الإمارات * قطر مباراة الامارات حاملة اللقب في "خليجي 18" مع قطر بطلة "خليجي 17" ستكون بنكهة فرنسية بوجود المدربين برونو ميتسو ودومينيك باتنيه اللذين يعرفان جيدا ماذا يخبىء الواحد للاخر. وكان ميتسو مدربا لمنتخب الامارات لنحو عامين وقاده الى اللقب الخليجي مطلع عام 2007 للمرة الاولى في تاريخه، ثم استقال من منصبه في سبتمبر الماضي بسبب سوء النتائج في الدور الرابع من التصفيات الاسيوية المؤهلة الى مونديال 2010 في جنوب افريقيا، فاسند الاتحاد الاماراتي المهمة الى مساعده ومواطنه دومينيك باتنيه. وفيما انتقل ميتسو مباشرة لتدريب منتخب قطر، اعاد باتنيه خلط اوراق "الابيض" واجرى تعديلات كبيرة في تشكيلته قبل انطلاق البطولة الخليجية. ولم يصب ميتسو نجاحا مع "العنابي" حتى الان فلقي تحت اشرافه خسارتين ثقيلتين امام اليابان واستراليا في تصفيات المونديال اضعفت حظوظه بامكان المنافسة على احدى بطاقتي مجموعته مباشرة الى النهائيات. وفي "خليجي 19"، كانت المواجهة الاولى للامارات سهلة نسبيا مع اليمن فحققت فيها فوزا واضحا بثلاثة اهداف مقابل هدف جاء في الثواني الاخيرة. واذا كان المنتخب الاماراتي استفاد من ركلة جزاء اثمرت هدفا مبكرا عبر هدافه محمد عمر ومن حالة طرد يمنية في الشوط الاول، فانه قدم بعض اللمحات التي تشفع له وتضعه في مصاف المرشحين للذهاب بعيدا في هذه البطولة رغم بعض "الضياع" الدفاعي في بعض الفترات. لكن بداية المنتخب القطري لم تكن سهلة ابدا لا بل كان المحطة الاصعب في المجموعة ضد نظيره السعودي احد ابرز المرشحين للقب عطفا على خبرته على الصعيدين الاسيوي والدولي. وتعادلت قطر مع السعودية صفر-صفر في مباراة غلب عليها الطابع البدني والتكتيكي على حساب الاداء الفني، لكنها برهنت عن استعداد جيد للقطريين لمواجهة شتى الظروف خصوصا في التكتل الدفاعي وحماية منطقتهم. ورغم التغييرات العديدة في التشكيلة الاماراتية، فان اوراق "الابيض" ستكون مكشوفة امام ميتسو العارف جيدا في خباياه، وقد يعتمد خطة هجومية منذ البداية خلافا للقاء الاول ضد السعودية مع مراقبة مفاتيح اللعب خصوصا اسماعيل مطر الذي من المتوقع ان يشارك اساسيا، ومحمد الشحي وعبد الرحيم جمعة ومحمد عمر واسماعيل الحمادي. وستكون الفرصة متاحة للاعبي المنتخب القطري لاظهار نزعتهم الهجومية في هذه المباراة بعد ان تخطوا ضغط مباراة الافتتاح القوية مع السعودية، خصوصا ان بعضهم يملك مهارات فنية عالية كحسين ياسر وخلفان ابراهيم في وسط الملعب وسيباستيان سوريا في مركز رأس الحربة الذي يجيد ترجمة انصاف الفرص الى اهداف. لكن المهارة الفنية يرفعها لاعبو الامارات شعارا لهم بوجود اكثر من لاعب متميز كالشحي ومطر اللذين يجيدان المراوغة والتخلص من الرقابة والتمرير الجيد، الا ان ما ينقص "الابيض" هو الضغط في منتصف الملعب والسيطرة على منطقة العمليات لعدم اتاحة الفرصة للقطريين في ذلك خصوصا انهم نجحوا في التحكم بالمجريات في غالبية فترات مباراتهم مع السعودية. وفي آخر مواجهة بين المنتخبين في دورات كأس الخليج، تعادلا 2-2 في الجولة الاولى من "خليجي 17" في الدوحة، فيما جنبتهما القرعة اللقاء في النسخة الماضية. البداية