هل فعلاً الحياة مغامرة؟ سؤال يحتمل عدة إجابات فلسفية وفي الوقت نفسه يحتمل الإجابة بنعم أو لا، ولكن هل يمكننا إثبات أن الحياة ليست مغامرة أعتقد أن كل أمورنا في الحياة خاضعة لمغامرة فنحن نقبل على مشاريع كثيرة ونخوض تجارب جديدة لا نستطيع التأكد من نجاحها أو فشلها فنعقد النية ونتوكل على الله ونترك الأمور تجري حسب الظروف وأحياناً لا نتوقع الزوابع ولا العثرات فعندما تصيبنا نشعر بمأزق ونعتقد أننا فشلنا في هذا المشروع، وفي الوقت نفسه قد نضع كل العقبات أمامنا ونتوقع السييء إلا أننا نفاجأ بنجاح المشروع رغم أنه مر ببعض الصعوبات في البداية. لا يمكن أن تستمر الحياة علي نفس النمط ويستحيل أن تكون سعيدة للأبد أو تعيسة للأبد فهي خاضعة للمتغيرات حسب الظروف التي يمر بها الإنسان، سمعت الكثير من أصحاب التجارب والبعض منهم يعتقد أنه فشل في حياته إلا أنه عاش حياة سعيدةً رغم كل الصعوبات المادية أو الاجتماعية أو العملية والبعض الآخر حصل على كل ما يريد في الحياة من مال ومنصب إداري عال وحياة إجتماعية مرفهة إلا أنه يشعر أن حياته غير سعيدة ولم تكن كما يجب وقد يصفها بالفشل، فإذاً كل منا يشعر بأن حياته ليست الحياة التي يتمناها وأنه كان يتمنى لو خطط لها من البداية بشكل أفضل لكي تنجح في حين أن الآخرين يرون أن حياته ناجحة بكل المقاييس وحياتهم هي الفاشلة. وقد يكون أكثر مشروع قابل للنجاح أو الفشل هو الزواج ولو أننا فكرنا في مستوى النجاح والفشل فهو يختلف من شخص لآخر، فمهما وضعنا خطط الجدوى لهذه الشركة إلا أن النتائج غير متوقعة أبداً لا سيما وأنها شركة تمتد لطول العمر وهذا يعني أنها تمر بمراحل مختلفة وتؤثر فيها الظروف الحياتية المتغيرة فقد تبدأ الحياة الزوجية بكل سهولة ويسر وتفاهم ورومانسية إلا أنها قد تنقلب رأساً علي عقب والعكس أيضاً وارد في أنها تبدأ بظروف صعبة إلا أنها تنصلح ويعيشون حياة سعيدة حتي وإن مرت ببعض المطبات الخفيفة، والحياة تمضي مهما تمر بمغامرات صعبة أو سهلة. في كل المشاريع التوكل علي الله والإيمان بالقضاء والقدر هو الملجأ الوحيد لنا فنحن مهما تنبأنا بحياتنا المستقبلية لا يمكننا رؤيتها إلا في المستقبل نفسه، والتفاؤل هو أكثر ما نحتاجه لنعيش حياة سعيدة. مشاريعنا في الحياة...يا تصيب يا تخيب!