مر نحو عام منذ أن حصل تود ويلسون أجرا عن عمل. لكن مندوب مبيعات أجهزة الكمبيوتر لم يكن يشعر بالقلق لأن تاريخه المهني قوي ومدخراته معقولة ولديه زوجة تعمل. لكن الآن مع تزايد البطالة من حوله مثل إعلان شركة سبرينت نكستل عن الاستغناء عن ثمانية آلاف عامل أصبح التنافس أكثر شراسة على وظائف أقل وتغلغل اليأس في نفوس الناس. وقال ويلسون (48 عاما) الذي استنفد مدخرات الأسرة وأصبح الآن يقضي أغلب أيامه في البحث عن عمل في مركز توظيف بالمنطقة التي يسكنها "كل من يبحث عن عمل الآن يواجه أزمة اقتصادية جارفة." وأضاف "تشعر وكأن كل شيء انهار فجأة." وبعيدا عن واشنطن العاصمة لا يوفر الحديث عن خطة التحفيز الاقتصادي وانقاذ البنوك أملا يذكر في تقديم مساعدة ملموسة. ويقول العديد من العاملين إن تزايد البطالة ينذر بصعوبات كبيرة قادمة. وفي هذا الأسبوع وحده أعلنت شركات أمريكية منها سبرينت وهوم ديبوت وكاتربيلر وتكساس اينسترمنتس الاستغناء عن أكثر من 60 الف وظيفة. ويوم الثلاثاء أعلن عن خفض عشرة آلاف وظيفة أخرى. وحتى الآن هذا الشهر أعلن عن الاستغناء عن أكثر من 210 آلاف وظيفة. وفي تقرير من مطالبان إعانات البطالة الصادر أمس الخميس ارتفعت المطالبات الجديدة في الأسبوع الماضي بمقدار ثلاثة آلاف في حين بلغت المطالبات المستمرة أعلى مستوياتها على الإطلاق. وبلغت المطالبات في الأسبوع المنتهي يوم 24 يناير كانون الثاني 588 الف مطالبة وكان محللون استطلعت رويترز أراءهم قد توقعوا ان تبلغ 580 ألفا. وبشكل عام هناك أكثر من 11 مليون عاطل في الولاياتالمتحدة بارتفاع 48 بالمئة عن عددهم قبل عام. ويعني ذلك ان هناك اربعة يبحثون عن عمل مقابل كل فرصة عمل في الولاياتالمتحدة حسب تقديرات هيدي شيرهولز الاقتصادي في معهد السياسة الاقتصادية وهو مركز دراسات في واشنطن. وقالت إن قتامة أوضاع سوق الوظائف تمتد إلى كل القطاعات تقريبا. وأضافت شيرهولز "هناك فعليا ملايين العاطلين الذين ليس لديهم أمل في الحصول على فرصة عمل." وقالت المجموعة البحثية كونفرانس بورد في نيويورك يوم الثلاثاء إن فقد الوظائف أسهم في انخفاض قياسي في ثقة المستهلكين هذا الشهر. وأظهر استطلاع اجرته جمعية إدارة الموارد البشرية إن نحو 75 بالمئة من موظفي الموارد البشرية في الشركات الأمريكية يتوقعون خفض المزيد من الوظائف في الأشهر القليلة المقبلة. ويقول الاقتصاديون العاملون على حد سواء إن جهود الرئيس باراك أوباما لدعم الاقتصاد تحتاج لعام على الأقل قبل أن تنجح في اتاحة فرص عمل جديدة. وقالت شيرهولز "إذا طبقت الخطة الصحيحة سيبدأ الاقتصاد في النمو في عام 2010 وسيبدأ سوق العمل في الانتعاش بعد ذلك." ولا يطمأن ذلك بدرجة تذكر العاملين وأصحاب الأعمال الصغيرة الذي يرون موارد رزقهم تتآكل بسرعة. وقالت انا تشونج (30 عاما) التي تعمل في شركة تورد قطع غيار السيارات في ديترويت ميشيجان حيث بلغ معدل البطالة في الولاية 10.6 بالمئة في ديسمبر كانون الأول "حصلت على هذه الوظيفة منذ أقل من أربعة اشهر وبدأت بالفعل أشعر بالقلق بشأن امكانية الاحتفاظ بها." وأضافت "اخشى ان أكون ضمن الدفعة التالية التي قد يتم الاستغناء عنها." وفي اوفرلاند بارك حيث يهيمن مقر سبرينت على المكان يؤدي الاستغناء على الوظائف إلى تداعيات كثيرة. وتقول تريسي اوسبورن رئيسة غرفة التجارة المحلية "وراء كل رقم شخص وأسرة." ويعني فقد الوظائف تراجع مبيعات نطاق واسع من الخدمات. فإيرادات الضرائب تنخفض والأموال التي توجه للمدارس والخدمات الاجتماعية تتقلص. وفي المجلس الاقليمي لوسط امريكا في كانساس سيتي قال فرانك لينك كبير الاقتصاديين إنه أمام كل موظف بشركة يسرح من عمله ستفقد وظيفتان اخريان على الأقل في المتوسط. وقال لينك "هذه أوقات صعبة... الناس في حالة قلق بشأن أمنهم المالي."