تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالصمود أمام أية ضغوط للقبول بحل انتقالي في المفاوضات الجارية مع اسرائيل بوساطة أمريكية.وقال عباس في كلمة بثها التلفزيون بمناسبة الذكرى 49 لانطلاقة حركة فتح كبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية «لن نتردد لحظة ونحن أبناء الانطلاقة وأبناء الثورة وابناء هذا الشعب الشجاع في ان نقول لا ومهما كانت الضغوط لأي مقترح ينتقص أو يلتف على المصالح الوطنية العليا لشعبنا.»وأضاف «نحن نخوض المفاوضات من أجل التوصل الى اتفاق سلام نهائي فبالتالي ليس على جدول أعمالنا أية أحاديث عن اتفاقات مؤقتة أو انتقالية أو تجريبية ولا مجال لأية أفكار تطيل عمر الاحتلال.» ونجحت الولاياتالمتحدةالامريكية منذ ما يقارب اربعة اشهر في اعادة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات المباشرة بعد ثلاث سنوات من توقفها برعاية حثيثة من وزير الخارجية الامريكي جون كيري. وحدد كيري هدفا يتمثل في التوصل لاتفاق خلال تسعة أشهر. وهو يريد أن يتفق الجانبان على اتفاقية إطار تتيح إجراء محادثات لعام آخر مما يؤدي في النهاية إلى معاهدة سلام. لكن لا توجد في الأفق دلائل تذكر على حدوث تقدم. وتسربت بعض المعلومات حول الخطة الامريكية للوصول الى اتفاق اطار بين الفلسطينيين والاسرائيلين منها اقتراح بقاء قوات الجيش الاسرائيلي على الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية المستتقبلية لفترة محدودة. وقال عباس «منذ شهور نخوض برعاية امريكية مفاوضات بالغة الصعوبة مع الحكومة الاسرائيلية بهدف التوصل الى حل يلبي الحقوق الوطنية الثابتة لشعبنا.» واضاف «ونحن كما عودنا شعبنا نتحدث بلغة واحدة وقد اكدنا مواقفنا بأوضح صورة ممكنة سواء على طاولة المفاوضات او خارجها.» وتابع قائلا «نحن نفاوض للتوصل الى حل يقود وعلى الفور الى قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف على كامل الأراضي التي احتلت في العام 1967 والى حل عادل لقضية اللاجئين وفق القرار 194 كما نصت عليه مبادرة السلام العربية.» وجدد عباس في خطابه رفضه «لأي وجود عسكري اسرائيلي فوق اراضي دولة فلسطين المستقلة.» وقال «ذكرنا الجميع بان الشعب الفلسطيني هو الاكثر احتياجا للامن وهو الاولى بالحصول على ضمانات لحمايته من اعتداءات الاحتلال والمستوطنين.» واضاف «من هنا كان طرحنا ومطالبتنا بوجود دولي لضمان الامن بعد توقيع معاهدة السلام.» وينتظر الفلسطينيون وصول كيري الى المنطقة في الايام القادمة لمعرفة ما يحمله من أفكار لدفع محادثات السلام المتعثرة مع الجانب الاسرئيلي. واتهم عباس اسرائيل «بتصعيد محموم على جميع الجبهات فجيش الاحتلال يصعد من اعتداءاته على القطاع وفي الضفة الغربية ما ادى الى استشهاد عشرات من مواطنينا خلال الشهور الماضية.» واضاف قائلا «وتتواصل الاعتداءات الممنهجة الخطيرة ضد المسجد الاقصى والممارسات الاحتلالية ضد أبناء شعبنا في القدس ويواصل المستوطنون اعتداءاتهم ضد المواطنين ....ويشتد الحصار على أبناء شعبنا في غزة.» وحذر عباس من ان تؤدي الممارسات الاسرائيلية الى تقويض حل الدولتين. وقال «أقول هنا اننا اكدنا اننا لن نصبر على استمرار تمدد السرطان الاستيطاني وخاصة في القدس وسنستخدم حقنا كدولة مراقب في الاممالمتحدة في التحرك الدبلوماسي والسياسي والقانوني لوقفه.» ورغم مرور اكثر من عام على حصول الفلسطينيين على دولة غير عضو في الجمعية العامة للامم المتحدة الا انهم لم ينضموا منذ ذلك الحين لاي من منظماتها او الى المحكمة الجنائية الدولية. ويبدو ان هذا الامر مرتبط باتفاق فلسطيني امريكي اسرائيلي يقضى بعدم التوجه الى هذه المنظمات خلال تسعة اشهر مضى منها اربعة تفرج فيها اسرائيل عن 104 من المعتقلين الفلسطينيين لديها منذ ما يزيد على عشرين عاما. وافرج فجر يوم الثلاثاء عن الدفعة الثالثة من الاسرى المتفق على الافراج عنهم وبقيت دفعة أخيرة من المتوقع الافراج عنها خلال شهر مارس اذار القادم. وأوضح عباس ان درب إنهاء الاحتلال «صعب ولكن الايمان قوي والامل كبير والثقة عالية.. ما زالت العقبات كثيرة ولكن العزيمة راسخة والارادة صلبة وما النصر الا صبر ساعة.