الابداع ليس له مكان على الخارطة، فهو يولد من رحم عقل الإنسان، ويخرج متوهجا بنور صاحبه، ولا شك أن المكان والبيئة لها دور كبير في زراعتها وإنباتها بالشكل الصحيح، في الحقل الإعلامي هناك نجوم لامعة، لم يلمعها أحد، هي موهبة ربانية، تجدها تنجح في أي مكان تكون فيه، والنجاح ليس سهلا كما يتصوره البعض، بل هو جهد وعرق وبذل وعطاء شخصي يسبقه عدة محاولات فاشلة! أرى أن الكثير من الإعلاميين والمذيعين ومقدمي البرامج الحوارية والسياسية وحتى الرياضية في القنوات الفضائية، كلهم تخرجوا من مدرسة التلفزيون السعودي والإذاعة ممثلة بهيئة الإذاعة والتلفزيون، تم انتقاؤهم وبعناية وبعروض مغرية بسبب أن العمل الحكومي لا يعطي الحق الكامل للإعلامي، والمردود لا يليق بالحجم الكبير الذي يقدمه المذيع أو المقدم النشط. قال أحد الإعلاميين والذي كان في القناة الإخبارية والآن هو في دبي لأحد القنوات، أن البيئة الإعلامية السعودية منفرة! وهذه مأساة لا نعلم من المتسبب في تدهور بيئة العمل. لماذا الإعلامي السعودي مستهدف من قبل القنوات الفضائية الأخرى، الأكيد أنه مشروع ناجح ولذلك تم إغراؤه بعرض يفوق ما يستلمه من مرتبات وحوافز في الإذاعة والتلفزيون السعودي. الشباب السعودي يبدع في قنوات اليوتيوب ويخرج أعمالا مذهلة، فهو المعد والمقدم والمخرج والمصور وكل شيء، لدينا طاقات إبداعية لم تكتشف بعد أو لم تأخذ حقها في البروز والظهور في الشاشة أو المذياع الصوتي، فهذا كما يسمي نفسه "سلفر" ذا الصوت الجهوري الفخم، لديه خامة نادرة، لم يحسن التصرف معه المسؤولين عند تقدمه لوظيفة مذيع بالتلفزيون السعودي، فذهب إلى قناة العربية كقارئ للتقارير والنشرات الإخبارية. أيضا شاب آخر وهو المذيع بدر آل زيدان بدأ في برنامج كيك الآن نجده مقدم لأحد البرامج والمسابقات في قناة MBC وغيرهم الكثير من السعوديين الذين أبدعوا وما يزالوا يقدموا ما لديهم عبر برامج الكيك واليوتيوب صغارا بالسن، فهم بحاجة إلى التفاته جادة من قبل المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام، لا نحتاج إلى كشاف أو برنامج مسابقات لنكتشفهم، فهم جاهزون للعمل التلفزيوني، نجحوا في تقديم أنفسهم بطريقة مهذبة ولطيفة. أخيرا علينا أن نستفيد من نقاط القوة التي رزقنا الله بها، فالمذيع أو مقدم البرامج لديه قبول لدى المشاهدين وهذه هبة ربانية، وكذلك صاحب الصوت الجهوري والثخين، رزق الله موهبة في لسانه، ولاعب كرة القدم، رزقه الله في قدمه، وكذلك الشاعر في موهبته الشعرية والصحافي في موهبته الكتابية والتحريرية وهكذا هي حياة كل شخص منا، إذن لنبحث عن ما يميزنا ولنذهب إلى المكان المناسب فهو سر نجاحنا.