تصوير عبد المنعم عبد الله ... في كلمة ألقاها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية بمناسبة افتتاحه فعاليات منتدى التنافسية الذي أنطلق في الرياض تحت شعار تنافسية مسؤولة، أن يسهم هذا المنتدى من خلال المشاركين فيه بإيجاد أفكار النيرة ، للخروج بصياغةِ رؤيةٍ جديدةٍ وفكرٍ جديد. وقال سموه إن مصطَلَحَ التنافسيةِ المسؤولة لم يكن متداولاً في السابق لكنه اليومَ أصبحَ ضرورة ًمُلحة ، مشيراً إلى إنه يأملُ من هذا المنتدى التعريفَ به وترسيخَه . وأكد أن المنتدى سيعزز مفاهيمَ التنافسيةِ المسؤولة ، سواءٌ بين الدول أو بين الشركات بما يخِدمُ الإنسانية َ جمعاء ، ويجنبُها الأزمات ، ويُرسخُ الحوارَ البناءَ حولَ تعزيزِ قيمِ التنافس الايجابي بين الدول، مؤكداً على ضرورة الاستفادةِ مما لديها من مزايا نسبيةٍ بالشكل ِ الأمثل، بما يخدِمُ الاقتصادَ العالمي ، ويحافظ ُعلى نموه واستقراره ، وهو ما يُمثلُ هدفاً استراتيجياً وجوهرياً للمملكة ، ومطلباً مهماً لجميع دول العالم . وقال خادم الحرمين الشريفين بكلمته "أودُ اليوم التأكيدَ على ما سبق أن قلناه في قمة العشرين، وهو أن المملكة َ سوف تستمرُ في اتخاذِ السياساتِ الاقتصاديةِ الضرورية ليواصلَ اقتصادُها النمو وللعمل ِ على ضمان ذلك، مؤكداً أن المملكة ستواصلُ تنفيذ َبرنامَج الاستثمار الحكومي بالإنفاق على المشاريع والخِدماتِ الأساسية ، وتعزيزِ الطاقةِ الاستيعابية، حيثُ نتوقعُ أن يتجاوزَ برنامَجُ الاستثمارِ للقطاعين الحكومي والنفطي 400 مليار دولار خلال السنواتِ الخمس ِالقادمة . ولفت إلى إنه تم اعتمادُ العديدِ من المشاريع الكبرى في الميزانية العامة للمملكة لهذا العام ، والتي شهدت زيادة ً في الإنفاق العام . فنحن نرى أن انتهاجَ سياسةٍ ماليةٍ تحفزُ النموَّ الاقتصادي هي الوسيلة ُ المُثلى للحدِ من التأثيراتِ الناجمةِ عن الأزمةِ الماليةِ العالميةِ والكسادِ العالمي . كما نتمنى أن ُيسهمَ ذلك في تشجيع ِ الاستثمار ِ الخاص في بلادِنا والذي َتبَّنتهُ المملكة ُ ِطوالَ تاريخِها ، وأكدت عليه الخططُ التنموية كافة . وقد كثفنا في السنوات الأخيرة جهودَ تحسين بيئةِ الاستثمار في المملكة ، ورفعَ تنافسيةِ اقتصادِها على المستوى الدولي مع الالتزامِ الدائم ِ بتقديم ِ كلِّ ما من شأنه تحفيزُ المستثمرين على اختيارِ المملكةِ مكاناً لأعمالهم ، مع المحافظةِ على جميعِ حقوقِهِم ، إيماناً منا بأهميةِ الاستثمارِ في خدمةِ المجتمع ِ والاقتصادِ الوطني . أرجو اللهَ ، عزَّ وجَل ، أن َيكتُبَ لهذا المنتدى النجاحَ ، وللمشاركين فيه كلَّ التوفيق ، وطيبَ الإقامةِ في بلدِهم الثاني المملكةِ العربيةِ السعودية. من جانبه أوضح عمرو الدباغ محافظ الهيئة العامة للاستثمار، أن عقد منتدى التنافسية الدولي الثالث ، تحت عنوان " التنافسية المسؤولية في عالم متسارع الأحداث " جاء لمناقشة المحددات اللازمة لكي ترفع الدول والشركاتُ تنافسيتها بمسئوليةٍ والتزام ٍبقيمِ المنافسة الشريفة التي تخدِمُ بلدانَها والعالم .