وفاة الملحن محمد رحيم عن عمر 45 عاما    مصر.. القبض على «هاكر» اخترق مؤسسات وباع بياناتها !    ترامب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة    حائل: دراسة مشاريع سياحية نوعية بمليار ريال    «موديز» ترفع تصنيف السعودية إلى «Aa3» مع نظرة مستقبلية مستقرة    الاتحاد يتصدر ممتاز الطائرة .. والأهلي وصيفاً    "بتكوين" تصل إلى مستويات قياسية وتقترب من 100 ألف دولار    بريطانيا: نتنياهو سيواجه الاعتقال إذا دخل المملكة المتحدة    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    النسخة ال 15 من جوائز "مينا إيفي" تحتفي بأبطال فعالية التسويق    القادسية يتغلّب على النصر بثنائية في دوري روشن للمحترفين    (هاتريك) هاري كين يقود بايرن ميونخ للفوز على أوجسبورج    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    وزير الصناعة والثروة المعدنية في لقاء بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة    مدرب فيرونا يطالب لاعبيه ببذل قصارى جهدهم للفوز على إنترميلان    الأهلي يتغلّب على الفيحاء بهدف في دوري روشن للمحترفين    وفد طلابي من جامعة الملك خالد يزور جمعية الأمل للإعاقة السمعية    قبضة الخليج تبحث عن زعامة القارة الآسيوية    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    أمير المنطقة الشرقية يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    "الجمارك" في منفذ الحديثة تحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة "كبتاجون    الملافظ سعد والسعادة كرم    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    فعل لا رد فعل    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع الكاتبة والأكاديمية والباحثة المعروفة:الدكتورة قشقري .. حكايتي بسيطة امرأة عاشت الطموح رغم التحديات
نشر في البلاد يوم 29 - 11 - 2013


يكتبها: شاكر عبدالعزيز .. تصوير: خالد الرشيد
كان هذا المساء جميلا مفعما بالإطلالات الباسمة وفي صالون ادبي كبير من اهم صالونات جدة الادبية كان اللقاء مع ضيفة هذا الحوار الثر الاكاديمية والباحثة والكاتبة الصحفية المعروفة اميرة قشقري على الهامش تلك الامسية التكريمية لصاحب الاثنينية الاستاذ عبدالمقصود محمد سعيد خوجة.. الذي يكرم فيها المبدعين من الرجال والنساء في بلادنا والبلدان العربية .. هذه الاكاديمية المعروفة الحاصلة على دكتوراه الفلسفة في الاداب اللسانيات الانجليزية بنت من مدينة الطائف التي درست في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا بالولايات المتحدة الامريكية وحصلت على درجات في الماجستير في مناهج وطرق تدريس اللغة الانجليزية .. الأم التي تبرعت باحدى كليتها لابنها البكر لكي تنقذ حياته والكاتبة في صحف المملكة التي لها العديد من الاراء الجريئة في تطوير التعليم وحقوق المرأة .. الدكتورة "أميرة قشقري" عضو مجلس الادارة بنادي جدة الادبي الثقافي وعضو الجمعية الامريكية للغويات AAL ، هذا الحوار يلقي مزيدا من الضوء على الباحثة الاكاديمية الاديبة اميرة بنت داوود بن محمود قشقري.
حكايتي بسيطة
قلت في البداية للاستاذة "أميرة قشقري" ما هي حكايتك بالضبط انت تثيرين قضايا مهمة فيما تكتبين ( ما هي) حكايتك ومن انت وعرفيني بنفسك؟؟ ومشوارك؟؟
قالت في كلمات مرتبة واضحة كل الوضوح:
حكايتي بسيطة وقصتي لا صخب فيها.
إنها حكاية امرأة عاشت الطموح رغم التحديات وحلمتُ بالمستقبل رغم الآلام.
قصة امرأة من نساء مجتمعنا الكبير بكل جمالياته وتحدياته.
امرأة أشرعتْ سارية العلم عالية نحو الأمل.
امرأة لم تعاند القدر ولكنها كثيرا ما غردت خارج السرب عندما اضاع السرب بوصلتَهُ وقد أكون - ونساء كثيرات في بلدي - لوطني الرائع عنواناً وحلماً مازال يحلق في سماء المستقبل.
