رأت دراسة تربوية سعودية ان المملكة حققت خلال فترة زمنية وجيزة مواءمة ناجحة على صعيد تهيئة فرص تعليمية واسعة تراعي المساواة وتكافؤ الفرص بين الذكور والإناث .وأشارت إلى أن المملكة تمكنت من خلال سياسة تعليمية طموحة من إجراء العديد من الإصلاحات لسد الفجوة وقطعت شوطا كبيرا فى مجال تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص التعليمية أمام الجنسين . واستعرضت الدراسة التى أعدها المديران العامان لبرامج محو الأمية للبنين والبنات بوزارة التربية والتعليم الدكتور خالد بن سليمان الرباح وفوزية بنت عبدالله الصقر وعرضت كورقة عمل على مؤتمر تعليمي منعقد حاليا فى العاصمة التونسية بإشراف منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة يونسكو استعرضت الخطوات التي قطعتها المملكة على صعيد المساواة وتكافؤ الفرص بين الجنسين وفرص التعليم في المملكة ونجاحها في تقليص الفجوة في الدراسة والقضاء بصفة كبيرة وبنسب عالية على الأمية . وخاض الباحثان في جزء كبير من الدراسة في مسيرة المملكة من أجل تحقيق التكافؤ في الفرص التعليمية بين الجنسين والصعوبات التى اعترضت هذا التوجه بسبب تأخر بدء تعليم البنات مقارنة بالبنين واستعرضا نهج الإصلاحات التي عرفتها السياسات التعليمية في المملكة في سبيل سد تلك الفجوة وما أثمرته هذه السياسات من تقدم واسع في مجال تحقيق ذلك. وعددت ورقة العمل جملة من التدابير في هذا السياق أهمها صدور قرارات إلزامية التعليم من سن السادسة الى سن الخامسة عشرة ودمج الرئاسة العامة لتعليم البنات بوزارة التربية والتعليم وتوحيد السياسات والتنظيمات بين تعليم البنين والبنات بشكل يضمن إزالة أوجه التفاوت بين الجنسين وتوحيد المناهج والمقررات الدراسية بين الجنسين . وضمنت المملكة من بين التدابير التي اتخذتها المقررات الدراسية المعارف والمهارات والاتجاهات التي تعزز جوانب تكافؤ الفرص بين الجنسين والعمل على إلحاق أكبر شريحة ممكنة من الأميين من الذكور والإناث ببرامج تعليم تتسم بالمرونة والجاذبية. وشملت الدراسة جداول بيانية ومؤشرات تبين النتائج الإيجابية لهذه الإصلاحات والقرارات المتخذة حيث أثبتت المعطيات تساوي نسب القيد في مرحلة الطفولة المبكرة منذ عام 2001 حتى عام 2007 . . وأثبتت المؤشرات كذلك تحسن معدلات الالتحاق بالمرحلة الإعدادية من قبل الجنسين حيث بلغ عدد الملتحقين من الذكور 964ر228 و087ر207 من الإناث عام 2001 لتتطور هذه الأرقام وتصل الى 069ر284 ذكورا و581ر281 من الإناث عام 2007 . وبينت ان ارتفاع نسب الدراسة في المملكة على مستوى الجنسين رافقته نقلة نوعية في البنية التحتية التعليمية حيث وصل عدد المدارس سنة 2007 الى 119ر32 مدرسة للبنات والبنين يؤمها قرابة الخمسة ملايين طالب وطالبة ويشرف على تعليمهم قرابة 450 ألف معلم ومعلمة. وتطرق الباحثان إلى جهود المملكة في محو الأمية وبينا أن النظام التعليمي في المملكة واجه صعوبات تتعلق بعدم التكافؤ بين الجنسين في مجال محو الأمية بسبب ارتفاع نسبتها بين الإناث حيث تجاوزت ال40 بالمائة عام 1992 مقابل قرابة ال17 لدى الذكور وأن المملكة تمكنت بفضل العديد من الإجراءات والسياسات الإصلاحية من تقليص تلك الفجوة لتتدنى الى مستوى ال19 بالمائة لدى الإناث مقابل قرابة السبعة بالمائة لدى الذكور . ووقفت الدراسة عند الإجراءات التي أسهمت في هذه النقلة النوعية ومن بينها إنشاء إدارة خاصة ببرامج محو الأمية بتعليم البنات وتوحيد المقررات والمناهج الدراسية والمكافآت المالية والتوسع في نشر مدارس البنات في القرى والهجر والمناطق النائية وتشجيع الأميات على الإلتحاق من خلال تصميم برامج تتسم بالمرونة وبالجاذبية وإطلاق أضخم برنامج في محو الأمية وهو برنامج مجتمع بلا أمية . وعرفت بالبرنامج الذي أطلق فى منتصف عام 2007 بعد النجاح الذى تحقق على صعيد إعلان أحياء ومدن وقطاعات خالية من الأمية وأهدافه الطموحة المتمثلة فى إعلان المملكة خالية من الأمية في أسرع وقت ممكن وسد الفجوة بين الذكور والإناث في مجال محو الأمية. وأفادت الدراسة أن من مزايا البرنامج انه يعطي الفرصة لمن يتمكن من اجتياز البرنامج لمواصلة الدراسة عبر مراكز محو الأمية والمدارس المتوسطة والثانوية الليلية كما يمنح مجتازي البرنامج شهادات محو الأمية ومكافآت مالية. وخلصت الى نجاح البرنامج بعد مرور عام على انطلاقه في جذب أعداد كبيرة من الأميين والأميات للإلتحاق بدوراته إذ تجاوز عدد الملتحقين 170 ألف أمي وأمية مثلت النساء ما نسبته 71 بالمائة .. وأكدت أهميته على صعيد سد الفجوة بين الجنسين وقدرته على تحقيق أهدافه المرسومة.