ويدخل في هذا الإطار قضايا مثلُ المسؤولية الاجتماعية للشركات ، وتنمية ُ رأس المال ِ البشري ، وموضوعاتٍ عدة تتعلقُ بالاقتصاد العالمي في الوقت الذي يعاني فيه العالمُ من أزمةٍ اقتصاديةٍ عاصفة ، حيث إن " التنافسية ً المسئولة " هي أكثرُ ما يحتاجُه العالمُ اليوم وإن ضَعفَها في السابق كان أحدَ أسبابِ الأزمةِ الماليةِ العالمية . السادة ُ والسيداتُ الحضور إن منتدى التنافسيةِ الدولي يركزُ على إطلاق مبادراتٍ محدَّدةٍ وتنفيذِها بالتعاون ِ مع العديدِ من الشركاء الاستراتيجيين . وسيشهدُ المنتدى هذا العام الإعلانَ عن الفائزين بجائزة تحمل أسم عزيز علينا جميعاً وهي "جائزةالملك خالد للتنافسيةِ المسئولة "التي أطلقتها مشكورة مؤسسة الملك خالد الخيرية والتي تبنت مؤشر التنافسية المسئولة والذي يطلق لأول مرة على مستوى المنطقة ، حيث يغطي هذا المؤشر المفهوم الشامل للمسئولية الاجتماعية للشركات . ولا يفوُتني في هذه المناسبة أن أتوجَهَ بالشكر إلى جميع الشركاء الذين دَعَموا – بحس وطني – المبادرات التي تم اطلاقها في منتدى التنافسية الثاني والتي شملت جائزة أسرع 100 شركة سعودية من حيث النمو وجائزة مايكل بورتر للاستراتيجات الابداعية ومبادرة بالتعاون مع جامعة أكسفورد العريقة لإعداد القيادات من القطاعين العام والخاص. وسوف يكون منتدى التنافسيةِ الثالثُ مِنصة ً لإطلاقِ مبادراتٍ جديدة ، ُتعنى بتشجيعِ القطاع ِالخاص ، على تبنى ممارساتِ مبتكرةٍ تكونُ أرضية ً لمناخ ٍ تنافسيٍ مسؤول، يتيحُ لهم المشاركة َ الفعالة َ في دعم ِ التنميةِ على المدى البعيد . السادة ُ والسيداتُ الحضور إن المملكة َ العربيةَ السعودية ، بما تملكُ من ِثقلٍ سياسي ٍ واقتصادي ٍ في المِنطقة، وبما تملك من مزايا نسبية، كعاصمة ٍ للطاقةِ في العالم ونقطةِ وصلٍ رئيسيةٍ بين الشرقِ والغرب ، عاقدة ٌ العزمَ على تبوؤِ مكانِها الطبيعي ِ المتقدم ِ على الخارطةِ الاقتصاديةِ العالمية ، وعلى رفع ِ تنافسيتِها على المستوى العالمي ، وعلى التحسين ِ التدريجي والمستمر ِ لبيئةِ الاستثمارِ المحلي والأجنبي . لقد قامت الهيئة ُ العامة ُ للاستثمار من خلال المركز الوطني للتنافسية بتنفيذ ِ ُخطةِ عملٍ شاملة ، بالتنسيق ِ مع العديدِ من الجهات الحكومية ِ والخاصة ، من أجل ِ رفع ِ مركزِ المملكة ِالتنافسي بالتدريج وصولاً إلى أحدِ المراكز ِ العشرةِ الأولى على مستوى العالم بنهاية عام 2010م بإذن الله ، والذي أطلقنا عليه اسم "هدف 10 في 10" . السادة ُ والسيداتُ الحضور لقد أعلن البنكُ الدوليُ قبلَ أربعةِ اشهر، عن حصول ِ المملكة على المركز الأول بين دول الشرق الأوسط ، والمركزِ السادسَ عشرَ على مستوى العالم من حيثُ تنافسية ُ بيئةِ الاستثمار، بعد أن كانت في المركز السابع والستين عام 2005م . ويعتبرُ ذلك تأكيداً محايداً لفاعليةِ الخُطُواتِ الإصلاحية التي تمت في المملكة في المجال الاقتصادي ، والتي يقودُها خادمُ الحرمين الشريفين ، الملكُ عبدُ الله بنُ عبد العزيز ووليُّ عهدِهِ الأمين صاحبُ السمو الملكي الأميرُ سلطان بنُ عبد العزيز حفظهما الله. وحيث إن هناك علاقة ٌ وطيدة ٌ بين مدى تنافسيةِ الدول وتدفقِ رؤوس الأموال إليها، فقد انعكس ذلك على تدفق الاستثمارات الاجنبية حيث احتلت المملكة ُ المرتبة َ الأولى على مستوى دول ِ الشرق الأوسط وإفريقيا للتدفقِ الفعلي للاستثمارِ الأجنبي ، حَسَبَ تقريرِ منظمةِ الانكتاد الصادرِ قبلَ ثلاثةِ اشهر ويشرفني في ختام كلمتي أن أتقدمَ بالشكر والتقدير لسيدي خادم ِ الحرمين الشريفين على رعايةِ هذا الحدثِ الهام ، كما أتقدم بالشكر الجزيل للجهاتِ والشخصياتِ الدوليةِ والمحليةِ التي تتعاونُ مع الهيئةِ في تنظيم منتدى التنافسية الدولي ورعايتهِ وحضوره ، كما اشكر جميعَ الجهات الحكوميةِ والخاصة ، التي ُتساهم بفاعليةٍ في جهودِ تحسين ِ بيئةِ الاستثمار ِ في المملكة ورفع ِ تنافسيةِ اقتصادِها على المستوى الدولي .