أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن السلام في المنطقة لم ولن يتحقق عبر استمرار اسرائيل في إرتكاب المجازر والمذابح والقصف العشوائي بحق أبناء الشعب الفلسطيني أو حين تعتبر إسرائيل كما حصل ويحصل مرارا وتكرارا بأن إراقة المزيد من الدماء الفلسطينية الطاهرة يعد من آليات المزايدات الأنتخابية بين الأحزاب الأسرائيلية , كما انه لن يتحقق بفرض العقوبات والاشتراطات على الشعب الرازح تحت الاحتلال في حين يتم إعفاء إسرائيل من أية تبعات رغم مخالفتها لأبسط قواعد وقرارات القانون الدولي . وقال سموه : إن السلام المنشود لم ولن يتحقق بمحاولة فرض التطبيع على العرب قبل تحقق الإنسحاب وقبل إنجاز السلام وكأن علينا مكافأة المعتدي على عدوانه في منطق معكوس لا يمت بالجدية والمصداقية بأي صلة . جاء ذلك في كلمة لسموه امس في افتتاح منتدى الخليج 2009 الذي يعقد تحت رعاية سموه بعنوان / العلاقات الخليجية الأمريكية بعد الانتخابات الرئاسية / وينظمه معهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية بالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث بدبي في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات في الرياض ويستمر يومين . وفيما يلي نص كلمة سمو وزير الخارجية التي ألقاها نيابة عن سموه معالي وزير الدولة للشئون الخارجية الدكتور نزار عبيد مدني .. أود بداية أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير لرئيس مركز الخليج للإبحاث عبدالعزيز بن عثمان بن صقر ، ولمدير معهد الدراسات الدبلوماسية السفير الدكتور سعد العمار ، على جهودهما الموفقة لعقد هذا المنتدى المهم والذي يأتي في وقت مناسب تماما لنتداول معا بشأن العلاقات الخليجية - الامريكية في ظل بداية عهد جديد في الادارة الأمريكية برئاسة الرئيس المنتخب باراك أوباما . كما يسعدني أن أرحب أجمل ترحيب بضيوفنا الكرام وهم نخبة مميزة ومؤثرة من الخبراء والمختصين في هذا الموضوع بالغ الأهمية لنا جمعيا ، متمنيا للجميع عاما جديدا سعيدا . من نافلة القول أن العلاقات الخليجية - الأمريكية علاقات إستراتيجية ترسخت عبر عقود طويلة من التعاون المثمر والمصالح المشتركة في كافة المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتربوية والثقافية والاجتماعية . إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تظل الشريك التجاري الأول لدول مجلس التعاون ، والمساهم الأبرز في المشاريع التنموية ، وتظل الجهة المفضلة لتلقي المعرفة والعلم والطبابه لدى ابناء هذه المنطقة الراغبين في مواصلة تعليمهم العالي أو المحتاجين لرعاية طبية متقدمة . إن دول الخليج العربية تعتبر إرساء دعائم السلام والأمن والاستقرار والتنمية والرفاه في دول الخليج تحديدا ومنطقة الشرق الأوسط عموما بمثابة أهداف استراتيجية ذات أولوية قصوى للطرفين لكن تحقيق هذه الأهداف مرهون بإزالة التناقض الواضح في السياسات الأمريكية بين السعي لتحقيق السلام وبين إعطاء إسرائيل كل ما تطلبه دون قيود أو شروط حتى لو أدى ذلك الى تقويض جهود إحلال السلام ، وتظل هذه العقدة المؤثر السلبي الأكبر على مسيرة علاقاتنا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية . لقد حتمت أحداث السنين الأخيرة أن تكثف دول الخليج العربية مجالات تعاونها وتشاورها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ، وذلك لمواجهة تحديات ومخاطر بالغة الأهمية والتاثير تشمل مخاطر الإرهاب الإجرامي العابر للحدود والذي يستهدفنا جميعا ، وكذلك مخاطر القرصنة البحرية المتنامية ، كما تشمل مخاطر عدم الاستقرار وتصاعد التوترات في كامل المنطقة المحيطة بدول الخليج العربية من المثلث الأفغاني - الباكستاني - الهندي إلى المثلث الفلسطيني - اللبناني - السوري مرورا بالطبع