غداً يكمل سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه وألبسه ثوب الصحة والعافية وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة- عامه التاسع ملكاً للمملكة العربية السعودية وأباً لشعبه الوفي العظيم وحامياً للدين والوطن. في هذه السنوات التسع حصلت نقلة نوعية وحسية وكمية ومعنوية وتنموية ونهضوية وتعليمية للبلاد، لا يتسع المجال لذكرها، لكن سوف أعرج على إحدى هذه النقلات الكبيرة والتي سوف تؤتي أُكلها بمشيئة الله تعالى في المستقبل القريب والبعيد. -التعليم- هو أحد وأهم الركائز والأعمدة في أي بلد في العالم، بالتعليم ترقى الأمم، وتزهى النفوس، ويشع النور، وتنمو العقول، وتنخفض به معدلات الجريمة، وتعلو به معدلات الفكر والمعرفة، لذلك تحققت رسالته ورؤيته السابقة التي افصح عنها ذات مجلس ولقاء، إبان قرب افتتاحه لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، أنه حلم ما قبل 25 سنة، وتحققت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يرى ذلك الحلم واقعيا، وتجسد فعليا. يلي ذلك برنامجه العظيم للابتعاث الخارجي، الذي يكمل عامه الثامن، بأكثر من 150 ألف طالب وطالبة في أرقى جامعات العالم في أميركا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وكندا وأستراليا ونيوزيلاندا والصين وكوريا الجنوبية واليابان وسنغافورة. أرسل وبعث أبناءه في البلدان العربية والغربية، فتجد أن السعوديين لهم انتشار واسع في بلدان العالم وفي جامعاتها وكلياتها ومعاهدها وفصولها، حتى أن بلدا كبريطانيا صار فيه تكدس من الطلبة السعوديين، وهذا خلاف من ذهب للدراسة على حسابه الخاص، متحمسا ومتأملاً أن يضم في بعثة والدنا وحبيبنا أبو متعب. فتحقق له ما أراد من قبل، ومن بعد، وفي أثناء زيارة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وجولته المكوكية في الهند واليابان وغيرها، تم الحاق عدد كبير من الطلبة وممن تحققت بهم الشروط. إذن هناك دعم كبير جدا للتعليم من قبل المليك وولي عهده الأمين، فنال التعليم نصيبه من الموازنة السنوية وحظه في العناية الملكية والرعاية الحكومية، وذلك من أجل شعب عظيم، ترسخت فيه مبادئ إنسانية تربى عليها منذ الصغر، وهو على العهد والوعد، مبايعين مليكهم، على السمع والطاعة، وولي عهدهم سلمان، وسمو ولي ولي العهد مقرن سدد الله خطاهم. إن الأمن والأمان والاستقرار والثبات والإصرار والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهو دستور البلاد مهبط الوحي، يريح البال، ويبعث على النفس السكون، ومؤشر إيجابي، ومستقبل آمن، وإحدى نعم الله التي لا تعد ولا تحصى ،والتي من الواجب علينا أن نحافظ عليها ونعض عليها بالنواجذ. لم أذكر أن خادم الحرمين الشريفين هو الداعم الأول للمرأة السعودية فالكل يعرف أين وصلت، وتبوأت، المناصب القيادية الرفيعة، وهذه رسالة موجهة للعالم الخارجي أن المرأة هي الأم والأخت والزوجة، كما قالها ذات مرة – أبو متعب- سلمه الله، ولا يمكن بأي حال من الأحوال القول غير ذلك، وكل الادعاءات في هذا الشأن باطلة وغير صحيحة. أختم قولي هذا، بدعوة إبراهيم عليه السلام كما جاء في الكتاب .. اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً ورخاءً إلى يوم الدين .. وقوله تعالى .. وهذا البلد الأمين.