الرايات البيضاء ارتفعت، الشجر نصب دوائر، الثلج تساقط بردا، وعشاق صوت نجوى كرم التي عصرت الاجواء وشكلتها شمسا بحجم قامتها، وجومانة تواطأت مع القمر فكان ليل من لجين... مزحت معنا نجوى كرم ذاك المزاح الذي لا يخلو من الجدية كما في اغنيتها، وقالت الميلاد تسامح ومحبة ومصالحة وهي مرتاحة الضمير لانها صادقة بقلبها واحساسها، وبانها امضت ليلة الميلاد مع الاهل لكنها كانت قلقة وخائفة من طلتها التلفزيونية هذه. دورت نجوى الزوايا المسننة احيانا ، ولم تقع في فخ السؤالات الحرجة، ومن اطرف الاسئلة التي وجهت الى نجوى من قبل احدهم كان : من هو الفنان الذي يستحق الضرب بالمسطرة ومن هو الذي يستحق نجمة وانت معلمة المدرسة؟ فجاوبت بلهجتهاالزحلاوية العفوية كل واحد امه تصفق له يجب ان يسكت وكل واحد نقول لغنائه آه يستحق التهنئة مثل عبدالله الرويشد، كاظم الساهر، جورج وسوف، ملحم بركات، نبيل شعيل، عاصي الحلاني، ووائل كفوري. ولم تصدق جومانة جبرا وسالتها لماذا لا تسعين من اجل رجعة وائل لروتانا فاجابتها نجوى: "مش عاطول بنجح كون ابو ملحم". ختمت نجوى الصيف في مقطع من اغنية ماجدة الرومي عم بحلمك يا حلم يا لبنان ، فاعطت اللون الاوبرالي نغمة عالية من شموخ الارز والصوت الاصيل. فاصيب الجمهور بحمى الحب، والنشوة فانبرى احدهم يقول "تقبري قلبي" واخر يصرخ " انت حبيبتي" واخر "انا كتير بحبك نجوى" ودخلنا الفاصل وعبارات الحب تشعل اجواء البرد. دخلت نجوى الخريف بموزاييك فني اصيل، جمعت فيه اغانيها الى جانب اغاني الكبار وديع الصافي، فيروز، صباح، جورج وسوف وسميرة توفيق . وبتواضع قالت انا مل اقصد ان ادخل نفسي مع هؤلاء الكبار لكن الميسترو ايلي العليا اقترح ذلك. الخريف عند نجوى محطة ركود واعادة حسابات لكل حصاد الصيف الصاخب ، فان كان المسرح يعطي تالقا ونجومية ، لكن امنيات الحب تبقى موجودة لان الحب شباب وتجدد وحيوية. ورفعت نجوى امنياتها للعام الجديد على ان تكون نجمة عام 2009 دون منازع. وهنا تسالها جومانة ماذا عن امنية الزواج؟ فقالت لها صعب ان اقول بدي اتزوج علما بانهم يتكهنون لي بالزواج . وفي الخريف دخلت جومانة في كل الاسئلة المحرجة دفعة واحدة، فسالتها ان كان الهواء قد نشف غسيل العائلة الذي نشرته الصحافة على اوراقها. وبكبر جاوبت نجوى: انا لم ارد على الصحافة وما كتبته ووقفت في وجه الريح. فالحياة قصيرة ولا تستحق ان نكون فيها حكاما وقضاة . انا لست زعلانه من احد ولم ازعل احد وانا احب اخي نقولا جدا ولا اعرف ان كان يحبني كما احبه، فانا لا اعرف ان ارد على كل الكلام الا بالمحبة. وتضيف جومانة لماذا لا تتصالحين اذا مع نضال الاحمدية ؟ فجاربتها نجوى ان التقيت بنضال عدة مرات وسلمت عليها وهي انسانة محبة ولا تكرهني وانا لا اكرهها ولكن كنت اتفاجىء في اليوم التالي بكلام سيء منشور عني في المجلات. نضال الجيدة والجنرال وصاحبة البندقية والصوت الحق الاجدر بها ان تصوب بندقيتها نحو العدو وليس باتجاه اولاد البلد. وتقلب جومانة الاوراق اكثر وتسالها لماذا لم تنجح نجوى في مهمة جمع ملحم بركات بروتانا . فقالت نجوى انا سعيت وسعيي لم يقفل بعد والطريق ما زال مفتوحا. وعن المطربة الخليجية التي حالت دون تقديم الدويتو مع محمد عبده . جاوبت نجوى برصانة وتهرب . انا لا اتهم احدا لكن ربما هناك من يغار على محمد عبده في اني يغني مع فنانة لبنانية وهو مدرسة في الخليج. وبذكاء اكبر تقول لها جومانة لماذا لم تعترضي او تغاري على وديع الصافي عندما غنى مع رويدا عطية !! ! وزادت جومانة من جرعة الحدة والاحراج فسالتها ماذا يعني قول نجوى بان اليسا ذكية وبانها مختلفة عن نانسي. فاثنت نجوى بان اليسا فعلا ذكية وبان موهبتها مختلفة عن موهبة اليسا او نانسي. وبانها تحترم كل المواهب والاصوات. كادت نجوى في نهاية فصل الخريف ان تفضح صاحب الصوت المموه الذي يتدخل في الحوار وقالت باننها تعرفه ، لكنها لم توفق في ظنها سيما عندما طلب الصوت التدخل للمصالحة بين نجوى وشقيقها نقولا. فقالت نجوى بشموخ يا عيب الشوم انا بدي واسطة حتى احكي مع خيي. الشتاء في كلمة فصل كان محطة للدموع والذكريات. بكت نجوى وابكت معها الجمهور وكل المتجمعين في كواليس البرنامج، عندما تهدج صوتها وسال كحلها وهي تتفرج على ريبوتاج يلقي الضوء على اهلها ومدرسيها، فلم تتمالك نفسها وهي تسمع امراة عمها تقول وتبكي نجوى اعز من ولادي نجوى كفني. الشتاء الذي فيها تدخل جومانة اغوار الفنان على العتمة مضيئة شموع الاعترافات، نجوى تخطت سحر الاجواء ، وقفزت عن المالوف وقفت شمعة، وطلبت من الجمهور ان يصفق ويحكي حتى تكسر حدة الابحار في الاعماق. فجومانة تحاورها عن الحب والحبيب والزواج. ونجوى اعترفت انها احبت بشدة لكن لم تعش قصص حب كثيرة ، الحب بمفهومها عطاء بلا حدود. وهي مغرومة وعاشقة فالحب يجدد الخلايا ، وليس بالضرورة ان يكون حبيبها لبناني كاغنيتها المهم ان يجيد الحب. وحتى ينجح الحب معها يجب ان يتقبلها الحبيب كما هي . فهي انانية في فنها لانها تعبت من اجلها ويصعب عليها ان تترك الفن من اجل رجل ، علما بان اول حسرة عند الرجل الذي يحبها هي قوله يا ليتها ليست فنانة . وعرجت الاسئلة نحو قصة زواجها المفاجيء ، وانفصالها السريع. قالت نجوى كان حبا كبيرا وانفصالا كبيرا. انفصلنا باناقة واخلاق. تزوجت بكبر وانفصلت بكبر. الربيع كان اخر الفصول ، وفيه تلونت نجوى اكثر عندما غيرت ثوبها الاحمر الميلادي الذي صممه بسام نعمه لترتدي ثوب زفاف ابيض من تصميم زهير مراد، وزفت فيه نفسها للحبيب بعد ان رفضت ان تقطع كلمة فصل وتختار بين ان تغني اغنية مصرية او تقوم روتانا بانتاج عمل مسرحي ضخم لها. نجوى التي تقدر اللون الذي عرفت به دون ان تنتقص من الاغنية المصرية التي لا تجيدها، ولا تريد ان تقدم اغنية لا تكون الاولى فيها.