إتهم أحد كبار مستشاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولاياتالمتحدة بالتدخل في شؤون أوكرانيا الداخلية، وذلك في انتهاك صريح لاتفاقية وقعها البلدان عام 1994، وقال إن موسكو قد تتدخل هي الأخرى. وقال المستشار سيرغي غلازييف إن الامريكيين ينفقون 20 مليون دولار في الاسبوع لدعم المجموعات المعارضة في أوكرانيا وانها تزود "المتمردين" الاوكرانيين بالاسلحة وغيرها. والمح غلازييف، الذي اتهم الولاياتالمتحدة بتجاهل مذكرة التفاهم حول الضمانات الأمنية التي وقعها البلدان عام 1994، الى ان روسيا قد تتدخل في أوكرانيا هي الأخرى. وامتنعت السفارة الأمريكية في العاصمة الأوكرانية كييف عن التعليق على تصريحات غلازييف. وكان الرئيس الأوكراني قد اجتمع في كييف الخميس مع مساعدة وزير الخارجية الامريكي فكتوريا نولاند، وقال لها إنه يفضل سلوك سبيل الحوار مع المعارضة. في غضون ذلك، نشر شريط صوتي في الانترنت يقال إنه تسجيل لمكالمة هاتفية بين نولاند وجفري بلات السفير الامريكي في كييف تصف نولاند فيه الجهود التي يبذلها الاتحاد الاوروبي لحل الازمة في اوكرانيا بعبارات نابية.كما يناقش بلات ونولاند بصراحة في المكالمة جدارة زعماء المعارضة الاوكرانية الثلاثة. ورفضت السفارة الامريكية في اوكرانيا التعليق على الشريط المسرب. وكان الآلاف من ناشطي المعارضة الاوكرانية، بعضهم يحملون الدروع والهراوات، قد ساروا يوم الخميس في مظاهرة من المعسكر الذي اقاموه في ميدان الاستقلال في العاصمة كييف الى مبنى البرلمان في استعراض للقوة. وكاد المتظاهرون ان يحتكون بمؤيدين للحكومة كانوا معتصمين قرب البرلمان خلف حواجز يحرسها المئات من رجال الشرطة، ولكن المظاهرة مرت بسلام. وفي تطور آخر، أصيب رجل بجروح خطيرة في كفيه عندما فتح رسالة مفخخة في أحد المباني التي يحتلها المعارضون في كييف. وقال المستشار غلازييف للنسخة الاوكرانية من صحيفة كومرسانت "بموجب تلك الوثيقة (مذكرة التفاهم المذكورة اعلاه)، يفترض ان تكون روسياوالولاياتالمتحدة الضامنتان لسيادة أوكرانيا وسلامتها الاقليمية، وهما مجبرتان على التدخل عندما تنشأ أزمات كالتي نراها حاليا." وكانت المذكرة - التي وقعتها المملكة المتحدة ايضا - قد وقعت بعد تنازل أوكرانيا عن مطالبتها بأي جزء من الترسانة النووية السوفييتية عقب انهيار الاتحاد السوفييتي وتفككه.وحذر غلازييف، الذي يعتبر كبير مستشاري الرئيس بوتين للشؤون الأوكرانية، من ان الرئيس يانوكوفيتش قد يضطر لاستخدام القوة ما لم تنهي المعارضة احتلالها لميدان الاستقلال في كييف الذي دخل شهره الرابع.وقال "عندما تواجه سلطة ما خطر وقوع محاولة انقلابية، ليس لها من خيار سوى استخدام القوة والا تعم الفوضى البلاد."واتهم غلازييف الامريكيين "بالتدخل بشكل فاضح واحادي في شؤون اوكرانيا الداخلية"، وقال "ثمة معلومات تشير الى ان المعارضين يتلقون تدريبا عسكريا في السفارة الامريكية (في كييف) وان السفارة تزود هؤلاء بالاسلحة." وقال غلازييف إن الموقف سيعود للاستقرار في حال كفت الولاياتالمتحدة عن التدخل. يذكر ان روسيا متهمة هي الاخرى بالتدخل في الشأن الاوكراني، وذلك باستخدام الاغراءات المادية لاقناع الرئيس يانوكوفيتش بالتخلي عن فكرة التقارب مع الاتحاد الاوروبي لصالح تعزيز علاقات أوكرانيابروسيا وغيرها من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق.