عن دار المبدأ الكويتية صدر للكاتب والناقد السوري كتابه الجديد تضاريس المتعة بحث في تقنيات القصة القصيرة يقع في حوالي 177 صفحة من القطع الصغير. ويزاوج المقداد ما بين الطابع التأصيلي النظري، والجانب التطبيقي مستفيداً من حوالي أربعين مجموعة قصصية عربية، تعبر عن أجيال مختلفة من الكتاب العرب، من المؤسسين أمثال يوسف إدريس ومجموعته لغة الآي آي وزكريا تامر في صهيل الجواد الأبيض والنمور في اليوم العاشر وتكسير الركب، مروراً بأسماء مرموقة مثل إبراهيم أصلان يوسف والرداء، وجدي الأهدل رطانة الزمن المقماق، كما يحظى الكتاب الكويتيون بحضور لافت وعلى رأسهم ليلى العثمان، فاطمة العلي، عالية شعيب، وليد الرجيب، ليلى محمد صالح، وناصر الظفيري. ويضم الكتاب ثمانية فصول تتناول: ماهية القصة القصيرة، القصة القصيرة جداً، القصة والحكاية ومتاهة النقد، مشكلات السرد، إدانة المؤلف بجرائم السرد، العنوان: بحر من الدلالات، البدايات، والنقد الثقافي والقصة القصيرة. ويقول المؤلف في الاستهلال: اختلف النقاد، ومازالوا، في وضع تعريف جامع مانع للقصة القصيرة يقيها تنطعات الوارشين من هواة كتابة الخواطر والمواعظ، وتدبيج الحكايات بأنواعها المختلفة. ولعله كان لهذا الاختلاف جانب إيجابي تمثل في عدم تقييد القصة القصيرة بضوابط صارمة تمنع عنها محاولات التحديث، ما أشرع آفاقها أمام موجات التطوير. حول تعريفها يقول: ماذا يعني أن تكون القصة قصيرة، ولماذا لايكون لدينا رواية طويلة وأخرى قصيرة، خصوصا وأن من الروايات ما ظهر في أجزاء عديدة، ومنها ما اكتفى بصفحات من الحجم الصغير لم تبلغ المائة.. هل تكمن المسألة في الطول والقصر فقط؟، أي مسألة شكلية ليس إلا. حين ندقق في الأمر نلاحظ أن هناك اعتباطية في إطلاق المصطلحات، وإلا فلماذا نسمي الرواية القصيرة بالرواية، والرواية الطويلة، وذات الأجزاء منها ايضاً، بالرواية كذلك، ولا نسمي القصة الطويلة، أو القصيرة، أو القصيرة جداً بالقصة فقط؟ كما يناقش بالتفصيل مشكلات السرد في القصة القصيرة وأهمها الحذف والتلخيص والمشهدية والوقفة وغير ذلك. ويفرد فصلا كاملاً للعنونة نظراً لأهميتها، وقدرتها على الإيحاء وربط القارئ بالنص. وفي كل تنظير يحرص المقداد دائماً على الاستشهاد وتشريح النصوص قبل أن يختم كتابه بفصل النقد الثقافي وتحليل صورة المرأة في القصة القصيرة. يقول المؤلف في استهلال كتابه: «اختلف النقاد ومازالوا في وضع تعريف جامع مانع للقصة القصيرة يقيها تنطعات الوارشين من هواة كتابة الخواطر والمواعظ وتدبيج الحكايا بأنواعها المختلفة. ولعله كان لهذا الاختلاف جانب ايجابي تمثل في عدم تقييد القصة القصيرة بضوابط صارمة تمنع عنها محاولات التحديث، ما اشرع آفاقها امام موجات التطوير التي ما فتئت تفتح لها مسارب ابداعية جمالية جديدة اضطلع بها عدد من المبدعين الذين خبروا اسرار القصة القصيرة فراحوا يعملون على تحديثها. وأمام ذلك انهارت معظم التعاريف التي توهمت الاحاطة بهيكلية وروحية القصة القصيرة، اذ تمت الاطاحة ببعض ما كان قارا من عناصرها، كما تم تناول بعض آخر منها بمفاهيم اكثر ابداعا وجمالية، اضافة الى تجريب عناصر لم تكن القصة القصيرة تتعاطى معها. وفي خضم هذه الموجة من التجريب والانزياح راحت المطابع تقذفنا بكتابات لا طعم لها تدبّج تحت لافتة (قصص قصيرة)، فما الحل؟».