بالعراق وإيران . وكم كنت أتمنى لو أن الإدارة الجديدة في البيت الأبيض قد أتت وهذه التحديات والمخاطر في طريقها للمعالجة والإنحسار ، لكن الحقائق التي تفرض نفسها علينا جميعا تجعل من الضروري أن نحشد طاقاتنا وهممنا لمواصلة التصدي ، وبشكل مشترك وفي وقت مبكر لهذه التحديات والمخاطر المترابطة والمتداخلة ، وبدلا من الخوض بالتفصيل في كل قضية من هذه القضايا ، وهو ما أتوقع أن تغطيه مداولاتكم في هذا المنتدى ، اسمحوا لي أن أركز بشكل خاص على الأهمية البالغة لمساحات الترابط والتداخل بين هذه الأزمات المتنوعة ، والتي إن كانت تزيد من تعقيدات وخطورة كل أزمة على حده ، إلا أنها أيضا توفر المدخل الملائم والضروري لتلمس سبل المعالجة الحاسمة والفعالة . إن منطقة الخليج جزء لا يتجزأ من العالمين العربي والإسلامي ومن منطقة الشرق الأوسط , ومن ثم ليس هناك على مدى الستين عاما المنصرمة صراعا أكثر خطورة في مجرياته وتداعياته وتأثيراته على أمن واستقرار الخليج والشرق الأوسط من الصراع العربي - الإسرائيلي, ولعل الأحداث الأليمة التي يشهدها قطاع غزه في هذه الأيام ترسخ في أذهان جميع المتشككين بأن هذه الحقيقة باتت من البديهيات التي لا تحتاج لبرهان أو دليل , فإذا كنا نتحدث عن أسباب تنامي التطرف والإرهاب ، أو عن مخاطر انتشار أسلحة الدمار الشامل ، أو عن عوامل عدم الاستقرار في دول متعددة أو حتى عن فرص التنمية والتحديث المهدرة سنجد بكل يقين أنه ليس هناك بؤرة من بؤر التوتر لا ترتبط بشكل واضح وملموس بفشل المجتمع الدولي ، والولاياتالمتحدةالأمريكية بشكل خاص ، في تحقيق حل سلمي عادل وشامل لهذا الصراع الذي طال أمده , وبالمقابل فإن التوصل الى حل سلمي للصراع العربي الإسرائيلي ، أو حتى إحياء الأمل بقرب التوصل جديا لمثل هذا الحل من شأنه بالتأكيد أن يغير جذريا من مجمل معطيات بؤر التوتر والتأزم المتعددة في كامل المنطقة . ومن هذا المنطلق فقد قرر المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية تكليفي مع معالي أمين عام جامعة الدول العربية بإرسال رسالة بإسمهم جميعا إلى الرئيس المنتخب باراك أوباما نحثه فيها على إعطاء أولوية قصوى ومبكرة لجهود تحقيق حل سلمي للصراع العربي - الاسرائيلي , ونجدد فيها التزام العرب بتحقيق السلام العادل والشامل المتوافق مع مبادئ وقرارات الشرعية الدولية . إن الجميع يدرك المعالم الأساسية لتحقيق السلام المنشود ، وهي واضحة كل الوضوح في عناصر مبادرة السلام العربية التي تلتزم فيها جميع الدول العربية ، بل والدول الإسلامية أيضا بعد قمة مكةالمكرمة الاستثنائية ، بإقامة سلام شامل وعلاقات طبيعية مع إسرائيل آمنة ومستقرة بعد إنسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967م ، وإقامة دول فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية ، والتوصل لحل إنساني عادل لمشكلة اللاجئين , ولكن هذه المبادرة التاريخية واجهت وتواجه مواقف إسرائيلية تصعيدية تتناقض بكل وضوح مع الرغبة في السلام ومع التأييد العالمي الواسع الذي تحظى به مبادرة السلام العربية . فإذا كان الجميع يدرك معالم الحل المنشود فإن الجميع بات يدرك أيضا أسباب عدم تحقيق السلام حتى الآن . إن السلام لم ولن يتحقق عبر استمرار إسرائيل في إرتكاب المجازر والمذابح والقصف العشوائي بحق أبناء الشعب الفلسطيني أو حين تعتبر إسرائيل كما حصل ويحصل مرارا وتكرارا بأن إراقة المزيد من الدماء الفلسطينية الطاهرة يعد من آليات المزايدات الأنتخابية بين الأحزاب الأسرائيلية . إن السلام لم ولن يتحقق عبر التضاهر بإجراء مفاوضات مطولة وغير مجدية في نفس الوقت الذي تنكث فيه إسرائيل بكل وعودها والتزاماتها وتسارع لبناء المزيد من المستوطنات والطرق الالتفافيه لتغيير الحقائق على الأرض بحيث يستحيل تصور قيام دولة فلسطينية مستقلة مترابطة وقابلة للحياة والسلام المنشود ، لم ولن يتحقق بفرض العقوبات والاشتراطات على الشعب الرازح تحت الاحتلال في حين يتم إعفاء إسرائيل من أية تبعات رغم مخالفتها لأبسط قواعد وقرارات القانون الدولي ، وأخيرا وآمل أن يكون ذلك واضحا كل الوضوح فإن السلام المنشود لم ولن يتحقق بمحاولة فرض التطبيع على العرب قبل تحقق الإنسحاب وقبل إنجاز السلام وكأن علينا مكافأة المعتدي على عدوانه في منطق معكوس لا يمت للجدية والمصداقية بأي صلة . وإذا أردنا أن نخاطب مباشرة عبر هذا الجمع الكريم ، فخامة الرئيس المنتخب باراك أوباما ، فإننا نقول له لقد أكد انتخابكم يا فخامة الرئيس تميز وعمق التجربة الديمقراطية الأمريكية ، وأكد شعار حملتكم الانتخابية القائل لطالبي التغيير بأننا نستطيع فعلا تحقيق ذلك معا "yes,we can" ونحن هنا نقول لفخامتكم إننا أيضا نستطيع معا تحقيق الإختراق المطلوب للوصول إلى حل سلمي دائم للصراع العربي - الإسرائيلي "yes, we can" , وأن جميع الدول العربية جاهزة ومستعدة للعمل بكل جدية ومصداقية في هذا السبيل , ولا شك أن فخامتكم سيسمع من البعض بأن تحقيق هذا الهدف الحيوي ما يزال بعيد المنال أو تكتنفه صعوبات لا سبيل لتجاوزها مبكرا ، لكن هذه الآراء تقال دوما لجميع من ينشدون تحقيق تغيير حاسم ، والواضح والمؤكد ، والذي أثبتته بكل جلاء ووضوح أحداث هذه الأيام الدامية ، أن تطورات ومعطيات الصراع العربي الإسرائيلي لن تسمح لأي منا حتى بترف التفكير في جدوى أو عدم جدوى تخصيص أولوية قصوى ومبكرة لمساعي التوصل الى حل سلمي شامل ودائم . إن إدراك أهمية الترابط والتداخل بين ما نشهده من تحديات ومخاطر ينسحب أيضا وبشكل مباشر على منطقة الخليج التي تشهد توترات وأزمات تهدد أمنها واستقرارها ومصالحها الحيوية , فالأزمات والتدخلات العسكرية التي اندلعت في كل من العراق وأفغانستان كان لها آثار مباشرة وواضحة على اختلال التوازن التقليدي بين دول منطقة الخليج لمصلحة إيران ، كما أن غض النظر طوال عقود عن البرنامج النووي الإسرائيلي ، والذي لا يتذرع حتى بانتاج الكهرباء بل لا ينتج سوى أسلحة الدمار الشامل ، يمثل خطيئة أصلية كان من شأنها تحفيز إيران على المضي قدما في تطوير قدراتها النووية ، وتمكينها من التذرع بإزدواجية المعايير لتبرير عدم التزامها بقرارات الشرعية الدولية في هذا المجال . إننا في دول الخليج العربية لا نكن سوى الإحترام والأخوة لأبناء الشعب الإيراني العريق , ولما يمثله من إرث حضاري عظيم , وثقافة راقية طالما تفاعلت وامتزجت مع الثفافة العربية الإسلامية ، لكن من حقنا أن نؤكد أيضا على أهمية الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية والتي تعد من أبسط قواعد حسن الجوار وتنمية العلاقات ، ومن حقنا أن نعبر بكل وضوح عن قلقنا المشروع ومخاوفنا المبررة من أي تطورات تؤدي إلى انتشار أسحلة الدمار الشامل في منطقة الخليج ، أو تعرض شعوب المنطقة لمخاطر بيئية وأمنية ولعبثية سباقات التسلح ، ومن حقنا أيضا أن نؤكد رفضنا القاطع لأي انفراد بالهيمنة والنفوذ على حساب دولنا وشعوبنا ومصالحنا أو لأي مخططات تحيل دولنا وشعوبنا إلى أحجار شطرنج في مساومات الآخرين . شكرا لحسن استماعكم وأتطلع بكل اهتمام لما ستشهده لقاءاتكم المباركة هذه من مداولات وأفكار تتناول مواضيع في غاية الأهمية لنا في هذه المنطقة الحساسة من العالم وللعالم بأسره . وأكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن حمد العطية أن العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولاياتالمتحدة كانت وستظل متجذرة في تاريخ التطور السياسي والاقتصادي للمنطقة وذات قواعد راسخة ومبادئ ثابتة لا تتأثر بشخص من يشغل البيت البيض أو الحزب الذي ينتمي إليه فضلا عن أن العلاقات بين دول المجلس والولاياتالمتحدة تتسم بكونها إحدى أهم العلاقات الاستراتيجية والأمنية فيما بين مجموعة من الدول والولاياتالمتحدةالأمريكية غير أنها علاقة تتأثر بتوافق المصالح وتباين السياسات. ولفت العطية في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بمجلس التعاون الدكتور عبدالكريم الحمادي النظر إلى الأزمات التي وصفها بالملتهبة التي توالت على المنطقة منذ إنشاء مجلس التعاون في 25 مارس 1981 م بدء بالحرب العراقية الإيرانية تبعها احتلال العراق لدولة الكويت وأعقبها الاحتلال الأمريكي للعراق . وعبر العطية عن تطلع دول المجلس إلى أن تضع الإدارة الامريكيةالجديدة في سلم أولويات سياستها الخارجية العمل على إطفاء لهيب بؤر التوتر في المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية لإيجاد حل للنزاع العربي الإسرائيلي على أسس ومرتكزات قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ومتطلباتها . وفي الشأن العراقي أعرب عن الأمل في ألا تتسرع الولاياتالمتحدة في سحب قواتها من العراق وأن يتم ذلك بشكل متدرج ومدروس تجنباً لإحداث فراغ أمني وسياسي يوفر فرصة لقوى إقليمية لزيادة التدخل والنفوذ في الشأن العراقي والتأثير على استقلالية صنع القرار السياسي والأمني الداخلي للعراق ويهدد هويته العربية والإسلامية الأمر الذي لن يساعد على توفر الامن والاستقرار في المنطقة. وفي الشأن الإيراني لفت الأمين العام للمجلس النظر إلى تأكيد دول المجلس دوماً على أهمية علاقات حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية والإدراك بالمصالح المشتركة في إطار فهم مشترك ودعوتها إيران إلى ضرورة إنهاء احتلال الجزر الثلاث التابعة لدولة الامارات العربية المتحدة عن طريق المفاوضات المباشرة بين الجانبين أو القبول بإحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية وحل الخلاقات بالطرق السلمية والحوار الهادف والتعاون مع المجتمع الدولي بشأن ملف إيران النووي لتجنب المنطقة مزيدا من الأزمات وحفاظاً على الأمن الإقليمي, معربا عن تطلع دول المجلس إلى أن تتعامل الادارة الامريكيةالجديدة مع الملف الإيراني بحكمة ونهج جديد يأخذ في الاعتبار استتباب الأمن والحفاظ على مصالح الأطراف كافة. وقال // إن استقرار المنطقة واستجلاب السلام المنشود يتطلب تبني الأطراف المعنية إقليميا ودولياً ثقافة الحوار وقبول الاخر وأن تجعل من تمازج الحضارات وتكامل التجارب الإنسانية والكرامة البشرية بديلاً عن مزاعم صدام الحضارات . وقد آمنت دول المجلس في تعاطيها الدولي بهذه المبادئ الإنسانية النبيلة ودعت إلى اعتمادها في جوهر العلاقات الدولية وممارستها عبر تبنيها لنتائج مؤتمر مدريد للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات , والاجتماع العالمي عالي المستوى في الأممالمتحدة الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وعقد في مقر الامم المتحدة في شهر نوفمبر الماضي . وأكد المدير العام للمعهد الدبلوماسي السفير الدكتور سعد العمار أهمية المنتدى بوصفة يعقد في ظروف شديدة الحاسية في المنطقة والعالم ويتيح فرصة ثمينة للحوار والتواصل والنقاش وصولاً إلى فهم القضايا التي تهم دول الخليج والولاياتالمتحدة مما يمهد الطريق لتقريب وجهات نظر الجانبين حولها. وأبان في كلمة القاها خلال افتتاح المنتدى أن المنتدى يجمع نخبة مميزة من الأساتذة والباحثين والمختصين في شئون العلاقات الخليجية الامريكية مما يضيف إلى المنتدى أهمية خاصة وقيمة أكبر لأعماله والنتائج المرجوة منه. في ذات السياق أوضح رئيس مركز الخليج للأبحاث في دبي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان بن صقر أن العلاقات بين دول الخليج والولاياتالمتحدة بحاجة إلى مراجعة وإعادة تقييم بحيث يتم إعادة رسم اولوياتها وتوجيه مساراتها بما يخدم