مكة المكرمة - محمد الأركاني وسامي علي رفع أعضاء المجلس التنفيذي للملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين المشاركين في دورته الثانية التي عقدت في مقر رابطة العالم الإسلامي بمكةالمكرمة بالغ الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله على مبادراته الحكيمة، والمواقف المشهودة له من قضايا المسلمين، وفي مقدمتها قضية غزة والمأساة التي نتجت عن الغزو الإجرامي الذي قامت به إسرائيل . وأعرب الأعضاء عن تقدير علماء الأمة لوقوف المملكة إلى جانب أهالي غزة وشعب فلسطين، وتخصيص مليار دولار مساعدة لإعمار ما دمره العدوان في القطاع المنكوب . ودعا المجلس في بيانه الختامي الصادر عن دورته الثانية التي عقدت مؤخرا علماء الأمة الإسلامية للقيام بواجبهم الديني لشحذ همم مسلمي العالم للاستمرار في نصرة شعب فلسطين عامة وأهالي غزة على وجه الخصوص, وفك الحصار الظالم عنهم عاجلاً, وتقديم المساعدات اللازمة لهم، لتعمير مساجد غزة التي هدم العدوان عدداً كبيراً منها ، ولتخفيف آثار الجرائم الوحشية التي استخدم الكيان الصهيوني فيها الأسلحة المحرمة وصبَّ القنابل الفوسفورية الممنوعة دولياً على مساكن المدنيين وقتل الأطفال والنساء والشيوخ حرقاً بهذه القنابل. وأهاب المجلس بالقيادات السياسية والشعبية وبالشخصيات الدينية في العراق للعمل على مصلحة بلدهم، والحفاظ على وحدته ورفض تقسيمه، وحقن دماء أهله، والبعد عن النعرات العرقية والعنصرية, ودعا جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لمتابعة الأوضاع في العراق، ودعم وحدة شعبه ، وطالب المؤسسات الخيرية والإغاثية الإسلامية باستمرار تقديم عونها لشعبه المكلوم. وطالب المجلس حكومات الدول الإسلامية بالتعاون في حل مشكلة دارفور في السودان حلاً إسلامياً عاجلاً، ودعا منظمة المؤتمر الإسلامي لبذل مساعيها في إنجاز ذلك، لئلا يظل إقليم دارفور مستهدفاً للمخططات الخارجية التي تعمق الخلاف والفرقة بين أبناء السودان. كما أعرب المجلس عن الأسف الشديد لاستمرار الفرقة والنزاع في الصومال، وطالب القيادات السياسية والشخصيات الإسلامية فيه بالعمل على تحقيق مصالح بلادهم وشعبهم والتعاون في تحقيق الأمن والاستقرار والتصدي للقرصنة التي خرج أصحابها عن القانون والأخلاق الإنسانية، وطالب هيئات الإغاثة الإسلامية والدولية باستمرار تقديم معوناتها لشعب الصومال الذي أنهكته الحروب والفتن الداخلية . وعبر المجلس عن استنكار العلماء والمفكرين المسلمين لمحاولات التطاول على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين – رضوان الله تعالى عليهم أجمعين – من خلال بعض القنوات الفضائية ومواقع الانترنت وغيرها من وسائل الإعلام . وبين أن للصحابة مكانة عظيمة في الإسلام وفي نفوس المسلمين، وأن التطاول عليهم يؤدي إلى سوء الظن بأحكام الشريعة التي تلقتها الأمة عن طريق الصحابة رضوان الله عليهم , وأن محاولات النيل من مكانتهم تفرق المسلمين وتقودهم إلى الفتنة ، وما قد تؤول إليه من صراع لا تحمد عقباه. ودعا المجلس علماء الأمة إلى تبصير الناس ومسؤولي القنوات الفضائية بحرمة التطاول على الصحابة والحط من قدرهم رضوان الله تعالى عليهم أجمعين. وأوضح أن من أبرز أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية والإنهيار الاقتصادي هو التعامل بالربا والظلم والتخلي عن مبادئ الأخلاق في الاقتصاد, ودعا علماء الأمة والمؤسسات الاقتصادية الإسلامية إلى عرض نظام الاقتصاد في الإسلام في أسلوب عصري حكيم على المؤسسات الدولية للإفادة منه في تجاوز هذه الأزمة . وطالب المسلمين بالالتزام بنهج الإسلام في المعاملات المالية وشؤون الاقتصاد, وتقديم المشروعات الاقتصادية النموذجية المنضبطة بضوابط الشريعة الإسلامية. وأثنى المجلس على جهود الإدارة التنفيذية في العمل على تحقيق أهداف الملتقى، ومتابعتها للقرارات والتوصيات التي أصدرها العلماء والمفكرون في مؤتمرهم الأول: (وحدة الأمة الإسلامية) وعلى النداءات والبيانات التي تم إصدارها، وعلى التقرير الذي قدمته في هذه الدورة، وأكد على أهمية التواصل المستمر بين أعضاء الملتقى والمجلس التنفيذي ومع العلماء والمفكرين في أنحاء العالم .