عقد المكتب الإقليمي لرابطة العالم الاسلامي ملتقاه الأدبي لشهر محرم 1430ه بالرياض، وكان اللقاء بعنوان "الشاعر أحمد بن يحيى البهكلي في تجربته الشعرية"، وقد أداره الدكتور ناصر الخنين نائب رئيس المكتب ، والاستاذ بجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية، وحضره جمع من الأدباء والمثقفين ومحبي الادب الاسلامي. شكر الشاعر أحمد بن يحيى البهكلي الرابطة على إتاحة هذا اللقاء ثمّ تحدث عن أبرز المؤثرات في تجربته الشعرية، وهي : - التنقلات المستمرة بين عدد من مدن المملكة في طلب العلم مثل جازان والرياض وابها، وغيرها، ثم سفره الى أمريكا لنيل درجة الماجستير. - تتلمذه على العلماء والادباء في منطقته، ومنهم والده، والشيخ عبد الله القرعاوي ودراسته في المعهد العلمي في صامطة ومنهجه السفلي. التواصل مع عدد من الشعراء البارزين الذين كانوا في ابها مثل الشاعر السوري على دمّر، والشاعر المصري محمد بدر الدين، والشاعر السوداني محجوب عمر ، والاستاذ أحمد بيهان. والمراكز الصيفية التي كانت تستضيف اعلام التربية والادب. - طلبه العلم في جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية على عدد من نخبة الاساتذة مثل الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا، والدكتور عبد القدوس أبو صالح ، والدكتور عبد الحليم محمود، والدكتور عمر عودة الخطيب الذين أحبهم وأحب طريقهم الذي ساروا عليه. - فلسطين كانت الشرارة التي قدحت جمرة الشعر في أعماقه عندما رأي معلمه يبكي أمامه في قاعة الصف أثناء اختبارات نهاية العام، لسقوط القدس وباقي فلسطين هزيمة العرب في حرب حزيران 1967م ومازالت تلك اللحظة تعمل في ذاكرته متوقدة! - كان ديوان الشاعر العراقي هدية استاذه له نموذجا شعريا مبكرا في بنائه الشعري ، وكتابات المنفلوطي والرافعي وشكسبير، والمكتبة الوطنية في الرياض من أبرز منابعه الأدبية والثقافية. إسهاماته الأدبية وتحدث الشاعر البهكلي عن صلته بالاندية الادبية، واسهامه الفاعل في أنشطتها ، فقد حل على عضوية النادي الادبي ، وجمعية الثقافة والفنون في الرياض ، وعلى عضوية نادي جازان الادبي ، وعضوية رابطة الادب الاسلامي العالمية . وأسهم في تحرير ملحق الجزيرة الادبي ، وقدم الكثير في المنتدى الادبي في معهد الرياض العلمي ، ومسرح كلية الشريعة وكانت منارة ، ثم انتقل الى جامعة الملك سعود ، ووجد فرصة لإغناء تجربته في اللغة العربية في معهد اللغة العربية لغير الناطقين بها. دواوينه الشعرية من أبها الجميلة انطلقت موهبته الشعرية الحقيقية وصدرت مجموعته الاولى: "الأرض والحب" قبل الانتقال إلى الجامعة. أما مجموعته الشعرية الثانية: "طيفان على نقطة الصفر " فقدمها الى الاستاذ محمد علي السنوسي رحمه الله ، وصدر عن نادي جازان الادبي عام 1400ه. وقدم مجموعته الثالثة: "أول الغيث" الى الاستاذ الاديب عبد الله بن ادريس فصدرت في نادي الرياض الادبي عام 1412ه . وله ديوانان تحت الطبع . وقد وجدت دواوينه اهتمام النقاد والدارسين فكتب دراسات نقدية كثيرة حولها في الدوريات المحلية، وقدمت رسالة ماجستير عن شعره . وقفات مع الشعر وجناية العمل الاداري عليه وقف الشاعر أحمد البهكلي مع الشعر قائلا: إن اللحظة الشاعرية تحتاج الى اقتناص ، فأحيانا اكتب المطلع ثم بعد اربع سنوات اكمله ، واحيانا اكتب ثلاثين بيتا في جلسة واحدة أو ساعة واحدة ، وقد أكون في السيارة فأتنحى جانبا لأكتب قصيدة! لقد شاركت في عشرات الامسيات الشعرية ولكن ما رأيت عائقا للشعر مثل طغيان الجانب الاداري على المبدع، ولاشك في أن شعور الانسان بأنه وصل ادبيا وابداعيا وتضخيم الذات هو الوصول الى المحرقة! وقدم نماذج مختارة من شعره منها قصيدته في مدينته جازان ومطلعها: أسائل عنك الليل والانجم الزهرا لعل لديها عنك يا فتنتي خبرا وعبر عن رؤيته للشعر في قصيدته : " عجين النار" ويقول فيها: الشعر عندي الورد أن فتحا الشعر عندي الورد إن صوحا الشعر عندي الحزن إذ يرتمي غمامة تحجب شمس الضحى الشعر عين سفحت دمعها تبكي دم الانسان ان يسفحا الشعر عندي ليس انشوطة ألهو بها ، كلا .. ولا مربحا وتمثلت نظرته للحب وفلسفته فيه في قصيدته "إلى قيس"، يقول فيها: سُدى هذي الدموع وذي المآقي فلا تجزع لنازلة الفراق ألا كم عاشق قد ذاب لهفا على حلم التواصل والتلاقي ومغترب قضى نأيا ، ودان قضى من حزنه والحزن باق فيا قيس اليماني كم تنادي على ليلى وليلى في العراق ! ومن القصائد التي استلهم فيها الرموز الاسلامية التاريخية قصيدته "غسيل الملائكة" التي نالت الاعجاب . وختم البهكلي قراءاته الشعرية بقصيدته التي كتبها لغزة الصمود ، وما تعرضت له من عدوان اليهود الغاشم، يقول في مطلعها: لغزة مجدها ولها الفخار وللحراس راقصة وبار نافذة على الحوار وفي ختام اللقاء قدمت عدة مداخلات: فأشار الأديب الدكتور محمود شاكر سعيد ان الشاعر أحمد البهكلي سليل اسرة علمية ممتدة ، ويتميز بعمق ثقافته وقدراته الفنية ، ووضوحه ، وسلامة لغته ، وعشقه للغته العربية الفصحى ، وهذا ما جعله يتكلم العربية الفصحى في لغته اليومية مع أسرته ومن حوله. ورحب الدكتور عبد الله العريني بالشاعر في الرابطة وقال : انه شاعر كبير ، كان في تنافس مع الشاعر العشماوي في فترة الطلب في الجامعة ، وما أروع الذكريات التي جلاها !! وقال الدكتور وليد قصاب : إن الشاعر البهكلي راق في اسلوبه وفنيته ، وكم أعجبتني قصيدته غسيل الملائكة !أما الدكتور عبد القدوس أبو صالح رئيس الرابطة فقد وقف وقفات فنية ولغوية مع شعر البهكلي فقال: ان البهكلي يشبه أبا تمام في شعره ، والعشماوي يشبه البحتري ، وفي شعر البهكلي عمق، وغموض جميل ، وتميز باللغة ، ولديه تعبيرات جديدة ومصورة ، وأخيرا أشار الاديب الدكتور ناصر الخنين ان شعر احمد البهلكي يتميز بخصوبة الخيال، وحمل هموم الأمة ، وعمق الفكرة ، وحسن التوظيف الدعوي للرمز الاسلامي ، وقد أجاب شاعرنا على كثير من الاسئلة والمداخلات.