قال الجد لحفيده ان المعاصي مضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة والمعاصي تحرم الانسان من العلم وتحرم الانسان من الرزق لان تقوى الله يجلب الرزق، والمعاصي لها وحشة في القلب يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله تعالى، والمعاصي تعسر امور العاصي حتى انه لا يتوجه لامر الا ويجد الباب مغلقاً متعسراً عليه، ولا يجد قبولاً من الناس، والمعصية تسبب ظلمة في القلب لان طاعة الله نور، وهي حرمان من طاعة الله سبحانه، والمعصية سبب لهوان العبد على ربه، واذا هان العبد على ربه لم يكرمه احد، والمعصية تفسد العقل، وتطفئ نور العقل لانه ما يعصي الله احد حتى يغيب عقله، واذا زادت الذنوب طبع على قلب صاحبها والمعصية تقصر العمر وتمحق البركة في كل شيء في المال والاهل والولد. قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: (وذروا ظاهر الاثم وباطنه، ان الذين يكسبون الاثم سيجزون بما كانوا يقتربون) الانعام 120. وقال سيد الخلق اجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم (البر حسن الخلق، والاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس). وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: اذا اسأت فاحسن، فاني لم ار شيئا اشد طلباً ولا اسرع دركا من حسنة حديثة لذنب قديم. وقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه: اعظم الذنوب ما استخف به صاحبه. وقال ابن العباس رضي الله عنه: ان للسيئة سواداً في القلب ووهنا ونقصانا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق. وقال ابن القيم رحمه الله: ان الذنوب تضر بالابدان وان ضررها بالقلب كضرر السموم في الابدان على اختلاف درجاتها في الضرر، وهل في الدنيا والاخرى شر وداء الا سببه الذنوب والمعاصي. وقال الشاعر: تفنى اللذات ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الاثم والعار وقال شاعر آخر: لا تحقرن من الذنوب اقلها ان القليل مع الدوام كثير وقال حكيم: اعجب لمن يتحمى من الطعام لمضرته، ولا يتحمى من الذنب لمعرته وقال حكيم آخر: عجبت من رجل يقول في دعائه اللهم لا تشمت بي الاعداء ثم هو يشمت بنفسه كل عدو فقيل له كيف ذلك؟ قال يعصي الله وتشمت به في القيامة كل عدو. فياسادة يا كرام علموا اولادكم البعد عن المعاصي بكل اشكالها والحرص على المثوبة بكل اشكالها وذكروهم بقول الله تعالى (كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) المطففين 15. وصلى الله على نبينا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. للتواصل: ص. ب198 - مكة المكرمة