لم أكن أعرف عن اي موضوع سأتحدث ولا عند أي المحطات في حياتي سأقف . وهل سأروي قصتي التعليمية مع طالباتي خلال مسيرة قاربت ثلاثة عقود أم أحكي قصتي مع الصحافة والاعلام؟ أم أسرد نشاطي مع العمل المدني الحقوقي وقضايا المرأة؟ أتوقف عند محطة مع الادب والثقافة في نادي جدة الادبي الثقافي الأثير . كلها محطات مهمة شكلت صورةً كنت أريدها للمرأة السعودية. ولكني سأنطلق من المحطة الاساس التي ابحرت من شاطئها ولانها في رأيي تتقاطع بشكل جذري مع كل محطات حياتي العملية والاعلامية والحقوقية والثقافية.
محطة التربية والتعليم
بدأت قصتي مع التربية والتعليم من الطائف مسقط رأسي ومرتع طفولتي وشبابي.. من الطائف الجميل حيث كنت على مقاعد الدراسة في مدارس تعليم البنات التي تلقيت فيها تعليمي الاساسي وحتى الثانوية العامة على ايدي مربيات فاضلات من مختلف الجنسيات العربية غير أني لازلت أذكر، وبوضوح دور معلمتي في مادة اللغة الانجليزية كما كنا نناديها "مسز روحية" التي فتحت لي مغاليق المجهول ومنحتني المتعة والدهشة والتطلع بمنهجية علمية قوية قل ان نجدها اليوم وبأسلوب تعليمي متوازن يجمع ما بين المعرفة والتفكير الابداعي والتعليم العاوني والتجربة الذاتية التي يعيشها الطالب ويعيشها الطالب ويتعلم من خلالها "مسز روحية" جعلتني اعشق المادة الدراسية كما كانت هي تعشقها. احبتنا كطالبات فبادلناها الحب فاستطاعت ان تتواصل معنا بتسامح وتتعامل معنا بانسانية وانفتاح على قلوبنا الغصة قبل عقولنا في مرحلة التشكل الاولى فلها مني حق التحية والشكر والتقدير.
المرحلة الثانية في جدة
ثم كانت المرحلة الثانية من هذه المحطة في مدينة جدة عروس البحر وقتها قررت الرئاسة العامة لتعليم البنات وقد كانت الجهة المسؤولة عن تعليم البنات آنذاك ان تفتتح اول كلية للتربية في جدة للبنات فوقفت جامعة الملك عبدالعزيز عن قبول الطالبات في ذلك العام. فكان ان اجبرت كما اجبرت الكثيرات من زميلاتي من الطائف ومكة والمدينة المنورة على الالتحاق بكلية التربية للبنات بجدة حيث لم تكن هناك اقسام للطالبات في جامعات تلك المدن.
ولكن الله لا يغلق نافذة الا ويفتح باباً فالحمد لله الذي افتح لي باباً من فضله في تلك الكلية حيث الصديقات الوفيات من الطائف ومكة وجدة والمدينة اللاتي اجتمعن في تلك المؤسسة التعليمية الوليدة ليشكلن نواة لرائدات في التعليم والتربية بعد تخرجهن. في كلية التربية لن انسى الجو العلمي المحفز رغم ضعف الامكانات المادية ولن انسى الاستاذات القديرات ممن تركن بصمة واضحة في شخصيتي ومسيرة حياتي التعليمية خاصة المربية الام الاستاذة فائزة ابراهيم الدباغ اول عميدة للكلية. وأتوقف كذلك عند الاستاذة الدكتورة الكبيرة ابتسام عبدالرحمن البسام التي بعثها الله لنا نحن الشابات السعوديات في الكلية لتكون لنا مثلا وقدوة وكانت وقتها قد عادت للتو من الولايات المتحدة الامريكية كأول سعودية تحصل على الدكتوراة في الأدب الانجليزي في تلك المرحلة لم يكن هناك الكثير من السعوديات الحاصلات على درجة الدكتوراة لذا فقد كان لوجود الدكتورة ابتسام معنا - ممثلة للمرأة السعودية ومربية واخت وصديقة - اثرهُ الكبير في تحفيزنا لمواصلة المسيرة. وبهذه المناسبة أبعث بباقة شكر وتقدير ووفاء للدكتورة ابتسام والتي تعمل الآن في السفارة السعودية في باريس بعد ان عملت في الرياض كأول عميدة سعودية لكلية التربية للبنات بقسميها الادبي والعلمي وشغلت منصب عميدة لاكاديمية الملك فهد بلندن وبعدها منصب مستشارة فنية لمساعد المدير العام للتربية لليونسكو.وبقدر ما لهذه الاسماء من خصوصية في حياتي فأنا لا أذكرهن هنا تخصيصاً ولكن باعتبارهن رائدات سعوديات في مسيرة التربية التعليم والبناء في وطننا.
