بكى داوود وبكت معه كل النساء المكلومات على أبنائهم المغرر بهم ومستقبلهم المظلم ... وأبكى معه ملايين المشاهدين في حلقة نوعية أدمت قلوب كافة أطراف المجتمع السعودي الذي تعاطف مع هؤلاء الأمهات ... أم محمد وأم فهد وغيرهن كثيرات لم تسنح لهن الفرصة ليأخذن حيزاً ولو بسيطاً في هذه الحلقة لسرد معاناتهن فيقال ان ثلاثة أرباع الألم ينطفئ بالبوح . دمعات وشهقات هؤلاء الأمهات عزيزة على قلوبنا وكم هي محزنة لكل قلب يحمل إنسانية ورأفة ورحمة , فالراحمون يرحمهم الرحمان . طالب داوود في برنامج الثامنة ولسان حال كافة المشاهدين أن يتم ايقاف ومحاسبة كل مستغلي صغار السن من شبابنا عن طريق تجييش مشاعرهم وأولهم العرعور والعريفي والبريك والعودة والعواجي . قال تعالى في محكم تنزيله "ياأيها الذين آمنوا لم تقولوا مالا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون " واعتقد أن الخطاب الكريم في الآية العظيمة واضح وجلي . تساءل داوود من الذي أدخل العرعور إلى البلاد ولماذا خرج من وطنه هرباً من الجهاد الذي يصدح لأجله ليل نهار على منابر تويتر وهو يجلس في بيته متنعماً ومتمرغاً بالنعم وأبنائه من حوله يلعبون ؟؟ أليس فاقد الشيء لا يعطيه ؟؟نعم فهو يفتقد الشجاعة التي جعلته يفر من وطنه عندما قرعت طبول الحرب , تقول العرب الشجاع يعجب كل من حوله حتى عدوه ... والجبان يغيظ كل من حوله حتى أمه . إن من الجبن المكابرة بعدم الاعتراف بالأخطاء الفادحة التي سببها العريفي والعرعور والعواجي والعودة وما خفي كان أعظم ومن على شاكلتهم. بل أن من أفدح أخطائهم وأعظمها اتهام العريفي لأم محمد بالتنسيق مع القناة !! قال الدكتور مصطفى محمود أن من يقرأ التاريخ لا يدخل اليأس إلى قلبه أبداً وسوف يرى الدنيا أياماً يداولها الله بين الناس. إن من عظيم نعم الله علينا هو استقرارنا وتشبثنا بولاة أمرنا الذي يعد ركيزة أساسية بعد طاعة الله ورسوله الكريم التي سكت عن غرسها وبثها في قلوب شبابنا كل محرضي الفتنة ومن يفرحون لضياع مستقبل أبنائنا وهويتهم الوطنية . عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان بنوا سور الصين العظيم واعتقدوا بأنه لا يوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه , لكن خلال المائة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو 3 مرات وفي كل مرة لم تكن جرافات العدو البرية في حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه !! بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب . لقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس فبناء الإنسان يأتي قبل بناء كل شيء. إن كل من يحرض أبناءنا على الفتنة ويسعى لضياع مستقبله بالزج به في ظلمات ما يسمى بالجهاد الارتجالي والتي لا يعلم أولها من آخرها أشبه بمن يدفع الرشوة لحارس الصين ويسمح بدخول الإرهاب لأوطاننا التي يحسدنا على أمنها القاصي والداني . فيا من انشغلتم بتجييش مشاعر أبنائنا وادعيتم نصرة الإسلام والمسلمين هناك من يقوم الليل ويدعو عليكم بكرة وعشيا وبصنيعكم هذا تسببتم بتشتيت أسر وتشريدها!!