أثنى معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية ومندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية الأستاذ أحمد بن عبدالعزيز قطان على التطور والنهضة الشاملة التي شهدتها المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – مما جعلها نموذجا مميزا على المستويات العربية والإقليمية والدولية كافة. وعزا معاليه خلال الندوة التي نظمتها مساء الثلاثاء سفارة خادم الحرمين الشريفين بمصر تحت عنوان (الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود .. 9 أعوام من الإنجازات) بمناسبة مرور تسع سنوات على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم ، هذا النجاح بعد فضل الله إلى حكمة التصرف ورجاحة العقل واتزان القرار من قائد محنك يسعى إِلى تحقيق اللحمة الوطنية والعربية والإسلامية واضعا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم دستورا . واستعرض معاليه قصة النجاحات التي حققتها المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله- الذي لم يأْل جهدا لاستكمال مسيرة البناء القوي المتكامل وتهيئته لتحقيق كل هذه الإنجازات الرائعة في المجالات كافة والنهوض بكل سبل التقدم والرقي لحاضر ومستقبل هذا الوطن الغالي. وأكد معاليه أن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وضع نصب عينيه منذ توليه الحكم تحقيق رؤيته الإصلاحية، مستنداً على كتاب الله دستورا وسنة رسوله صلَّى اللَّه عليه وسلم سبيلا ، مشيرا إلى أن رؤية خادم الحرمين الشريفين تقوم على أَن الاصلاح هو الطريق من أَجل التقدم وبناء مستقبل مشرق لأبناء شعبه، وانعكست رؤيته يحفظه الله في التطور الكبير الَذي شهدته المملكة في عهده الزاهر من خلال إسهاماتها العالمية البارزة التي تتناسب مع رسالتها في المحافل العربية والإقليمية والدولية سياسيا واقتصاديا . وأبرز معاليه الإنجازات التي تحققت خلال التسع سنوات في مقدمتها مشروعات توسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة،مشيرا إلى أن المملكة في المجال الاقتصادي تأتي كأفضل الاقتصادات أداء في مجموعة العشرين بحسب تقرير صندوق النقد الدولي ، كما تجاوزت المملكة في مجال التنمية السقفَ المخطط لإنجاز العديد من الأهداف التنموية التي حددها إعلان الألفية للأمم المتحدة عام 2000م، مؤكدا حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على نشر التنمية في كل أرجاء المملكة وتجسد ذلك في إطلاق عدد كبير من المشروعات التنموية الكبرى . وفي مجال التعليم في عهد خادم الحرمين الشريفين تحدث السفير قطان عن انطلاق مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم حيث تضاعف عدد الجامعات لتصبح 28 جامعة حكومية و9 جامعات أهلية تضم 31 كلية موزعة جغرافيا لتغطي مناطق المملكة كافة إضافة إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي يشمل في الوقت الراهن 150 ألف مبتعث ومبتعثه بهدف إعداد أجيال متميزة لمجتمع معرفي مبني على اقتصاد المعرفة . وأفاد معاليه أنه في المجال الصحي تبؤأت المملكة في عهده الزاهر مكانة مرموقة وأصبحت مرجعا طبيا وعلاجيا للعديد من الأمراض حيث أجريت في مستشفياتها المئات من العمليات الناجحة ، في مجال فصل التوائم وجراحات القلب والمخ وزراعة الأعضاء . ولفت معالي السفير قطان الانتباه إلى ما أولاه الملك المفدى حفظه الله من اهتمام بمشاريع الإسكان حيث بلغ عدد المشاريع التي يجري تنفيذها حاليا 47 مشروعا بكامل مرافقها الخدمية . وتطرق إلى الاهتمام الملحوظ الذي أولاه خادم الحرمين الشريفين خلال السنوات التسع الماضية بقضية تعزيز دور المرأة في المجتمع السعودي ، حيث توالت المبادرات والقرارات والأوامر الأخيرة التي تستهدف الرفع من شأن المرأة السعودية وجعلها شريكا أساسيا في برامج التنمية. وفيما يتعلق بمنظومة العدالة في المملكة ، فقد انطلق مشروع الملك عبدالله لتطوير مرفق القضاء بهدف تحديد رؤية مستقبلية طموحة ورسالة واضحة وقيم مؤثرة ومعايير لتقويم الأداء والإنجاز . وأكد معاليه اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالشباب ، حيث وجه – رعاه الله – وزارة العمل بدعم وتنفيذ سياسات الدولة عبر توفير فرص العمل اللائقة والمستدامة للمواطنين ، ورفع معدلات التوطين وإحلال الأيدي السعودية الشابة محل العمالة الوافدة . وأبرز معاليه جهود خادم الحرمين الشريفين الحثيثة في مكافحة الفساد من خلال إنشاءِ " الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد" .