أول ما نزل من القرآن على النبي محمد صلى الله عليه وسلم - بداية الوحي المحمدي - كان في ليلة القدر من هذا الشهر في عام 610 هجري (1213 ميلادي) إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء عندما جاء إليه جبريل عليه السلام قائلا له:"إقرأ باسم ربك الذي خلق" وهي الآية الأولى التي نزلت من القرآن الكريم من اللوح المحفوظ ليلة القدر جملة واحدة فوضع في بيت العزة في سماء الدنيا في شهر رمضان. وكان جبريل عليه السلام ينزل به مجزئاً في الأوامر والنواهي والأسباب في ثلاث وعشرين سنة. وعن وائلة بن الاسفع رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "أنزلت صحف ابراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان وانزلت التوراة لست مضين من رمضان والانجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان". رواه احمد ولا يثبت دخول شهر رمضان (شهر الصيام) الا بأحد امرين وهما: رؤية هلال رمضان : يثبت دخول شهر رمضان باجماع المسلمين لقول الله تعالى : "فمن شهد منكم الشهر فليصمه" سورة البقرة ، آيات : 185 وعن ابن عمر رضي الله عنهما : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال (اذا رأيتموه فصوموا واذا رايتموه فافطروا) متفق عليه. ويشترط في رؤية الهلال ان تكون السماء خالية مما يمنع الرؤية من غيم او دخان او غبار او نحو ذلك. الامر الثاني في اثبات دخول شهر رمضان : اكمال شهر شعبان ثلاثين يوما اذا لم تكن السماء خالية مما ذكرناه آنفا - او كانت السماء خالية ولم تثبت رؤية هلال شهر رمضان فاكمال شعبان ثلاثين يوما لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته) فإن غم عليكم فاكملوا عدة شعبان ثلاثين! ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما : انه كان اذا مضى شعبان تسع وعشرون يبعث من ينظر فان رأى فذاك وان لم ير ولم يحل دون منظره سحاب قد اصبح مفطراً وان حال أصبح صائماً. ان امر صيام (صوم) شهر رمضان مرتبط برؤية الهلال اذا كانت السماء صحواً اما اذا كان في السماء غيم فان اكمال شهر شعبان ثلاثين يوما يثبت دخول شهر رمضان. والله سبحانه وتعالى قد فضل بعض الازمنة على بعض ففضل في الازمنة كلها شهر رمضان على سائر الشهور مختصاً هذا الشهر المبارك بفضائل عظيمة ومزايا كثيرة فصوم شهر رمضان ركن من اركان الاسلام الخمس لقول النبي عليه افضل الصلوات واتم التسليم : (بني الاسلام على خمس : شهادة أن لا إله الا الله، وان محمداً رسول الله، واقام الصلاة، وإيتاء الزكاة وصيام رمضان، وحج البيت). وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال : "يا ايها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك ، شهر فيه ليلة القدر خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعاً من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزاد فيه الرزق، من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير ان ينقص من أجره شيء قالوا يا رسول الله : ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم.