وفي خطوة غير مسبوقة على صعيد الشرق الأوسط والوطن العربي بأكمله، تميز المهرجان بمشاهده المسرحية الارتجالية الساخرة التي قدمها كوكبة من الممثلين الأميركيين ذوي الأصول العربية والشرق أوسطية، برفقة عدد من الشباب الأردنيين الواعدين بمواهب مماثلة. أمين عمان، المهندس عمر المعاني، كان قد أعلن في ختام المهرجان «إن أمانة عمان الكبرى قد وضعت هذه الاحتفالية على أجندتها الثقافية السنوية، لتعقد في عمان في شهر كانون الأول من كل عام»، مؤكدا في الوقت نفسه على «استمرارية المهرجان في دورته الثانية في العام المقبل، ولكن بشكل أضخم لجهة المشاركة، والتحضير المسبق». وأضاف «يسعدنا هذا الحماس الكبير نحو مهرجان عمان للكوميديا الذي جاء وفق توقعاتنا. ساهم المهرجان في تعزيز الحركة الثقافية في الأردن، وهو نتاج الجهود التي ساهمت في ترسيخ موقع مدينة عمان في مصاف العواصم العالمية، ولتكون نقطة انطلاق مميزة للكوميديا المباشرة في منطقة الشرق الأوسط. وإلى جانب الخدمات الاقتصادية والاجتماعية التي تواظب أمانة عمان على تقديمها لمواطنيها، فإنه من الضروري بمكان أن ندعم مختلف الفعاليات الثقافية، وبخاصة الفنون الأدائية والمسرحية، أملا في توفير المنتج الثقافي الهادف والسليم لكافة مواطنينا في عمان والمملكة بشكل عام». وفي إشارة إلى الميزة الفنية التي يوفرها المهرجان للأردنيين والعرب، قال المهندس المعاني «تشكل الفنون المسرحية إحدى أكثر الوسائل تأثيرا في نقل المعرفة والكلمة والتفاعل مع الجمهور، وقد ارتأينا في أمانة عمان أن نجعل من هذا المهرجان حدثا سنويا ليكون عاملا أساسيا في تعزيز حوار الحضارات، والذي يثبت الأردن والعرب عموما من خلاله أن الثقافة العربية غنية بما هو جاد، وما هو كوميدي هادف. لقد أتاح هذا المهرجان الفرصة أمام شبابنا الراغب بالانخراط في الفن المسرحي لاكتساب المهارات والخبرات اللازمة لهم». الممثل الكوميدي الأميركي من أصل فلسطيني، دين عبيد الله كان أحد أبرز المشاركين في المهرجان، وقد رحب بفكرة عقده سنويا في عمان، كون المهرجان هو الحدث الأضخم من نوعه في المنطقة. وأضاف «لقد نجح المهرجان في عمان بكافة المقاييس، ونأمل أن يصبح حدثا فنيا ضخما مشابها لمهرجان مونتريال في كندا، ومهرجان ملبورن في استراليا. زملائي وأنا نستعد منذ الآن لإقامة مهرجان متميز في العام القادم في عمان، والذي من المتوقع أن يشمل أكبر عدد من الكوميديين، في سعينا لتكريس روح الفكاهة والمرح في نفوس الجمهور، وتشجيع المزيد من الأردنيين والعرب على المشاركة في فن المسرح الكوميدي المباشر. كما نسعى إلى جذب السياح الأميركيين للحضور إلى الأردن، ومتابعة فعاليات المهرجان في العام القادم، لنريهم أن الأردنيين والعرب يتمتعون بروح الفكاهة مثلهم مثل الأميركيين والعالم». هذا، وتجدر الإشارة إلى أن الحضور الكثيف لفعاليات مهرجان عمان للكوميديا يؤكد على قوة التأثير الثقافي الايجابي لحوار الشعوب، خاصة وأن كوميديا المسرح المباشر تطرح مواضيع مختلفة تمتع المواطنين وترسم الابتسامات على وجوههم، وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة. وقد بعث الكوميديون الأميركيون برسائل كوميدية ساخرة، أكدوا من خلالها ومن خلال عروضهم الأدائية في عمان، على انتمائهم لجذورهم العربية والإقليمية، وتقديرهم البالغ للثقافة العربية والشرقية عموما. وقد تفاعل الجمهور الأردني مع تلك الرسائل بصورة بالغة، ووجدوا في المهرجان فضاء إنسانيا رحبا من الحرية يدغدغ مشاعرهم ويلبي طموحاتهم في التعبير عن مكنوناتهم الثقافية والسياسية.