وتناول معاليه جهود خادم الحرمين الشريفين في مكافحة الإرهاب حيث أكد معاليه أن المملكة لم تكتف بتأكيد استنكارها وشجبها للإرهاب بأشكالة وصورة كافة ولكنها قامت بجهد حثيث ودور مؤثر وفعال في حفظ الأمن والتصدي لظاهرة الإرهاب على جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية ، وأكد التزام المملكة بالقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن وفقا للفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة ، وكذلك ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وتمويلة كما دعت المملكة لعقد اتفاقية دولية لمحاربة الإرهاب ، من خلال عمل دولي متفق عليه في إطار الأممالمتحدة . كما أصدر – حفظه الله - مؤخراً، أمرا ملكيا بتغليظ عقوبة من شارك في أعمال قتالية خارج المملكة. ولفت معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر إلى تأكيد خادم الحرمين الشريفين على أهمية الحوار وبدأ بالحوار الوطني من خلال إنشاء « مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني » ، ثم دعا- حفظه الله - ، إلى تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية يكون مقره وضرورة «التضامن والتسامح والاعتدال » و «نبذ التفرقة» ومحاربة الغلو والفتن ، ثم أطلق - حفظه الله – مبادرته للحوار بين الأديان والثقافات وتم تتويج ذلك بإنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار في فيينا . وأكد معاليه إلى المكانة الخاصة التي تحظى بها جمهورية مصر العربية في وجدان خادم الحرمين الشريفين التي يشعر بها كل سعودي ومصري وعربي . عقب ذلك ألقى دولة رئيس الوزراء المصري المهندس إبراهيم محلب كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار أكد فيها أن القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – وضعت الأمة العربية على الطريق الصحيح ، وأسهمت بقوة في لحظة حاسمة وفارقة من تاريخها في صد الأخطار التي كانت تهدد كيانها وتماسكها حيث وقفت المملكة العربية السعودية بكل ثقلها حائطًا صلبا وسدا منيعا شامخا في الدفاع عن أمتها ،وخاصة تلك المحاولات التي كانت تستهدف أمن مصر وجيشها . وأشار إلى أن أمن مصر لا ينفك عن أمن الأمة العربية ،وستظل مصر بإذن الله وفيه لأشقائها مقدرة لوقفتهم التاريخية إلى جانبها . من جهته, لفت شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في كلمته التي ألقاها نيابة عنه عباس شومان إلى عمق العلاقات بين مصر و المملكة , وقال :" المملكة في عقل وقلب كل مصري ، فهي الشقيقة الغالية ، وهي امتداد طبيعي لكل مايعبر عن العراقة العربية من أصالة وفكر وحضارة ". وقال إن مصر لن تنسى المواقف الإسلامية والعربية التاريخية لخادم الحرمين الشريفين التي تنصب كلها في إيجاد مجتمع عالمي تسوده الأخوة والسماحة والتعاون . وأكد أن المملكة برفضها مقعد مجلس الأمن لقنت العالم درسا في أن قيم الحق ومبادئ العدل لا بد أن تكون أساسا للعلاقات الدولية لا المصالح الذاتية والمنافع المادية فقط. كما استعرض مندوب البابا تواضروس الثاني القمص سيرجيوس من جانبه مواقف المملكة لنصرة الأمة العربية على مر التاريخ وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين وموقفه ودعمه أمن واستقرار مصر. وأعرب عن التقدير والامتنان لمواقف المملكة العربية السعودية ، مؤكدا الثقة بدور المملكة الكبير في المنطقة . بدوره أكد رئيس نادي القضاة المصري المستشار أحمد الزند أن مواقف المملكة تجاه مصر على جميع الأصعدة ليست بغريبه على المملكة وقيادتها، مستعرضا تاريخ العلاقات الوثيقة ما بين البلدين خاصة في اللحظات الصعبة والفارقة. حضر الندوة وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمد حامد شاكر ووزير النقل والمواصلات الدكتور إبراهيم الدميري ووزير التنمية المحلية والتنمية الإدارية اللواء عادل علي لبيب ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور وائل محمد دجوي والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي وعدد من المسؤولين بجمهورية مصر العربية وسفراء الدول العربية والإسلامية والأجنبية بمصر والمندوبين الدائمين بالجامعة العربية ، وعدد من المثقفين والإعلاميين والأدباء.