قصفت طائرات حربية اسرائيلية قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الاسلامية(حماس) لليوم الثالث على التوالي امس الاثنين واستعدت لاحتمال غزو القطاع بعد مقتل 307 فلسطينيين في الغارات الجوية. وقالت إسرائيل إن الحملة التي بدأت يوم السبت تأتي رداً على هجمات الصواريخ وقذائف المورتر التي تشن بشكل شبه يومي من غزة وتصاعدت بعد ان انهت حماس قبل أسبوع تهدئة استمرت ستة اشهر. وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت إن إسرائيل ستواصل حملتها " إلى أن تتهيأ اجواء امنية جديدة في الجنوب وإلى أن تتوقف حالة الرعب والخوف التي يعيشها السكان هناك جراء الهجمات الصاروخية المستمرة". وصرح المتحدث العسكري الاسرائيلي افي بناياهو بان هجوم غزة قد"يستغرق اياما كثيرة." ونشرت دبابات اسرائيلية على اطراف غزة استعدادا لدخول القطاع الذي يقطنه 1.5 مليون فلسطيني. وقال مسؤول حكومي ان حكومة رئيس الوزراء ايهود أولمرت وافقت على استدعاء 6500 من جنود الاحتياط. وظلت حماس على تحديها ودعا فوزي برهوم المتحدث باسم حماس الجماعات الفلسطينية الى استخدام كل السبل المتاحة بما في ذلك "العمليات الاستشهادية" لحماية الشعب الفلسطيني. ودعا مجلس الامن الدولي الى وقف لكل اشكال العنف ولكن ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش حملت حماس مسؤولية استئناف الهدنة. واثارت هذه الهجمات غضب العرب في شتى انحاء الشرق الاوسط حيث قام محتجون باحراق الاعلام الاسرائيلية والامريكية للحث على رد اقوى من جانب زعمائهم على هجوم اسرائيل على غزة. وصرح مسؤول اسرائيلي طلب عدم نشر اسمه بان اسرائيل لا تشعر بضغط دولي يذكر لوقف عملياتها. واستبعدت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني القيام بغزو واسع النطاق لاستعادة سيطرة اسرائيل على قطاع غزة. وقالت ليفني التي تأمل ان تصبح رئيسة للوزراء بعد انتخابات العاشر من فبراير شباط متحدثة لقناة (إن.بي.سي.) "هدفنا ليس هو اعادة احتلال غزة." وعندما سئلت في قناة فوكس نيوز ما اذا كانت حملة اسرائيل تهدف للاطاحة بحكام حماس قالت " ليس الان". وفي توسيع لاهدافها لتشمل حكومة حماس قالت مصادر فلسطينية ان طائرات حربية اسرائيلية قصفت مبنى وزارة الداخلية اليوم الاثنين . ولم يتسن معرفة شيء بشكل فوري عما اذا كان الهجوم اسفر عن سقوط ضحايا. وقال مسعفون فلسطينيون ان من بين من قتلوا امس الاحد خمس شقيقات صغيرات في شمال غزة وثلاثة اطفال في منزل قريب من منزل خال لاحد كبار نشطي حماس في رفح. وذكرت حماس ان 180 من اعضائها قتلوا وان الباقي يشملون مدنيين ومن بينهم 16 امرأة وبعض الاطفال. وقالت ليفني ان اسرائيل "تحاول ان تبذل كل الجهود لاستهداف الارهابيين فقط ومقار حماس واماكنها ولكن للاسف في الحرب مثل اي حرب احيانا ما يدفع المدنيون ايضا الثمن." واعلن الصليب الاحمر الدولي ان عدد الاصابات فاق قدرة المستشفيات في قطاع غزة وانها لا تستطيع استيعاب الضحايا. وقالت حماس ان غارة جوية اسرائيلية دمرت مبنى مختبرات في الجامعة الاسلامية في غزة وهي رمز ثقافي مهم. وقال الجيش الاسرائيلي ان حماس كانت تستخدم المختبر لتطوير متفجرات. وفي استمرار للضغط على حماس بعد عمليات قصف حولت يوم السبت الى واحد من اكثر الايام دموية بالنسبة للفلسطينيين خلال 60 عاما من الصراع سوت الطائرات الاسرائيلية المجمع الامني الرئيسي لحماس في غزة بالارض وقتلت ما لا يقل عن اربعة من رجال الامن. وذكرت اسرائيل ان النشطين اطلقوا نحو 150 صاروخا وقذيفة مورتر على إسرائيل خلال اول يومين من الهجوم. وقتل اسرائيلي واحد يوم السبت. وعبر عشرات من الغزويين الحدود الى مصر من خلال فتحات في السياج الحدودي احدثتها جرافات ومتفجرات. وقال مسؤولون طبيون ومصدر امني مصري ان احد حرس الحدود المصريين وشاب فلسطيني قتلا في اشتباك تلا ذلك مع محاولة الشرطة المصرية وقف تدفق العابرين. وامتد العنف ايضا الى الضفة الغربيةالمحتلة حيث فتح جنود اسرائيلون النار على محتجين من رماة الحجارة الفلسطينيين. وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون ان فلسطينيين اثنين قتلا. واطلقت قوات فلسطينية موالية للرئيس محمود عباس زعيم فتح النار واصابت ثلاثة اشخاص اثناء احتجاج دعما لحماس.ونظم عرب اسرائيل ايضا احتجاجات.