أعرب معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الأستاذ إياد بن أمين مدني عن خيبة أمله إزاء ما نُقِل من تصريحات على لسان الرئيس التشيكي ميلوش زيمان، في السادس والعشرين من مايو 2014 في السفارة الإسرائيلية في براغ، الذي ذكر أن "الإيديولوجية الإسلامية، وليست جماعات فردية تنتمي لأصوليين دينيين، هي التي تقف وراء أعمال عنيفة مشابهة للاعتداء بالأسلحة النارية الذي تعرض له المتحف اليهودي في بروكسل". وأفاد مدني أن تصريحات الرئيس التشيكي الأخيرة ضد الإسلام تتسق مع تصريحات سابقة له أدلى بها في الماضي، حيث ربط بين "من يؤمنون بالقرآن وبين النازيين العنصريين المعادين للسامية"، مضيفا أن "العدو هو ضد الحضارة ويمتد من شمال إفريقيا إلى إندونيسيا، حيث يعيش مليارا شخص". ولفت أمين عام منظمة التعاون الإسلامي الانتباه إلى أن مثل هذه التصريحات لا تظهر فقط عدم معرفة الرئيس زيمان بالإسلام وفهمه الخاطئ عنه، ولكنها تتجاهل أيضاً الحقائق التاريخية التي تفيد بأن معاداة السامية والعنصرية هما ظاهرتان أوروبيتان بشكل خالص، ليس لهما جذور في الإسلام بوصفه ديناً أو تاريخاً أو حضارة . وقال مدني : "إن تصريحات الرئيس زيمان لا تعدو كونها صورة نمطية مغلوطة تقوم على كراهية المسلمين ، مشدداً على أن هذه التصريحات، التي صدرت حتى قبل تحديد هُوية الجناة ودوافع ارتكاب الحادث، ليست غير مسؤولة فحسب، بل تغذي الصور النمطية الموجودة أصلاً، وتوقد التحريض على الكراهية، والتمييز، والعنف ضد المسلمين على أساس دينهم". وأضاف : إن هذه التصريحات تتناقض أيضاً مع الجهود الدولية الحالية الرامية إلى تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان، وذلك من أجل نشر التعددية الثقافية، والتفاهم، وقبول الآخر، والسلام. وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي مجدداً أن الإسلام دين سلام وتسامح، وأن الإرهاب لا ينبغي ربطه بأي عرق أو دين، وهو موقف تتبناه الأممالمتحدة في جميع نصوصها الرئيسة المتعلقة بموضوع مكافحة الإرهاب ، مضيفاً أن دول منظمة التعاون الإسلامي تكنّ احتراماً كبيراً للأديان كافة، وتدين أي رسائل تحض على الكراهية والتعصب. ودعا مدني في بيانه : " من المناسب تماماً أن يعتذر الرئيس ميلوش زيمان لملايين المسلمين في أنحاء العالم كافة عن تصريحاته بالغة الإساءة للإسلام والمسلمين، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات قوية وجماعية لتعزيز السلام والتناغم والتعايش والتسامح بين الشعوب من مختلِف الأديان والمعتقدات الدينية والخلفيات الثقافية والعرقية. كما دعا أيضاً جميع الزعماء والقادة السياسيين مهما كانت توجهاتهم ومعتقداتهم إلى التكاتف وتعزيز الجهود من أجل نشر الحوار والتفاهم المتبادل، مما يثبت أن "ما يجمعنا، على اختلاف الأديان والمناطق، أكثر بكثير مما يفرقنا".