبدالله حنفي وأعضاء الجمعية . وقد استمع سمو ولي العهد في بداية الاستقبال إلى تلاوة آيات من القرآن الكريم تلاها أحمد سيف أحد أبناء الجمعية . ثم اطلع سموه على نبذة من رئيس جمعية (خيركم) عن أنشطة الجمعية وأعمالها الخيرية في سبيل تعليم القرآن الكريم والاهتمام بنشره وفق أحدث البرامج والآليات ورؤيتها المستقبلية في تطوير عملها المهتم بكتاب الله عز وجل ما أسهم في فوزها بجائزة أفضل جمعية في خدمة القرآن الكريم على مستوى العالم. كما اطلع سمو ولي العهد على آخر مستجدات مشروع التطبيق العالمي ( اتلوها صح) الذي قدمته " خيركم " كواحد من أهم المشاريع التعليمية التي تهدف إلى خدمة المسلمين في أنحاء العالم كافة من حيث تعلم قراءة القرآن وتصحيح التلاوة باستخدام التقنية في الأجهزة الذكية. عقب ذلك استمع سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلى دراسة عن مشروع تعليم القرآن الكريم عن بعد الذي تهدف (خيركم) من خلاله إلى بناء نظام تعليمي الكتروني يواكب ما وصلت إليه التقنية اليوم من أجل خدمة كتاب الله الكريم ومساعدة الراغبين في تعلم القرآن وتصحيح التلاوة بأفضل السبل وأجود الآليات. وأثنى سمو ولي العهد على ما تبذله الجمعية من جهود ومساعي لتحقيق أهدافها في خدمة كتاب الله الكريم ودورها المؤثر في تعزيز القيم القرآنية في المجتمع متمنياً للجمعية التوفيق في مسيرتها . وأكد سموه اهتمام المملكة العربية السعودية بكتاب الله تعالى، منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وأبنائه من بعده حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود ، والذي وصلت فيه العناية بالقرآن الكريم مبلغًا عظيمًا وشأنًا كبيرًا. وفي نهاية الاستقبال عبر رئيس جمعية " خيركم " وأعضاء الجمعية عن شكرهم وامتناهم لسمو ولي العهد على دعمه واهتمامه بمشاريع الجمعية مؤكدين أنهم وسائر جمعيات تحفيظ القرآن الكريم تعودوا هذا الدعم من سموه الذي كان له الأثر الكبير في خدمة القرآن الكريم وأهله وتخريج حفاظ كتاب الله سنوياً. حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان سمو ولي العهد المستشار الخاص لسموه. وقد رفع رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة (خيركم)المهندس عبدالعزيز بن عبدالله حنفي الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على دعمه السخي لمشروع الأمير سلمان بن عبدالعزيز لتعليم القرآن عن بُعد الذي تنفذه الجمعية مؤكداً أن هذا الدعم السخي سيسهم - بمشيئة الله - في تطور أداء الجمعية وشمولية رسالتها وتعزيز مسيرتها. وقال في تصريح صحفي عقب لقائه سمو ولي العهد مساء امس إن اللقاء مع سمو ولي العهد في هذا الشهر المبارك يعد حافزا لمنسوبي الجمعية وهو تقدير لأهل القرآن الكريم وللعاملين في هذا المجال الخيري خدمة لكتابه عز وجل ، مشيراً إلى تشرف الجمعية بعرض نشاطاتها ورؤيتها المستقبلية على سمو ولي العهد حيث لاقت منه - حفظه الله - التشجيع مما له أكبر الأثر - بإذن الله - في مسيرتها المستقبلية . وبين أن الجمعية هي من الجمعيات الرائدة في المملكة وتركز على تقديم نشاطات مبدعة في مجال العناية بالقرآن الكريم وتحرص على توظيف التقنية الحديثة لصالح برامجها وتراعي قياس جودة المخرجات بآليات متطورة مع اعتمادها على الأساليب التسويقية المبتكرة للترويج لخدماتها وجذب جمهورها المستهدف ، موضحاً أن الجمعية أطلقت مؤخرا مشروعها التطبيق القرآني التفاعلي لتعليم تلاوة القرآن الكريم AOS وأجهزة Andriod وهو الأول من نوعه، واليوم هي تضم في حلقاتها لتحفيظ القرآن الكريم حاليا ما يقرب من 53 ألف طالب وطالبة.