تشهد محافظة الطائف هذه الأيام حركة بيع نشطة للعسل الطائفي المعروف بصفائه، حيث بدأ النحالون منذ وقت مبكر في جمع انتاجهم من العسل الذي جنته أسراب عاملات النحل من رحيق أزهار وورود جبال ووديان الطائف، لتصنع منه 140 ألف خلية تجاوزت طاقتها الإنتاجية 500 ألف كيلو من العسل. ويمر انتاج العسل بمراحل متعددة تبدأ بجمع رحيق الأزهار من قِبل عاملات النحل ثم تفرز الإنزيمات المختلفة على العسل الذي تجمعه داخلها، فتسكبه في عيون الشمع السداسية بخلية النحل، ليتم العمل على إنضاجه ويختم فيما بعد بالأغطية الشمعية التي تحفظه من التعفن، حتى يصبح عسلاً نقيًا يطلق عليه (الرحيق المختوم). ويمتاز العسل بعدم تعرضه بإذن الله تعالى لأي ميكروبات أو فطريات أو فيروسات، كما يمتاز باحتوائه على مواد طبيعية تقوي جهاز المناعة لدى الإنسان وتغذي خلايا الجسم لديه. واستثمرت الهيئة العامة للسياحة والآثار بالطائف تلك التظاهرة الطبيعية الجميلة، لتضمها لرزنامة الفعاليات السياحية التي تنفذها بمتنزه الرُدّف السياحي بالتزامن مع إجازة الصيف، حي أقامت "مهرجان العسل الطائفي" الذي اشتمل على عروض مختلفة من أنواع العسل الذي تشتهر به الطائف ومحافظاتها. وتواجدت "واس" في أرض المهرجان مستطلعة آراء المهتمين بالعسل من الباعة والمتسوقين، الذي أجمعوا على أهمية العسل من الناحية الصحية، مستشهدين بقول الله تعالى في سورة النحل ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُون "68" ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "69"). وأوضح نائب رئيس جمعية النحالين في الطائف معتوق الخالدي، أن الأبحاث الطبية أثبت أن للعسل فوائد عديدة تتمثل في علاج مرض السكر، والقولون العصبي وعسر الهضم، والإمساك المزمن وقرحة المعدة، والأنيميا والربو المزمن وضغط الدم المرتفع، والروماتيزم، والصداع. وتنوعت أشكال العسل المعروضة في مهرجان الطائف، إلا أن أبرزها العسل (الصيفي) الأبيض الذي بين معتوق الخالدي أنه يستخرج من نباتات الضرم والسحاة والشرمة والطباقة في أعالي جبال الطائف، كما برز العسل الأسمر الذي يستخلص من أشجار المناطق المنخفضة كالسمر والسلم والطلح. وفيما تساءل الكثير من المتسوقين عن كيفية معرفة العسل الطبيعي من غيره، ذكر نائب رئيس جمعية النحالين في الطائف أن تبلور العسل أحد المشاكل الرئيسة التي تواجه النحالين والمستهلكين، حيث أن معظم العسل يحدث به عملية تبلور "التحبب" بمعنى أن يكون العسل سائلاً لزجاً عند نضجه، فيأخذ في التبلور تدريجياً إلى أن يتجمد ويبدوا للمشاهد بأنه مغشوشا، بينما ذلك غير صحيح إذ أن العسل النقي الطبيعي من الممكن أن يتبلور وتختلف المدة التي يتم فيها عملية التبلور باختلاف أنواعه. وأشار في ذلك الصدد إلى أنه يمكن معرفة العسل الطبيعي من خلال رائحته وطعمه ولونه، فالطبيعي يأخذ رائحة الأعشاب والإزهار المستخلصة من النباتات، لافتا النظر إلى أن متوسط سعر العسل في معظم أنواعه يتراوح ما بين 500 ريال إلى 1000 ريال للكيلو الواحد. ومن جهته، قال أحد المهتمين بإنتاج العسل الطائفي عبيد بن هميل الوقداني، إن أوقات إنتاج العسل الطائفي يكون غالباً ما بين شهري يناير وفبراير، إلا أن هطول الأمطار تساعد بفضل الله تعالى في تقدم أو تأخر وقت الإنتاج. وبين الوقداني أن عسل السدر ينتج في شهري أكتوبر ومارس أي وقت موسم هطول الأمطار المتعارف عليه بالطائف، فيما يكون وقت إنتاج عسل السمر مابين شهري إبريل ومايو، وعسل الطلح ينتج في الغالب في شهر يونيو، وعسل الضهيان ما بين شهري يوليو وسبتمبر، مع عسل القتاد، والسيال، والقرب. وأفاد أن للعسل ألواناً اكتسبها من الطبيعة مثل: الصيفي ولونه ما بين الأبيض والأشقر، والسدر ولونه أحمر يميل إلى الأشقر ، أما عسل السمر فلونه أحمر يميل للسواد، وعسل الضهيان يميل لونه إلى الأبيض الشفاف مثل عسل القتاد والضربة.