أخطر مرحلة يمر بها الإنسان هي فترة المراهقة حيث تتكون شخصية الفرد وتزيد حساسية المراهق تجاه من حوله، ويبدأ في المقارنات بين عائلته وباقي العائلات حوله ناهيك عن مقارنة ظروفه بظروف أقرانه من المراهقين، كما تظهر عليه علامات التمرد والعناد وحب الظهور وإثبات الذات وكلنا مررنا بهذه المرحلة أو نعايشها مع المراهقين بيننا ولكن هناك مشكلة كبيرة وحساسة جداً يجب أن يعيها الآباء وبالأخص الأمهات وهي العلاقة بينهم وبين أبنائهم المراهقين فالبعض للأسف لا يعرف كيف يتعامل مع هذه المرحلة السنية فالبعض يعتبر أن المراهق أو المراهقة أطفال ولا يعون ما يدور حولهم أو على العكس يعتقدون أنهم كبار وليسوا بحاجة إلى اهتمام مبالغ فيه وهم قادرون على تحمل مسؤوليتهم وليسوا بحاجة إلى حنان ولا عاطفة وهنا تكمن المشكلة التي لا يعيها الكثير من الأهالي فعندما ينشغل الأهل عن الأبناء ويعتقدون أنهم ليسوا بحاجة إلى رعايتهم وصداقتهم فهم يفتحون المجال لأبنائهم للبحث عن الحنان المفقود خارج المنزل والكثير يتربص لمثل هذه الحالات فيدخل المراهق أو المراهقة في دوامة لن تنتهي إلا بخسائر كبيرة وتشوهات في الشخصية وتأثيرات في النفسية ستنعكس في المستقبل على الشخصية. تشتكي إحدى الأمهات بأن ابنتها تقول لها لماذا لا تعطيني حنانا، لماذا لا تضميني؟؟ لماذا لا تعبرين عن حبك لي؟ والأم حائرة لا تعرف كيف تلبي طلبات ابنتها في الوقت نفسه تؤكد حبها لابنتها المراهقة ولا تبخل عليها بالمال والهدايا وتلبي كل احتياجاتها وتسرد لها الكثير من القصص وتصحبها معها في جلساتها النسائية ولكن كل هذا لا يكفي البنت المراهقة التي تكفيها كلمة حلوة من أمها أو ضمة إلى صدرها، كم هي بسيطة طلبات البنت وكم مثلها من البنات والاولاد بحاجة إلى هذا العطاء الذي يعتقد الآباء أن أبناءهم كبروا على ذلك ووفروا الدلع للصغار في حين أن أخوتهم الأكبر سناً مازالوا يحتاجون إلى مزيد من الاهتمام والحب والعاطفة. الأبناء يظلون في حاجة إلى حنان واهتمام آبائهم حتى لو كان لديهم أطفال ولو بلغوا من العمر خمسين عاما وواجب على الآباء توفير هذه الرعاية لأبنائهم خاصة في فترة المراهقة لأنها أخطر مرحلة ويمكن أن يترتب عليها الكثير من الإيجابيات والسلبيات وإذا لم يجدوا الاهتمام المطلوب فهم يعرضون أطفالهم للانحراف. يجب أن يعتمد الآباء والأمهات لغة الحوار بين أبنائهم ليكسبوا صداقتهم ويكونوا أقرب إليهم من الأغراب الذين قد يستغلونهم أسوأ استغلال!