يهل على المسلمين شهر رمضان المبارك شهر الخير والعطاء شهر العتق من النيران شهر الجود والاحسان شهر تفتح فيه ابواب الجنان وتغلق ابواب النيران وتصفد فيه الشياطين فهنيئا بلغة الله تعالى رمضان الذي شرفه الله على سائر الشهور فيه ليلة تعدل في اجرها اكثر من ثلاثة وثمانين سنة لمن وفق فيها وقامها ايمانا واحتسابا وهذي فرصة لهجر المعاصي والاقبال على الله طمعا في رحمته فالنعيم لا يدرك بالنعيم وان الراحة لا تنال بالراحة وان من اثر اللذات فاتنة اللذات فالقلب والوجدان تبتهج انتظارا وشوقا بمقدمك يا رمضان قال تعالى (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) فينبغي عليك اخي المسلم اعتنام فرصة هذا الشهر والمبادرة بالابتعاد عن الذنوب والمعاصي ومجاهدة النفس بالاقلاع عن المحرمات والمعاصي من سماع الاغاني وشرب الخان وعليك بالمحافظة على الصلوات في جماعة المسجد وقراءة القرآن والابتعاد عن كل ما يجرح صيامك من سب وشتم وغيبة ونميمة بحفظ اللسان وشغله بذكر الله فأوجه الخير كثيرة في رمضان والسعيد من سابق الى الطاعات وسارع في كسب الحسنات فالشهر الكريم تهذيب وتزكية للنفس بحسن المعاملة والتحلي بالاخلاق الفاضلة وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال (من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) فعلى المؤمن ان يجتهد بالاكثار من اعمال الخير التي تقربه من ربه اكثر ليرجح بها ميزان اعماله قال تعالي وما انفقتم من شيء فهو يخلفه فنحن لا نعلم هل يمهلنا القدر ونصوم رمضان القادم او لا اجبتي في الله يجب عليما ان لا نضيع اجر هذا لاشهر المبارك بضياع اوقاتنا بالتسابق الى الملذات بالجلوس الطويل والسهر امام شاشات القنوات الفضائية لمتابعة المسلسلات والبرامج التلفزيونية التي تفقدك روحانية شهر رمضان المبارط او بالنوم طوال النهار حتى ينتهي شهر الخير العطاء والبذل فلا تكسب من صيامك غير الجوع والعطش كما قال صلى الله عليه وسلم (ليس الصيام من الاكل والشرب انما الصيام من اللغو والرفث) تقبل الله منا ومنكم طاعاتنا وصالح اعمالنا وصيامنا وقيامنا ونسأل الله تعالى ان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته. علي بن سعد المالكي - الرياض