تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ورئيس مجلس إدارة معهد الدراسات الدبلوماسية أفتتح مدير عام معهد الدراسات الدبلوماسية الدكتور سعد بن عبدالرحمن العمار مساء الاثنين الماضي ندوة " المكتبات المتخصصة والاحتياج المعرفي " للعاملين في الحقل الدبلوماسي والذي ينظمه معهد الدراسات الدبلوماسية بالتعاون مع جميعة المكتبات المتخصصة فرع الخليج العربي وتستمر لمدة ثلاثة أيام وذلك بقاعة الملك فيصل بفندق الانتركونتننتال في الرياض . وبدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القران الكريم . وقد ألقيت خلال الحفل كلمة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل ألقاها نيابة عنه الدكتور سعد بن عبدالرحمن العمار أشار فيها إلى أن المعهد وفق في عقد هذه الندوة التي ستسلط الضوء بإذن الله على طبيعة الاحتياج المعرفي الذي تتيحه المكتبات المتخصصة للدبلوماسيين في ظل المتغيرات الدولية الراهنة . وأكد سموه أن تنظيم هذه الندوة جاء إدراكا للحقيقة المتمثلة في أن الناس يعيشون اليوم في زمن أضحت فيه المعلومة عصب الحياة في جميع المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية وغيرها في المجالات الإنسانية التي لا غنى عنها لأي مجتمع يتطلع لمزيد من التقدم والتفوق . وقال سمو الأمير سعود الفيصل " لعل الحقيقة التي لا مراء فيها هي أن عالم اليوم يشهد تطورات معرفية وثورة معلوماتية لم يسبق لها مثيل في التاريخ الإنساني " عادا التقدم غير المسبوق الذي يشهده العالم اليوم في تقنيات الاتصال والمعلومات الرقمية الحديثة وأمر البحث عن المعلومة والحصول عليها عامل حسم لدى من يمتلك أدوات البحث عنها والاستفادة منها من خلال توظيفها التوظيف الأمثل . وأكد سموه أن للتطورات التقنية والمعرفية تأثيرا بارزا في الطريقة التي يمارس من خلالها العمل الدبلوماسي حيث لم يعد البعدان المكاني والزماني يعوقان التواصل المباشر بين أرجاء المعمورة مشددا على أن المتغيرات المتسارعة التي تشهدها الساحة الدولية على جميع الأصعدة فرضت واقعا جديداً يتطلب متابعة المعلومة بشكل دقيق وتحليها تحليلا عميقا على نحو يتيح للدبلوماسي أداء مهامه على أكمل وجه وتحقيق تطلعات وطنه ومصالحه على المستويات كافة . ولفت سموه النظر إلى أن الأزمات الدولية والدبلوماسية أكدت المقولة التي تقول " إن المعلومات والمعارف عامل قوة في يد من يمتلكها ويقدر على تحليلها والاستفادة " ، وقال " ونحن اليوم نشهد الدور البارز الذي يؤديه مراكز الدراسات والمعلومات وأوعية الفكر المتخصصة في إثراء صناع القرار بمختلف الاتجاهات المعرفية ذات الصلة بمختلف القضايا الإنسانية والتوجهات الإستراتيجية السائدة في العالم " . وأكد سمو وزير الخارجية على أن هذا الأمر لم يكن ليتأتى دون وجود اللبنة الأولى في الميدان المعرفي وهي المكتبات المتخصصة التي لم يعد دورها مقتصراً على توفير المعلومة الأساسية فحسب بل تعداه إلى آفاق أرحب تجلت في ربط شتى العلوم والمعارف بطبيعة العمل الذي يمارسه الإنسان خاصة العمل الدبلوماسي . وأشار سموه إلى أن المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية وتجسيدا لحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين / حفظهما الله / على أهمية الارتقاء بالعمل الدبلوماسي فقد أولى اهتماما بالغاً بسبل تزويد الدبلوماسي بالعلم وتمكينه من الحصول على المعرفة ليتسنى له تمثيل بلاده بما يليق بمكانتها الإقليمية والدولية معربا عن أمله بأن ما سيقدم من أبحاث ودراسات في هذه الندوة وما سيطرح في ورش العمل المصاحب سيحقق الفائدة المرجوة للارتقاء بالجوانب المعرفية للعاملين في هذا الحقل . وكان رئيس جمعية المكتبات المتخصصة فرع الخليج العربي الدكتور راشد بن سعيد الزاهرني قد ألقى كلمة في بداية الحفل بين فيها أن جميعة المكتبات المتخصصة من الجمعيات المهنية غير الربحية التي تهدف إلى تأسيس علاقة مهينة بين أخصائي المعلومات والمكتبات في المنطقة ورفع مستوى المكتبات ومراكز المعلومات لمواجهة تحديات المهنة والاستجابة لمتطلبات المهنة في المنطقة وتنظيم اجتماعات ومؤتمرات لأخصائي المكتبات والمعلومات والتحضير والتخطيط لبرامج تعليمية مثل ورش العمل والمحاضرات واللقاءات والمؤتمرات والندوات . إثر ذلك ألقى المشرف على إدارة البرامج التأهيلية بمعهد الدراسات الدبلوماسية الدكتور خالد بن إبراهيم العلي كلمة معهد الدراسات الدبلوماسية واللجنة التنظيمية للندوة أوضح فيها أن الندوة تمثل رغبة أكيدة بالنهوض بالمكتبات المتخصصة وتثميناً لدورها الفعال . وأشار إلى الندوة تسلط الضوء على طبيعة الاحتياج المعرفي الذي توفره المكتبات المتخصصة للمتخصصين وللدبلوماسيين للقيام بمهامهم الدبلوماسية على أكمل وجه ،وذلك من منطلق تأكيد أهمية الترابط بين الدبلوماسية والمعرفة بأوعيتها المختلفة . عقب ذلك قام السفير الدكتور العمار بافتتح المعرض المصاحب للندوة الذي يشتمل على جناح معهد الدارسات الدبلوماسية وجمعية المكتبات المتخصصة فرع الخليج العربي ومعهد الإدارة العامة ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة .