كتب الصحفي البريطاني أد حسين مقالا في صحيفة ذي أوبزورفر عبر فيه عن غضبه واستيائه هو وكل المسلمين في العالم مما يتعرض له أهل غزة من عدوان إسرائيلي غاشم, مطالبا حكومة بلاده بأخذ هذا الغضب في عين الاعتبار واتخاذ ما يلزم لامتصاصه. وقال إنني باعتباري مسلما بريطانيا أحس بإحباط شديد لعدم وجود من يتفهم غضبنا مما يحصل لإخواننا في غزة. لقد ولد الأسبوعان الأخيران لدي شعورا عميقا بالانزعاج وأنا أشاهد صور الجرحى من إخواني الفلسطينيين الأبرياء وهم يرددون نفس الشهادة التي سأرددها على فراش الموت والتي تجمعني وإياهم مع مليار مسلم عبر العالم. عندها حاولت أن أجد تفسيرا للموقف الإسرائيلي فلم أستطع, إذ لا يمكن لتصرفات قوات حماس المفتقرة إلى العتاد والعدة أن تكون مبررا لصب جام غضب طائرات ال"أف 16" ومروحيات الأباتشي على رؤوس أهل غزة وإشفاع ذلك بغزو بري راح ضحيته حتى الآن آلاف الفلسطينيين بين قتيل وجريح. وكجل البريطانيين وجدت نفسي مذعورا من هول ما يحدث في غزة وتذكرت الدور البريطاني في إنشاء دولة إسرائيل, فتأكدت من أن من واجبنا أن نساعد العرب ونصحح أخطاءنا التاريخية لكن كيف؟ كيف يمكننا أن نظل نتفرج على ما يحدث دون فعل أي شيء؟ إذ لا يمكننا أن نظل بكل بساطة نتابع الإسرائيليين وهم يقتلون الفلسطينيين دون رحمة دون أن نتصرف. لقد وصلتني رسائل بريدية واتصالات هاتفية من يهود متطرفين يهددونني لأنني تجرأت على التشكيك في مبررات إسرائيل لهذا العدوان. بل إن كثيرا منهم طالبني باحتواء الغضب الإسلامي, لكن لماذا يطالبونني بذلك إن لم يثر ما يقوم به الإسرائيليون اليوم في غزة غضبي, فما الذي يمكن أن يثيره؟ إن أكثر ما يحبطني اليوم هو الطريقة المغشوشة التي يعلق بها المسؤولون الحكوميون على مطالبنا تجاه ما يجري من قبيل: "الأمر أكثر تعقيدا مما تتصورون" أو "الدبلوماسية لا تتم بهذه الطريقة". على كل حال سألتقي صحبة عدد من المسلمين البريطانيين وزير الخارجية ديفد ميليباند, فهل سيستغل رزانة بريطانيا وصداقتها مع الولاياتالمتحدة لحمل إدارة الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما على إعادة توجيه السياسة الخارجية الأميركية أم ستظل بريطانيا تتملق للطفل الأميركي؟