خيمت سحابة من العوادم على مدينة بكين التي تستضيف دورة الألعاب الأولمبية بعد 11 يوما مما أثار القلق بخصوص ما إذا كانت يمكنها الوفاء بتعهدها بسماء صافية لأبرز الرياضيين في العالم . ومشكلة التلوث المزمنة في المدينة والتي يتسبب فيها مزيج من الأتربة الناجمة عن أعمال البناء وعوادم السيارات والمصانع والدخان المتصاعد من محطات الطاقة من أكبر عوامل قلق منظمي الأولمبياد . وأمرت بكين السيارات بالابتعاد عن الطرق وبدأت في تطبيق نظام تسير بمقتضاه السيارات ذات اللوحات المعدنية بأرقام زوجية في يوم والسيارات ذات اللوحات المعدنية بأرقام فردية في اليوم التالي كما أوقفت الكثير من أعمال البناء وأغلقت عدة مصانع في محاولة لخفض التلوث قبل دورة الألعاب التي تنطلق في الثامن من أغسطس آب . ولكن سحابة العوادم استمرت امس الإثنين وقالت وسائل الإعلام إن بكين قد تضطر إلى تقييد حركة المزيد من السيارات وإغلاق المزيد من المصانع إذا استمر التلوث . وذكر مسؤولون في المدينة في وقت سابق أن هذه السحابة ناجمة عن الأحوال الجوية الرطبة وليس التلوث .ولكن وسائل الإعلام المملوكة للدولة أشارت إلى أن منظمي الألعاب يشعرون بالقلق ويدرسون المزيد من الخطوات لخفض التلوث . وقالت صحيفة تشاينا ديلي " يمكن ابعاد المزيد من العربات عن الطرق ويمكن أيضا إغلاق كل مواقع البناء والمزيد من المصانع في بكين والمناطق المجاورة بشكل مؤقت إذا ساءت حالة الهواء في العاصمة خلال دورة الألعاب الأولمبية ." وأكد مسؤول من مكتب الحفاظ على البيئة في بكين دراسة خطط لخفض المزيد من الملوثات ولكنه رفض ذكر أي تفاصيل .وتابع المسؤول الذي اكتفى بذكر اسم عائلته فقط وهو تشانج لرويترز في حديث هاتفي " ستتخذ إجراءات إذا أصبحت حالة الهواء غير مطابقة للمعايير التي تعهدنا بتوفيرها ." وأرجأ العديد من الرياضيين وصولهم إلى بكين إلى آخر لحظة لتفادي التلوث وقالت اللجنة الأولمبية الدولية إنها قد تغير مواعيد سباقات التحمل للحيلولة دون تعرض الرياضيين لمشاكل صحية إذا لم يكن الهواء نقيا . وانسحب حامل الرقم القياسي في منافسات الماراثون هايلي جبرسيلاسي من سباق الماراثون خوفا على حالته الصحية . وقالت أيضا اللجنة الأولمبية الاسترالية اليوم إن رياضييها سيسمح لهم بالانسحاب إذا مثل التلوث خطرا عليهم . وقال بيتر مونتجومري نائب رئيس اللجنة الأولمبية الاسترالية للصحفيين إن الرياضيين سيمنحون حرية الانسحاب من الألعاب إذا ظلت مستويات التلوث مرتفعة ولكنه شكك في أن أي رياضي سينسحب . وتابع للصحفيين " إذا لم يرغبوا في المنافسة فلا بأس ..لن يكونوا تحت أي ضغط على الإطلاق من أجل المنافسة إذا شعروا أن ذلك لن يكون سهلا أو إذا لم يرغبوا في المنافسة .لن نطالبهم بالمشاركة ." واستطرد " ولكن من غير المرجح ألا يرغب أي رياضي في لمنافسة .معظم الرياضيين تدربوا لعشرة أعوام من أجل هذه اللحظة ." ولم تشهد بكين منذ أربعة أيام سماء صافية .واليوم تعاني هونج كونج أيضا المضيفة لمنافسات الفروسية من درجة عالية من التلوث .وإضافة إلى النظام الجديد لسير السيارات في بكين اعتمادا على الأرقام الزوجية والفردية فقد منعت أيضا الكثير من السيارات الحكومية من السير .وجرى استثناء سيارات الأجرة والحافلات والعربات الخاصة بدورة الألعاب الأولمبية .وأغلقت العديد من المصانع حول بكين المسببة للتلوث مثل مصانع الصلب .