قال اكاديمي ان سجونا ومنازل خاصة حلت محل المساجد كمراكز تجنيد لمتشددين في اوروبا وهو تحول لا يمكن معالجته بمجرد اجراءات حكومية أمنية قصيرة الامد. وقال بيتر نيومان استاذ العلوم السياسية بجامعة كينجز كوليدج بلندن ان النشطاء الذين اتخذوا في وقت من الاوقات مساجد بارزة لعمليات التجنيد يتزايد حاليا استخدامهم لمقار سرية بينها قاعات صلاة مؤقتة ومكتبات وذلك بعد تعرضهم لضغوط من مراقبة الحكومات واستياء المجتمعات المحلية. وقال نيومان وهو كاتب تقرير "الانضمام الى القاعدة" عن التحول للتشدد في اوروبا الذي نشره مركز ابحاث مستقل مقره بريطانيا "هذا النمط من الانسحاب من إحداث اثارة علنية ثابت في انحاء غرب اوروبا." واضاف في مقابلة على هامش مؤتمر امني في بلجيكا "كثير من الانشطة العلنية التي جرت العادة ان تقام في مساجد تحدث الان في شقق ومساكن خاصة حيث اصبحت المساجد نفسها اكثر يقظة وصرامة." وقال لرويترز "لقد اصبحت (الانشطة) سرية. بات من الصعوبة البالغة على اشخاص مثل ابو حمزة ان يعمل في العلن رغم ان ذلك لا يعني انهم اختفوا عن الانظار." وكان يشير الى ابو حمزة المصري وهو واعظ مسلم كان مصدر جذب للمتطرفين الى مسجده في شمال لندن في التسعينات وهو هدف يسهل للشرطة التي تتابع مثل هذه الانشطة مراقبته. ويقضي ابو حمزة حكما بالسجن مدته سبع سنوات في بريطانيا لحضه اتباعه على العنف. وتجنيد متشددين مبعث قلق في انحاء اوروبا لان وكالات انفاذ القوانين تعتقد ان بضعة الاف من الشبان المسلمين في القارة هم جزء من شبكات مماثلة لتلك التي نفذت تفجيرات انتحارية في لندن قتل فيها 52 شخصا في 2005 وتفجيرات في مدريد التي قتل فيها 191 شخصا في 2004. وقال نيومان ان التطرف والتجنيد داخل السجون قد زاد على الارجح بالاخذ في الاعتبار انه قبل 2001 لم يكن بأي دولة اوروبية باستثناء فرنسا عدد كبير من السجناء من المتشددين . والان يوجد مئات من سجناء كهؤلاء في بريطانيا واسبانيا وحدها. واضاف قوله "السنوات الاخيرة شهدت بزوغا لعصابات المتشددين في السجون والتي رغم انها ليست سياسية بشكل صريح في مظهرها فإن لغتها بالغة العنف." وقال نيومان ان عصابات من هذا القبيل امدت النزلاء بشبكة حماية اجتماعية واحساس بتقدير الذات. ولم تتمكن اجهزة امن اوروبية تحاول احداث توزان بين حماية المواطنين والحفاظ على الحريات المدنية من صياغة استجابة كاملة لهذا الاتجاه. وقال "احيانا لا تعرف ما تفعله بشأنها. لديها وعي بهذا الاتجاه لكن ذلك لا يعني بالضرورة انها جميعا لديها الحلول الصحيحة." وحذرت اللجنة الدولية للمحلفين هذا الاسبوع من ان "الحرب على الارهاب" التي شنتها واشنطن بعد هجمات 11 من ايلول سبتمبر قوضت حقوق الانسان في انحاء العالم فيما يرجع جزئيا الى تقييد الحريات.