قالت الجزائر انها ستستضيف محادثات تمهيدية مع جماعات متمردة من مالي المجاورة في مسعى لاحياء مفاوضات السلام هناك وهي مبادرة رحب بها رئيس مالي ابراهيم بوبكر كيتا. واجتاح العنف مالي حين حاول مقاتلون انفصاليون من الطوارق السيطرة على شمال البلاد واحتل متشددون المنطقة في نهاية الامر مما استدعى تدخلا عسكريا فرنسيا العام الماضي. وإلى حد كبير طرد المتشددون عن المنطقة لكن لا تزال المصالحة مع جماعات التمرد الرئيسية الثلاث تمثل تحديا للرئيس كيتا بعد اتفاق السلام الذي توسطت فيه بوركينا فاسو في يونيو حزيران. وأعلنت الحركة الوطنية لتحرير أزواد انتهاء وقف لاطلاق النار أواخر العام الماضي قائلة ان مالي لم تنفذ ما ورد في اتفاق السلام الموقع في يونيو حزيران والذي يطالب بنزع سلاح المتمردين. وقال وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة للصحفيين عن الاتصالات مع زعماء المتمردين دون ان يحدد جماعاتهم "المفاوضات بين حركات شمال مالي تمهيدية وتهدف الى بعث الحوار بين الماليين." وقال وزير خارجية مالي ولد سيدي محمد ان كيتا سيسعى لدعم المبادرة بزيارة الجزائر. واضاف محمد "على الجميع مساندة المبادرة. نرغب في ان يعم السلام ربوع مالي." وتابع ان جهود الجزائر لا تنافس اتفاقات السلام التي توسطت فيها بوركينا فاسو. وقال "نرحب بأي مبادرة تسهم في تعزيز السلام. هناك تفاهم تام بين الجزائرومالي حول ما ينبغي فعله لرفع التحديات المشتركة في مجال الأمن والتعاون الاقليمي وشبه الاقليمي." وفي نوفمبر تشرين الثاني أعلنت حركات التمرد الرئيسية في مالي وهي الحركة الوطنية لتحرير ازواد وحركة الطوارق واسمها المجلس الأعلى لوحدة أزواد والحركة العربية لأزواد اندماجها وتشكيل جبهة لكن هناك اشارات على انعدام الثقة بين هذه الحركات مما عطل مفاوضات السلام. وتسعى الجزائر الى التوصل الى حل سياسي لمشكلة جارتها الجنوبية مالي خشية تسرب المتشددين عبر الحدود للأراضي الجزائرية. وعانت الجزائر نفسها من حرب أهلية مع متشددين اسلاميين في تسعينيات القرن الماضي قتل فيها نحو 200 ألف شخص.