تصوير - محمد قاسم رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المنورة مساء اليوم (الأحد) حفل تخريج الدفعة الخمسين من خريجي الجامعة الإسلامية، واستعرض سموّه مسيرة جنسيات طلاب الجامعة التي ضمّت ممثلين عن أكثر من (150) جنسية من مختلف دول العالم، بأزياء بلدانهم الرسميّة. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقرّ الحفل ، معالي مدير الجامعة الإسلامية الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند، ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات وعدد من منسوبي الجامعة. كما اطّلع سموه فور وصوله على معرض الأعمال الفائزة بالمسابقة الدولية للخط العربي التي أقامتها الجامعة ضمن فعاليات المؤتمر العالمي الثاني لمكافحة الإرهاب الذي نظمته الجامعة مؤخراً تحت عنوان (الإرهاب مراجعات فكرية وحلول عملية)، واستمع سموّه إلى شرح عن الأعمال المقدّمة، حيث تنافس المشاركون في كتابة الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة الداعية إلى الحوار والتعايش وتحريم سفك الدماء المعصومة. وفي كلمته في الحفل، أكّد معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند أن المملكة العربية السعودية بلد طيب يخرج نباته بإذن ربّه ثماراً نافعةً صالحة، وأضاف: هانحن اليوم في هذا العرس البهيج في الجامعة الإسلامية نحتفل بتخريج الدفعة الخمسين التي تزيد على 3 آلاف طالب يمثلون دول العالم كافة. وقال معاليه: في هذا اليوم يُزفّون إلى بلدانهم بعد أن أفاء الله عليهم نعمته في هذه البلاد المباركة ممثلة في الجامعة، فنهلوا من علومها واستقوا من معارفها في منهج قائم على الكتاب والسنة، ليكونو مشاعل هُدىً ونور يدعون إلى الله على منهج الاعتدال والوسطية الذي قامت عليه هذه الدولة المباركة.وبيّن أنّ خريجي الجامعة الإسلامية هم في بلدانهم مصادر للاعتدال في المنهج الوسطي، مع وفاء وولاء لهذه البلاد المباركة التي سنحت لهم الفرصة من خلالها لتعلّم الكتاب والسنّة، عبر كليات هذه الجامعة ومعاهدها العليا في مختلف الدرجات العلمية. وقال معاليه مخاطباً صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان: إن مشاركتكم لأبنائكم الخريجين في هذا الحفل البهيج تمثل معاني عظيمة في محبتكم لأبنائكم طلاب الجامعة، وإننا في هذه الجامعة نجد دائماً متابعتكم وتشجيعكم ووقفاتكم الصادقة في خير ما يعين على تحقيق رسالة الجامعة وأهدافها، فلكم منا الشكر، سائلين الله تعالى أن يوالي عليكم نعمه، وأن يحفظكم لهذه المدينة وأهلها. ووجّه الدكتور السند كلمة للخريجين حثّهم فيها على تقوى الله عز وجل والعمل بما تعلموا لأن العمل ثمرة العلم، وأضاف: أنتم تعلمتم فأتْبِعوا علمكم بالعمل الصادق الجاد المخلص وكونوا مشاعل هداية ونور لأوطانكم وإخوانكم إذا رجعتم لبلدانكم.كما أوصى الدكتور السند الخريجين بأن يتجنبوا مواطن الفتنة ومصارع الشر، لأنهم سيكونون مصدر الائتلاف ووحدة الكلمة ولزوم جماعة المسلمين بما تعلموا من العقيدة الصافية الصحيحة.وأضاف: لتكن هذه الدولة وما فيها من العلاقة الوثيقة بين الدولة وشعبها من ولاة أمر ومواطنين أنموذجاً يُحتذى في التعامل في بلدانكم وبين مجتمعاتكم. وهنّأ الخريجين بهذه المناسبة معبراً عن ما يشعر به من الفرحة التي تشعر بها الجامعة ومنسوبوها، وأوصاهم بالتواصل مع الجامعة، حيث التواصل يبدأ بعد التخرج، مؤكداً للخريجين: أنتم من مكتسبات هذه الجامعة، لا نفرط فيها بل نعتز بها ونفاخر. وحمد الدكتور السند المولى جل وعلا على أن هيأ لنا هذه الدولة المباركة والقادة الصالحين وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الذي له الوقفات الصادقة مع هذه الجامعة التي كان لها الأثر في نجاح الجامعة، كما شكر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ولصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس ملجس الوزراء.كما شكر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان الذي تحظى الجامعة دائماً برعايته الكريمة، ولمعالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري على متابعته الدائمة للجامعة ومناشطها. وألقى خمسة طلاب من الخريجين يمثلون قارات العالم كلمة الخريجين، سطّروا فيها رسائل تحمل أسمى آيات الشكر للمملكة العربية السعودية التي احتضنتهم من خلال الجامعة الإسلامية، ووفّرت لهم كل ما يحتاجون ليتفرغوا للتزود من العلوم المختلفة، وفق منهج وسطيّ، كما رفعوا الشكر لقيادة المملكة على ما قدمته لهم من خدمات جليلة، وأوصوا زملاءهم الخريجين بلزوم المنهج المعتدل وتبليغ العلم بالحكمة والموعظة الحسنة. ثم أعلن الدكتور عبدالعزيز مبروك الأحمدي عميد شؤون الخريجين أعداد خريجي الجامعة في الدفعة الخمسين لعام 1434-1435ه، حيث أكد أن إجمالي الخريجين بلغ 3246 خريجاً، منهم 1840 من مرحلة البكالوريوس، و325 من مرحلة الماجستير، و121 من مرحلة الدكتوراه، و250 من مرحلة الدبلوم العالي، و700 طالب من المعاهد والدور. وقال الدكتور الأحمدي إن الأيام أثبتت أن طلاب الجامعة من خير سفراء هذه البلاد، مشيداً بجهود المملكة العربية السعودية في تعليم أبناء المسلمين حول العالم وحينما أدركت الجامعة أهمية التواصل معهم ودعمهم بعد تخرّجهم من الجامعة، أنشأت عمادة خاصة للخريجين.وفي ختام الحفل كرّم سمو الأمير فيصل بن سلمان الطلاب الأوائل من مختلف المراحل الدراسية والكليات.ثم قدّم معالي مدير الجامعة هدايا تذكارية لسموه بهذه المناسبة.