أدان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان "جماعات دولية" و"تحالفات ظلامية" لإيقاع تركيا في فضيحة فساد كشفت عن خلافات عميقة بينه وبين رجل دين مسلم مقيم في الولاياتالمتحدة ساعده على الوصول إلى السلطة.وقالت وسائل إعلام محلية إن مدير بنك خلق المملوك للدولة وابني وزيرين القي القبض عليهم رسميا في إطار تحقيق في الفساد وصفه اردوغان بأنه "عملية قذرة" لتقويض حكمه. وزاد رئيس الوزراء التركي المخاطر باتهامه سفراء أجانب لم يذكرهم بالاسم بالضلوع في "أعمال استفزازية". واتهمت صحف تركية السفير الأمريكي بتشجيع التحرك ضد بنك خلق وهو اتهام نفته السفارة الأمريكية.وقال اردوغان في كلمة في بلدة فاتسا في شمال تركيا "هناك تحالفات قذرة جدا في هذه القضية.. تحالفات سوداء لا تستطيع ان تقبل تركيا الجديدة.. تركيا الكبيرة."وتابع قائلا "لم تتعرض تركيا قط لمثل هذا الهجوم غير الاخلاقي." وينظر إلى الضجة التي أثرت على الأسواق على أنها تأتي على خلفية صراع على السلطة بين اردوغان وحليفه السابق فتح الله جولن الذي يتمتع بنفوذ كبير في دوائر الشرطة والقضاء. وأقيل عشرات من قيادات الشرطة من مناصبهم منذ أن بدأ احتجاز المشتبه بضلوعهم في قضية الرشوة. وقال جولن في تسجيل صوتي بث في أحد مواقعه الإلكترونية "أولئك الذين لا يرون اللص ويتعقبون من يحاولون الامساك به والذين لا يرون جريمة القتل ويحاولون تشوية اخرين باتهام الابرياء .. اللهم احرق بيوتهم وخرب ديارهم وفرق جمعهم." وأحجم اردوغان عن ذكر اسم جولن بوصفه المحرك وراء التحقيقات عندما أنحى باللائمة على مؤامرة مدعومة دوليا. لكن الخلافات احتدمت بين بين أردوغان والحركة التي يتزعمها جولن احتدمت في الأشهر القليلة الماضية. وقال أردوغان "هذه عملية نفذت بأوامر من بعض الجماعات الدولية وينفذها وكلاؤهم داخل تركيا كخطوة ضد الحكومة. نحن لن نذعن لها." ولا يوجد تهديد فوري لوضع اردوغان لكن الخلاف بين حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه وبين حركة "خدمة" التي يتزعمها جولن قد يساعد في حسم الانتخابات المحلية المقرر أن تجرى في مارس آذار. وقال سونر چاجابتاي مدير برنامج الدراسات التركية في معهد واشنطن "بدأ صراع سياسي كبير في تركيا." وأضاف أن المعركة الحاسمة ستكون في مارس وتشمل المنافسة على منصب رئيس بلدية اسطنبول العاصمة التجارية لتركيا. وقال جاجابتاي "إذا فاز اردوغان في اسطنبول على الرغم من حركة جولن فسيصبح الشخصية السياسية الأكثر هيمنة في التاريخ الحديث ومن المحتمل أنه سيخضع حركة جولن." وأشار اردوغان إلى تورط أطراف خارجية في الأزمة مثلما فعل عندما واجه موجة من الاحتجاجات في الصيف الماضي. وقال "في هذه الأيام الأخيرة وبطريقة غريبة تورط سفراء في بعض الأعمال الاستفزازية" وطالبهم بعدم التدخل في الشؤون التركية وحذرهم قائلا "إذا ابتعدتم عن نطاق وظيفتكم فقد يدخلكم ذلك في نطاق سلطاننا القضائي. لن نكون مضطرين للابقاء عليكم في بلدنا." وكتبت صحيفة ييني سافاك في عنوانها الرئيسي مع صورة للسفير الأمريكي لدى تركيا فرنسيس ريتشاردوني "اخرج من هذا البلد". وقالت الصحيفة إن وزارة الخارجية تدرس إعلان ريتشاردوني شخصا غير مرغوب فيه لكن مصادر بالوزارة نفت وجود مثل هذه الخطط. وجاء رد السفارة الأمريكية حادا قائلة "كل الاتهامات في التقارير الإخبارية هي محض أكاذيب وافتراءات." وذكرت قناة (سي.إن.إن ترك) التلفزيونية ووسائل إعلام محلية إنه جرى اعتقال سليمان أصلان مدير بنك خلق المملوك للدولة وباريس جولر ابن وزير الداخلية وكان كاليان ابن وزير الاقتصاد. وقالت وسائل اعلام إن 24 شخصا القي القبض عليهم رسميا حتى الآن وينتظرون المحاكمة بتهم فساد. وأمرت محكمة بالافراج عن 33 آخرين بينهم مصطفى دمير رئيس بلدية حي الفاتح في اسطنبول وابن وزير البيئة التركي.