يواصل السواح تدفقهم على منطقة الباحة من كل مكان , منذ بدء العطلة الصيفية لهذا العام 1435ه , وسط استعدادات لاستقبالهم بأجمل حال من قبل الجهات الرسمية , وفي السياق ذاته اجتذبت مدينة الباحة الكثير من سياح الداخل الذين قصدوها لما تتميز به من أجواء ، حيث توافد الكثير من السياح لمنطقة الباحة التي تعد من أهم المصائف بالمملكة ، ويرتادها المصطافون من داخل وخارج المملكة ودول مجلس التعاون نظراً لما بها من جمال الطبيعة ، ووجود الشواهد التاريخية والآثار مثل القلاع والحصون والقرى القديمة وملايين المدرجات الزراعية القديمة التي يعود تاريخها لآلاف السنين خلاف الأودية والغابات. وتمتاز مرتفاعات الباحة بطبيعة خلابة وطقس بارد ممطر معظم أوقات السنة كما تتزين مرتفعاتها بالغيوم الأمر الذي ساهم ازدهار الزراعة وتنوع منتجاتها حيث تشتهر منطقة الباحة بزراعة وهي منطقة زراعية هامة ، في حين شهدت المدينة نهضة كبيرة على مستوى البنية التحتية بعد تولي الأمير مشعل بن سعود أمارة المنطقة ، الذي أعاد صياغة الباحة في حلتها الجديدة ، التي تتمثل في إعادة ترميم الأثار وتهيئة الغابات والحدائق وسفلتة طرق القرى ووصفها وإنارتها وإيصال شبكة المياه للقرى رغم صعوبة التضاريس . وتنقسم منطقة الباحة بين السراة وتهامة ، حيث تمتاز السراة بعلوها الشاهق وهو ما يعني إنخفاض درجات الحرارة صيفا التي تتراوح ما بين 18 - 25 درجة ، بينما تصل معدل مياه الأمطار في نفس الفترة مابين 130 - 150 ملم ، الأمر الذي ساهم في ازدهار الزراعة فيها ، حيث تشتهر بزراعة الفواكة الصيفية كالرمان وهو من أهم المنتجات في منطقة الباحة ورمان الباحة المعروف برمان بيدة من أطيب أنواع الرمان في العالم كما تنتج العنب ، والمشمش ، والخوخ ، والتين الشوكي ، وواللوز ، والتين ، والبرتقال ، والموز ، والمانجو ، الكادي ، الريحان ، الياسمين والليمون ، والتين ، والشعير ، والذرة ، والقمح ، واليوسف ، والتوت البري ، والزيتون ، والبطيخ ، النعناع ، والفجل ، البصل ، والطماطم ، والخيار ، والخس ، والجرجير ، والجزر ، والبخارة ، والورد ، والشمام ، وقد عمل سكانها القدامى على عمل المدرجات الزراعية للاستفادة بأكبر قدر من مياه الأمطار . سطر رجال سراة الباحة ملحمة بطولة قبل أكثر من 200 عام واجهوا في عسكر الترك في معارك عدة استطاعوا إلحاق الهزائم في معظم المعارك التي التقوا فيها الى أن نجحوا في طردهم خارج أراضيهم ، وقد اشتهر في تلك الحقبة الزمنية الشاعر محمد بن ثامره ، الذي كان له قصائد حماسية لبث روح الشجاعة في فرسان قبيلته والقبائل المشاركة ، كما تميز بن ثامره بقصائد الوصف التي كان يصف فيها ما دار في رحى المعركة ، مما أسهم في توثيق الأحداث منذ تلك الفترة حتى عصرنا الحاضر ، الأمر الذي حمل الأهالي على المساهمة في جمع المقتنيات التي غنموها في حروبهم وايداعها في المتاحف التي أنشأتها هيئة السياحة والأثار بمشاركة أمارة المنطقة ، مما ترك للأجيال الجديدة شواهد لقرون مضت . كما تحتوي منطقة الباحة على قصور تاريخية أصبحت مزارا سياحيا هاما ، منها قصر بن رقوش الذي يعد أحد هامات شيوخ زهران ، وكذلك قصر الشيخ يحيى بالقرون في محافظة قلوة ، ومتحف الشيخ بن مصبح ببلجرشي ، ومتحف الباحة العام ، ومتحف محمد العمدة ، وقرية ذي عين التراثية ، فيما تشتهر الباحة بوجود العديد من الأسواق الشعبية والتي تتخذ أسماءها من أيام الأسبوع حيث يقام سوق السبت في بلجرشي وسوق ربوع قريش بزهران وسوق الثلاثاء بالمخواه ، وفي العقيق يقام سوق الخميس ، يبتاع فيها المنتوجات زراعية والحيوانية والمصنوعات الجلدية والأدوات الحرفية والخشبية وكذلك المنتوجات الأثرية والتراثية ، وأجود أنواع العسل والسمن ، مما جعلها مصدر جذب للسائح اذ يجد فيها خليطا بين الماضي والحاضر . بحسب تقرير بثته وكالة الأنباء السعودية سابقا، تمثل غابات الباحة جزءاً مهماً من غطائها النباتي، الذي يشكل نحو 80 في المئة من إجمالي مساحة المنطقة، حيث هيأت أمانة الباحة المسطحات الخضراء ، وفتحت أبوابها لاستقبال الزوار والسواح، الذين يتوافدون إلى المنطقة من داخل المملكة وخارجها للاستمتاع بالأجواء المعتدلة والطبيعة الخلابة التي خلفتها أمطار الشتاء والربيع ، وتضم مدينة الباحة ومحافظاتها أكثر من 40 غابة اذ تعد غابة رغدان أشهرها التي تقع على مساحة تزيد على ال 800 ألف متر مربع، تم تزويدها بقرابة ال 105 مظلات، ونحو تسعة مواقع لألعاب الأطفال، و12 دورة مياه، وعدد من الخدمات الأخرى، كالأكشاك والملاعب الرياضية وكراسي الجلوس وغيرها ، كما تضم المنطقة متنزه الأمير محمد بن سعود الذي يضم 22 مظلة وموقعين لألعاب الأطفال ودورة مياة ، ويتبعها كذلك متنزه الأمير مشاري الذي يضم شلال خيره الممتد من أعالي جبال السراة حتى بئر القلت، الذي زود بنحو 45 مظلة و15جلسة وثلاثة مواقع لألعاب الأطفال، وثلاث دروات مياه كما تضم مدينة الباحة مجموعة من الحدائق، هي وحديقة بلخزمر في محافظة المندق ، وحديقة السواد وحديقة شهبه ، وكذلك حديقة الأمير محمد بن سعود وحديقة الأمير سلطان بن سلمان وحديقة الفرعة، حديقة المثلث ، ويوجد في تلك الحدائق أكثر من 70 مظلة وست دورات مياه وستة مواقع لألعاب الأطفال، إلى جانب خدمات أخرى عدة، مثل ملاعب الأطفال ، وملاعب الشبان في الموقع المخصص للشبان المطل على العقبة ، إلى جانب القرية التراثية بالأطاولة . القرية التراثية بالأطاولة , شكلت أهمية جمالية في المحافظة لموقعها الذي يتوسط المحافظة، وروعة تصميمها وبنائها الذي يحاكي طبيعة المنطقة ويبرز تراث الآباء والأجداد. وإلى جنوب المنطقة حيث محافظة بلجرشي التي تضم عدداً من الغابات والحدائق والمتنزهات، ومنها متنزه السكران الذي شهد في هذا العام توسعة طرقاته، وإنشاء مطلات وجلسات وعبّارات لتصريف السيول، وزيادة في أعمدة الإنارة والمسطحات الخضراء والألعاب، إلى جانب إنشاء مسرح وملعب للأطفال وممشى بطول 1800متر. ولضمان راحة سواح الباحة وضعت أمانة منطقة الباحة والبلديات التابعة لها خطة عمل للمتنزهات والحدائق خلال فترة الصيف، رفعت من خلالها درجة الاستعداد إلى أعلى مستوى في الصيانة والنظافة، حيث تم تشكيل فرق عمل من مشرفين وفنيين وعمال يعملون على مدار الساعة، من أجل تقديم أرقى مستوى من الخدمات التي ترضي الجميع، وتليق بمكانة وسمعة المنطقة سياحياً.