سيكون منتخبنا السعودي مطالبا بالكثير في مباراته مع اليمن خصوصا انه لم يقدم شيئا يذكر امام قطر وضاع الجهد الذي بذله لاعبوه طوال تسعين دقيقة هباء من دون اي خطة واضحة. وبذل لاعبو الاخضر جهدا جبارا على كل كرة ضد القطريين لكنهم اضاعوا "البوصلة" بالذهاب بالكرة الى المرمى بدل التصارع عليها في وسط الملعب ولذلك افتقدوا الهجمات المدروسة والمنظمة رغم ان الاسماء التي شاركت تعتبر الافضل حاليا في المملكة. ويتعين على المدرب ناصر الجوهر الذي قاد المنتخب الى اللقب الخليجي عام 2002 في الرياض ان يحسن استغلال قدرات لاعبيه الذين يعرفهم جيدا خصوصا ياسر القحطاني ومالك معاذ وناصر الشمراني، ومن خلفهم عبد عطيف واحمد الفريدي وخالد عزيز ورضا تكر وتيسير الجاسم، لان باستطاعتهم تقديم اداء افضل اذا ما ارادوا اثبات انهم من المرشحين البارزين للقب. وكان الجوهر عاد الى تدريب المنتخب خلفا للبرازيلي هيليو سيزار دوس انغوس الذي اشرف على المنتخب في كأس اسيا 2007 وقاده الى المباراة النهائية قبل ان يخسر امام العراق صفر-1. وعاب المنتخب السعودي في مباراته الاولى عدم القدرة على السيطرة الميدانية خصوصا على منطقة الوسط الذي افتقد لاعبوه القدرة على التحكم بالكرة جيدا وتمريرها الى القحطاني ومعاذ ما اضطرهما الى التراجع للحصول عليها. ولا يمكن المقارنة بين قدرات المنتخب السعودي ونظيره اليمني الطري العود في المنافسات الدولية والاقليمية، ف"الاخضر" يسعى الى اللقب الخليجي للمرة الرابعة في تاريخه بعد اعوام 1994 في الامارات و2002 في الرياض و2003 في الكويت، لانه سيأتي، اذا تحقق، في وقت هو بأمس الحاجة اليه لانه يعاني صعوبات كبيرة في تصفيات المونديال اذ يحتل المركز الرابع في مجموعته برصيد اربع نقاط من ثلاث مباريات خلف كوريا الجنوبية وايران وكوريا الشمالية. واعتاد الاخضر ان يكون سفير عرب اسيا في نهائيات كأس العالم منذ مونديال 1994 في الولاياتالمتحدة، ولذلك يريد الخروج من كأس الخليج بدفعة معنوية تساعده في مشوار التصفيات لان اي انتكاسة قد تؤثر عليه فيها ايضا. وفازت السعودية على اليمن في المواجهتين اللتين جمعت بينهما في دورات كأس الخيلج منذ انضمام الاخير اليها، وكانتا في "خليجي 16 و17" بنتيجة واحدة و2-صفر، فلم لم تلتقيا في النسخة الماضية. المنتخب اليمني الذي دخل منافسات البطولة بآمال تحقيق نتائج افضل من سابقتها على الاقل، صدم بهدف مبكر امام الامارات احبط خطط مدربه المصري محسن صالح الذي عاد ايضا لتدريب المنتخب كما فعل في "خليجي 18". واوضح صالح انه سيترك منصبه مدربا للمنتخب اليمني عقب انتهاء البطولة الخليجية. ويأتي الاختبار الثاني لليمنيين ليضع طموحاتهم في مهب الريح لان المنتخب السعودي لن يسمح باهدار اي نقطة لا بل انه يريد اختبار فعاليته لاعبيه جيدا، ما يضع محسن صالح في حيرة من امره بالنسبة الى الخطة الواجب اعتمادها في المباراة، فالامور تعقدت، وحتى التعادل الذي كان يحظى به المنتخب اليمني في مبارياته الافتتاحية سابقا لم يحصل. هذا مع الاشارة الى ان اللاعبين اليمنيين كافحوا حتى الصافرة النهائية لمباراتهم مع المباراة واكدوا حسن استعدادهم من الناحية البدنية.