مصالح الطرفين وبخاصة مع وصول الادارة الامريكيةالجديدة إلى البيت الأبيض برئاسة الرئيس المنتخب باراك اوباما وهي ظل الأزمة المالية العالمية والتحولات السياسية والأمنية الراهنة في المنطقة. وأكد في كلمة القاها في حفل افتتاح المنتدى أن خلو منطقة الخليج من أسلحة الدمار الشمل من أولويات واهتمامات دول مجلس التعاون التي تؤكد دائماً على هذا الأمر وترغب في تسوية الملف النووي الايراني بالطرق السلمية التي لا تنطوي على مصالح دول المجلس . ولفت رئيس مركز الخليج للابحاث النظر إلى السياسة الامريكية تجاه الصراع العربي الاسرائيلي التي تقوم على الدعم المطلق لإسرائيل الذي القى بظلاله على العلاقات الخليجية الامريكية مشددا على أهمية أن تعيد الإدارة الامريكيةالجديدة تقييم السياسة الامريكية تجاه هذه الصراع بما يحقق السلام في المنطقة. ويناقش المنتدى عبر ست جلسات العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول الخليج العربية في المجالات السياسية والأمنية والاقتصاد والطاقة والتعليم والبيئة , ويشارك فيه نخبة من المختصين والمهتمين في المراكز البحثية والمؤسسات التعليمية في دول الخليج والولاياتالمتحدة. حيث تعقد الجلسة الأولى تحت عنوان / السياسة الأمريكية والأمن الخليجي الإقليمي بما في ذلك العراق وإيران/، يرأسها المدير التنفيذي لمركز هنري إل ستيمسون في الولاياتالمتحدة الدكتور إلين لايبسون، ويتحدث فيها صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية , والسفير الأمريكي لدى المملكة فورد فراكر، والمدير التنفيذي لمجلس العلاقات العربية الأمريكية الدكتور جون دوك أنتوني. وتتناول الجلسة الثانية /السياسات الأمريكية الخليجية والأمن الإقليمي الأشمل .. اليمن ولبنان وسوريا وفلسطين وأفغانستان وباكستان/، ويرأسها وزير الشؤون الاجتماعية السابق عبدالمحسن العكاس، ويتحدث فيها كل من أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات الدكتور عبدالخالق عبدالله، والباحث في جامعة الدفاع الأمريكية الدكتور جوديث يافي. وتعقد الجلسة الثالثة مساء اليوم بعنوان / نحو هيكلية أمنية جديدة للخليج/، ويرأسها عميد مركز آسيا والشرق الأدنى للدراسات الإستراتيجية في جامعة الدفاع الأمريكية الدكتور ميشيل يافي، ويتحدث فيها كل من كبير الاستشاريين ومدير برنامج دراسات الأمن والإرهاب بمركز الخليج للأبحاث الدكتور مصطفى العاني، والأدميرال كيفن كوزقريف من القيادة الوسطى في البحرية الأمريكية. وتعقد الجلسة الرابعة للمنتدى صباح غد الأربعاء تحت عنوان / العلاقات الأمريكية الخليجية في مجالي الاقتصاد والطاقة / يرأسها مدير دائرة الأبحاث في أوبك الدكتور عدنان شهاب الدين، ويتحدث فيها كل من مستشار وزير البترول والثروة المعدنية، محافظ المملكة في منظمة أوبك الدكتور ماجد المنيف، ومدير أبحاث الخليج في معهد الشرق الأوسط الأمريكي الدكتور ديفيد ماك، والمشرف على مركز الدراسات الآسيوية بمعهد الدراسات الدبلوماسية الدكتور رجا بن مناحي البقمي. وتناقش الجلسة الخامسة تحت عنوان / العلاقات الأمريكية الخليجية في مجالي التعليم والبيئة/ وترأسها الأمينة العامة لجامعة الإمارات في العين بدولة الإمارات العربية المتحدة الدكتورة فاطمة سعيد الشامسي، و يتحدث فيها كل من مدير المعهد العربي الأمريكي بواشنطن الدكتور جيمس زغبي، والدكتور بجامعة الملك سعود عبدالرحمن بن محمد أبوعمة. وتحمل الجلسة السادسة والأخيرة عنوان /آفاق سياسة أمريكية جديدة تجاه منطقة الخليج/ يرأسها المشرف على مركز الدراسات الأوربية بمعهد الدراسات الدبلوماسية الدكتور أسعد بن صالح الشملان، ويتحدث فيها كل من رئيس مركز الخليج للأبحاث بدبي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان بن صقر، والدكتور مارينا أوتاوي من الولاياتالمتحدة.