اذا فاز باراك اوباما بانتخابات نوفمبر تشرين الثاني وأصبح أول رئيس أسود في تاريخ الولاياتالمتحدة فهل سينتهي عمل جيل اكبر سنا من قادة الحقوق المدنية؟ على السطح ربما يكون هذا متوقعا حيث إن الاندماج في الحياة السياسية كان من بين الأهداف الرئيسية لحركة الحقوق المدنية على مدى نصف قرن في وقت كان فيه ملايين الأمريكيين من أصول افريقية في الجنوب لا يستطيعون التصويت . لكن زعماء سود يجادلون بأن مشاكل مثل التمييز ووحشية الشرطة وعدم المساواة في النظام القضائي لا تزال شائعة وبأنهم ما زالوا ملتزمين بمكافحتها . ويقولون إنه بخلاف هذا ما زال الكثير من الأمريكيين من أصول افريقية متأخرين عن مجمل السكان فيما يتصل بالمعايير الاجتماعية مثل الصحة والتعليم والدخل والتوظيف ويظل الاحتجاج وسيلة فعالة لإحداث التغيير مثلما كان الحال في أوج حملة الحقوق المدنية . وتشير بيانات تعداد السكان الأمريكية الى أنه على الرغم من أن السود يمثلون نحو 12 في المئة من سكان الولاياتالمتحدة فإن 44 في المئة من كل نزلاء السجون الأمريكية من السود كما أن عدد السود في السجون تضاعف أربعة أمثال منذ الثمانينات . وذكرت دراسة أجريت عام 2007 أن متوسط دخل الأسرة الأمريكية من أصل افريقي يبلغ 58 في المئة من متوسط دخل الأسرة البيضاء . وسلط الضوء على قضية الدورين المختلفين اللذين يلعبهما اوباما مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية وزعماء الحقوق المدنية هذا الشهر بعد تصريحات أدلى بها جيسي جاكسون الناشط الأمريكي المخضرم بشأن اوباما . وقال جاكسون " 66 عاما " إن اوباما " 46 عاما " " يتحدث بتعال الى السود " وأضاف أنه يريد انتزاع " خصيتي " سناتور ايلينوي . وسارع بالاعتذار عن التعليق الفظ الذي جرى تسجيله في استوديو تلفزيوني دون علمه . وكان هذا رد فعله على كلمة لأوباما قال فيها إن خطط الحكومة لتحسين الأحوال المعيشية للأطفال السود لن تحدث فرقا ما لم يتحمل أولوياء الأمور الأمريكيون من أصول افريقية المزيد من المسؤولية الشخصية لتربية ابنائهم . وأشار بعض المعلقين الى أن جاكسون الذي سعى هو نفسه لخوض الانتخابات الرئاسية عامي 1984 و1988 يشعر بالغيرة من اوباما الأصغر سنا ورأوا أن سلطته في زوال . ويدعم جاكسون حملة اوباما وقال إن عقودا من النشاط في مجال الحقوق المدنية يرجع تاريخها الى قرار أصدرته المحكمة العليا عام 1954 جعلت ترشح سناتور ايلينوي الحالي لانتخابات الرئاسة الأمريكية ممكنا . وقال جاكسون في مقابلة " استغرق حدوث هذا " ترشح اوباما " 54 عاما من العمل الشاق .إنها آخر دورة في الماراثون ...امريكا جديدة واكثر نضجا تعبر عن نفسها ." وذكر ال شاربتون الناشط في مجال الحقوق المدنية ومقره نيويورك إن اوباما هو أحدث مثال على ازدواجية بين الزعماء السياسيين من السود حيث استخدم المحتجون والمسؤولون السود المنتخبون او المعينون مناهج مختلفة للعمل من أجل الغايات نفسها . وأضاف أن أشهر السوابق وقعت في الستينات حين ساعد ثيرجود مارشال اول قاض اسود بالمحكمة العليا في تاريخ الولاياتالمتحدة وعضو الكونجرس ادم كلايتون باول في تعزيز أهداف مارتن لوثر كينج وحركة الحقوق المدنية . وقال شاربتون " 53 عاما " في مقابلة " في كل جيل يكون لدينا من يقاتلون من الخارج لتمكين هؤلاء الموجودين في الداخل وبالتالي تفيد هذه التوليفة الناس ." وأضاف شاربتون الذي عزز برنامجه الإذاعي الذي يذاع في أنحاء البلاد تأثيره بين الأمريكيين من ذوي الأصول الافريقية " إن صعوده " اوباما " يساعد جدول أعمال الحقوق المدنية لجيلنا ."