تصوير: خالد الرشيد .. لم يكن الحضور في تلك الامسية عادياً كان الحضور كثيفاً في اثنينية عبدالمقصود خوجة فالضيف هو وزير التربية التعليم الامير فيصل بن عبدالله بن محمد وامتلأت القاعة بالوزراء السابقين ومدراء الجامعات والتربويين في بداية الامسية تحدث صاحبها الاستاذ عبدالمقصود خوجة وعن الضيف في كلمات موجزة قال فيها: سعداء أن يكون بيننا في هذا المساء المؤتلق بوجودكم في اثنينتكم التي دخلت هذا الاسبوع عامها الثالث والثلاثين، ومن حسن حظنا، ان نستهله باطلالة سابع سبعة وزراء، تولوا اخطر حقيبة وزارية.. وزارة بحجم القارة، تمددت منذ ان كانت مديرية عام 1344ه، ثم وزارة المعارف عام 1371ه، ثم وزارة التربية والتعليم عام 1424ه.. مؤتمن على خمسة ملايين طالب وطالبة، في 27 الف مبنى مدرسي، يسهر على خدمتهم 460 الف معلم، مولع بالفروسية والفنون التشكيلية.. الامير فيصل بن عبدالله آل سعود، وزير التربية والتعليم، فهنيئاً لنا هذه الامسية التي احسب انها ستكون مميزة باهرة مبهرة. يرى سمو ضيفنا الكريم ان التعليم ركيزة التنمية المستدامة وانتاج المعرفة، واستثمار لرأس المال البشري، مؤكدا ان وزارته على المسار الصحيح.. مسار اقتصاد المعرفة والتحول الى المجتمع المعرفي المبدع، ووفقا لذلك عمل مع اركان وزارته على النهوض بتطوير التعليم وفق مناهج علمية، مبدؤها تشريح الواقع بكل ما فيه من ثقوب ومثالب، استشرافاً لترتيب اولويات مراحل التطوير المهمة، وتأطير ملامح خارطة الطريق، برؤية واضحة ورسالة وارفة، بشمولية تواكب التغيرات العالمية، وتؤدي الى تميز مخرجات النظام التعليمي، بما يتوافق وتوفير المهارات اللازمة لمتطلبات العصر، الامر الذي يحقق تحويل المتعلم من متلق ومستهلك لمعرفة الآخرين الى منتج ومولد وناشر للمعرفة، وهو جوهر متطلبات خطة التنمية، واحسب انه سعى نحو احداث ثورة تغيير وتطوير وهيكلة المنظومة الادارية، والتعليمية، الفنية، بما يحق الاهداف المرجوة، وفي هذا الطار، يحمد لسمو ضيفنا الكريم ان منح مديري التربية والتعليم، ومديري المدارس صلاحيات واسعة في خطوة جادة للقضاء على البيروقراطية والمركزية اللتين تقعدان في كثير من الاحوال بالعملية التربوية، شغله الشاغل ان ترتقي المحاضن التعليمية الى نوارس مستقبلية بمواصفات ومتطلبات البيئة المدرسية الجاذبة، وان تصبح الفصول الدراسية في ديناميكية تفاعلية ذكية، بتوفير التقنيات الحديثة، لذلك اولى اهتماماً خاصاً بالعقول المبدعة من خلال مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والابداع «موهبة» باعتباره نائب رئيس للمؤسسة، لابراز الطلاب والطالبات الموهوبين بما يتيح للطرفين توحيد جهودهما بشكل يدعم مناخ الموهبة والابداع، مما ادى الى فوز احدى الطالبات بالمركز الاول في مسابقة (intel) الدولية للعلوم والهندسة التي اقيمت في كاليفورنيا عام 1433ه - 2011م متفوقة على 1600 طالب وطالبة من 65 جنسية، وكذلك فوز اربعة طلاب سعوديين بالمراكز الاربعة الاولى في اولمبياد الرياضيات عام 1435ه - 2013م الذي استضافت فعالياته جامعة قطر، كما خطت الوزارة خطوات واسعة، بأن تمكنت من خفض نسبة الامية بين الذكور الى اقل من 4% و92ر9% بين الاناث، وذلك خلال ال40 عاماً الماضية، بعد ان كانت النسبة تجاوزت 60% عام 1394ه 1972، حيث ظهر الاهتمام بمحو الامية في المملكة - كما تعلمون - منذ ما يزيد عن نصف قرن اي عام 1379ه 1957م كأول ظهور لنظام يختص بتعليم الكبار في المملكة. كما اهتم سمو ضيفنا الكريم بمشروع خادم الحرمين الشريفين «تطوير» الذي يعمل على توفير ما يتعلق بالمحتوى الالكتروني في مدارس التعليم العام، بتجهيز القاعات الدراسية والادارات التربوية بكافة الوسائط التقنية حيث تم تقديم اكثر من 2700 خدمة الكترونية، تخدم 55 شريحة متنوعة، مساهمة بذلك في اعداد التقارير اللازمة لصناع القرار بالكيفية المناسبة وفي الوقت المحدد. ايها الاخوة ان مشكلات التعليم في بلادنا متعددة الزوايا، منها ما يتعلق بالمعلمين كتدني الكفاءة وقلة فرص الترقي، وتفاوت المؤهلات، وضعف التدريب المهني العلمي العصري، بالاضافة الى نقص المباني المدرسية وبالتالي اللجوء الى المسكنات باستئجار بعضها، وضعف تجهيزاتها الفنية والمعملية والرياضية، وضعف الشراكة بين المدرسة والاسرة وتعميم التعليم العام، وتنامي الطلب الاجتماعي عليه، وانحسار مخرجاته، وجمود مناهجه، وضمور طرائق تدريسه، وعدم توظيف تقنيات التعليم الحديثة. المتحدثون ثم توالى الحاضرون وتحدثوا عن الضيف ومسيرة التعليم في بلادنا وكان اولهم معالي الدكتور سهيل قاضي ثم معالي الدكتور ناصر السلوم ومعالي الاستاذ اياد مدني والدكتور عبدالله مناع والزميل خالد الحسيني الذي فجر مجموعة من القضايا التعليمية المهمة امام الوزير الذي اجاب عنها بالتفصيل وتوالت الكلمات من حضور الامسية من الرجال والنساء.