واجهت تصريحات الملحن السعودي الكبير سراج عمر التي أدلى بها مؤخراً حول قيامه بالتخلص من ارشيفه الموسيقي .. واجهت استغلالا من قبل متطرفين في انحاء الوطن العربي حيث اعتبروا تصرف سراج "توبة" من مسار الفن وأنه يريد الالتزام الديني. ورغم أن البعض اشار إلى حقيقة مفهوم الالتزام. إلاّ أن هناك من يحاول تكريس مبدأ الالتزام على طريقة مختلفة تخاطب نزعة التطرف الذي يحاول أن يدعمه البعض من الذين خاضوا في تصريحات الفنان العربي سراج عمر من خلال التعليقات التي تم توظيفها على شبكة الانترنت. وهو مادفع بالفنان إلى نفي أن يكون جانب الالتزام الديني هو السبب الذي دفعه للتخلص من أرشيفه الموسيقي الضخم الذي جمعه على مدى نصف قرن، بل إن خطوته جاءت كاحتجاج على الإهمال والتجاهل الذي يتعرض له، ما دفعه لإلقاء مكتبته الموسيقية في مكب نفايات مدينة جدة، لأنه "لا جدوى من الاحتفاظ بها". وكانت أخبار صحافية تناقلتها المنتديات والمواقع السعودية أفادت بقيام إمبراطور التلحين السعودي سراج عمر بإلقاء مكتبته الموسيقية في مكب النفايات، ما أثار الاستغراب حول الأسباب لذلك. وتحدث مقربون من الملحن عن حالة الإحباط والانعزال التي يعيشها منذ عدة أعوام، بينما توقع آخرون أن يكون ذلك بسبب رغبته في الالتزام الديني. إلا أن الملحن سراج عمر، الذي تسلم جائزة أفضل ملحن عربي خلال مهرجان القاهرة الموسيقي 2008، برر ذلك بعدم جدوى الاحتفاظ بها. وقال .. إنه يستيقظ في الصباح الباكر منتظرا شاحنة النفايات، ليستدعي عامليها لحمل الصناديق والتخلص منها، "أمنحهم 100 ريال بعد الانتهاء من إلقائها في "مفرمة" البلدية.. ما زال أمامي الكثير لأرميه من نوتات موسيقية وغيرها من الكتب. "ماكينة البلدية أكرم بها" وقال الملحن إنه لم يحتفظ سوى ب3 ملفات فقط من مكتبته الضخمة، التي تضم وثائق بصرية وسمعية ومكتوبة لمحمد الموجي ومحمد عبد الوهاب وبليغ حمدي. وأكد اعتماده على "الذاكرة وسيرته الذاتية التي تحوي أكثر من 40 صفحة". واستطرد "رميت جهد 50 عاما في النفايات.. فأولادي ليس لديهم ميول فنية، فلم أتشجع لتركها لهم". وتحدث عن تفكيره في منحه أرشيفه لمكتبة الملك عبد العزيز أو أية مكتبة أخرى، لكنه تراجع عن ذلك قائلا "تخيلتهم يقولون هذا رجل فاضي، ليس لديه مساحة في منزله". وكشف عن أنه احتفظ بالوثائق النادرة من أرشيفه، لرغبته في إنجاز مشروع يعود ريعه لصالح أطفال فلسطين، وقال سأقوم بضم جميع مقتنياتي التي قمت بإنتاجها من مواد سمعية ومرئية وصوتية في "سي دي" بعنوان "50 عاما بين الشجن والألم والنغم"، سأطبع منه نحو ألف نسخة، ثم أنسق مع اليونيسف ليعود ريعه إلى أطفال فلسطين". محمد عبده لا يهمني ونفى عمر شعوره بالإحباط، رغم إضافته بمرارة "هناك بعض الزملاء لا ينفعون، ولا يهمني أمرهم إطلاقا، لذلك قمت بحذفهم من دماغي ومن تاريخي لأنهم ليس لديهم أصلا في تاريخي أية بصمة". وحول خلافه القديم مع الفنان محمد عبده، قال إنه تحدث عنه في لقاء تلفزيوني بعد تسلمه جائزته في مهرجان الموسيقى العربية في القاهرة، مضيفا "لست بناكر للتاريخ حتى لو أنكره هو". كما اتهم الفنان السعودي بأنه "رجل عديم الثقافة"، مؤكدا أنه ساند عبده في بداياته، وقال "وقفت معه وأعطيته كل ما أمتلك من إحساس، وأكرمته مع أني لم أكن أحظى في تلك الفترة سوى بمرتبي الوظيفي الذي لا يتعدى 800 ريال". ويضيف "مع ذلك هل يظن الآخرون أني سأتباكى على ذلك؟ أنا لا يهمني لا محمد عبده ولا علي عبده ولا سعيد عبده". وأكد أن الفنان الوحيد الذي يتصل به للاطمئنان على حاله هو المطرب عبد المجيد عبد الله، "أما البقية فللأسف الشديد لم يكلفوا أنفسهم الاتصال بي لتهنئتي بجائزة القاهرة، ولا حتى برسالة لا تكلف سوى 45 هللة".