انتقالي الى الولايات المتحدة
بعد الزواج شكل انتقالي الى الولايات المتحدة الامريكية لاكمال التعليم العالي نقطة تحول واضحة في حياتي. اذكر ذلك اليوم الذي قابلت فيه المرشد الاكاديمي في جامعة ستانفورد بعد قبولي للحصول على درجة الماجستير في تلك الجامعة حيث بادرني بسؤال بسيط بعد ان عرف انني من السعودية ماذا ستعملين بعد عودتك الى بلادك؟ اجبت وقتها وبعفوية: في مجال التعليم طبعا فكان ان نصحني بالانضمام لقسم متحصص في كلية التربية بالجامعة وهو SIDEC قسم التربية والتعليم في الدول النامية ورغم ما يحمله اقتراحه من واقعية لا تخلو من مكر الا انني اشكر الله الذي جعلني ادرس في ذلك التخصص وفي تلك الجامعة العريقة التي تضم اساتذةً وطلاباً من جميع دول العالم شرقه وغربه وشماله وجنوبه ، اساتذة متخصصين في فلسفة التعليم واهدافه وطلاباً متعطشين للمعرفة من الصين واليابان والارجنتين والمكسيك والنيجر والسنغال وساحل العاج والدول العربية طبعاً.
كانت القاعات الدراسية اشبه ما يكون بقاعات مصغرة في الامم المتحدة يعرض فيها الطلاب والطالبات اوضاع التعليم في بلادهم ويناقشون بكل شفافية ووضوح قضايا تطوير التعليم وفلسفته واجتماعياته واقتصادياته وسياساته وكل ما يخص التطوير والتنمية وسوق العمل والشباب ولعل اجمل ما استعيده عن تلك الفترة عو الانفتاح الثقافي على مجتمعات العالم من خلال التعليم ومناقشة تحدياته وخطوات الانتقال الى مستويات الدول المتقدمة.لم تكن مرحلة انضمامي للجصول على درجة الماجستير الثانية في تخصص (TESOL) بأقل ثراءً وانفتاحاً وتحفيزاً حيث الدارسون والاساتذة جاءوا بخبراتهم العملية متن كل دول العالم لتشكل ارضية للبحث العلمي الرصين.
العودة للكلية الام
وكأي امرأة مرتبطة بجدول الزوج والاسرة عدت للسعودية بعد انتهاء فترة ابتعاث زوجي وحصوله على درجة الدكتوراه محملة بسيل من الطموحات والامال للمساهمة في بناء الوطن. واستكملت مسيرتي العلمية والعملية في قسم اللغة الانجليزية في كليتي الام كلية التربية للبنات بعد حصولي على ماجستر ثالث في اللسانيات الانجليزية تبعتها بالدكتوراة في نفس التخصص.وبعد مرحلة الدمج لكليا البنات والخحاقها بمنظومة التعليم العالم عام 1428 / 2007 كان لاعادة هيكلة الجامعات وانضامي لقسم اللغات الاوروبية في كلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة الملك عبدالعزيز اثر مفصلي في مسيرتي العلمية حيث نلت كأستاذة الكثير من تالحقوق الكاديمية وحصلتن على فرص المشاركة في لجان الجامعة وتمثيلها في الملتقيات العلمية والمحافل الدولية والكثير من الاستحقاقات التي انتظرناها طويلا لدى الرئاسة دون ان تأتي واخيراً تتوجت هذه المرحلة بحصولي على درجة استاذ مشارك.
بعد هذا السرد الطويل اتوقف امام مسيرة 30 عاماً في سلك التعليم لأتساءل:
لماذا يمثل تطوير التعليم بشقيه العام والعالي حجر الزاوية في مسيرة الاصلاح الاجتماعي والاقتصادي والسياسي؟
ما هو موقع جامعاتنا اليوم ودورها في عملية تطوير التعليم؟
ما هو موقع المرأة في الجامعات السعودية؟ وكيف نعمل نحن النساء السعوديات لدعم مسيرة الاصلاح التي يقودها ولي الأمر يحفظه الله؟
دور التعليم في عملية الاصلاح
التعليم هو حجر الزاوية في منظومة اصلاح العقول ولكن العلم لا يلقنه معلم ولا تضمه كتب اذا لم يكن المعلم ذاتهُ قدوة محفزة على التفاعل الفكري الخلاق وما لم يكن المعلم قادراً على تحويل المعرفة الى بنية ذهنية وذكاء ابداعي وسلوك اخلاقي يعلي القيم الانسانية التي لا مكان لنا بين الامم من دونها.
إن الحديث عن التعليم وتطويره مهم جداً لانه هو المنفذ الوحيد للخروج من نفق ازمتنا كأمة وكأفراد ولان التربية قيمة في حد ذاتها والعلم هو عملية مستمرة في مسيرة تطوير العقل بالمعرفة والتجريب والممارسة مقرونة بمنظومة اخلاقية حية ومتجددة يستمدها المجتمع الذي يعيش فيه مستلهماً تطور فلسفة التعليم من مختلف لمناهج الفلسفية المثالية لدة افلاطون والمناهج الواقعية لدى ارسطو ثم المدرسة العقلانية عند جون ميلتون والوضعية عند كونت والبراجماتية عند جون ديوي وصولا الى الكلاسيكية كما تمثلها جامعة هارفرد العتيقة.
ان القراءة الواعية لواقع لتعليم قد تساعدنا في الخروج بأفكار جديدة ترفد التنمية وتساهم في اصلاح الانظمة وتطوير العقول قد تكون العلمية بطيئة ورمزية ولكنها حتماً جديرة بكل الجهد والميزانيات فالاستثمار في الانسان هو الاستثمار الوحيد القادر على مواجهة تحديات المستقبل ولعل واحداً من افضل المنطلقات لرحلة البحث والتقصي هذه هو كتابي الدكتور احمد العيسى المهمين المرسومين ب "اصلام التعليم في السعودية" والتعليم العالي في السعودية.لقد عقدت خلال العقدين الماضيين الكثير من المؤتمرات واللقاءات ووضعت البحوث والخطط والمشاريع لتطوير التعليم الا ان الواقع مازال صادماً اذا ما نظرنا الى مخرجات التعليم بشقيه العام والعالي.
لقد اصدرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلو (الايسسكو) وثيقتها الرئيسية عام 1998 وعرضت فيها مجموعة من المنطلقات المعيارية لتكون بمثابة بنية تربوية جديدة تساعد في اصلاح التعليم.كما وضع تقرير التنمية الانسانية العربية 2002 تحدياً جوهريا يتمثل في تجاوز نواقص ثلاث في المعرفة والحرية وتمكين النساء وفيما يتصل بحال اكتساب المعرفة في بدايات القرن الحادي والعشرين يخلص التقرير الثاني هذا الى ضعف نشر وانتاج المعرفة في البلدان العربية على الرغم من وجود رأس مال بشري عربي معهم ويمكنه في ظروف مغايرة ان يكون بنية اساسية قوية لقيام نهضة معرفية وينتهي التقرير الى رؤية استراتيجية لاقامة مجتمع المعرفة في البلدان العربية تنظم حول عد اركان اهمها:
اطلاق حريات الراي والتعبير والتنظيم وضمانها.
النشر الكامل للتعليم راقي النوعية مع ايلاء عناية خاصة لكرفي المتصل التعليمي وللتعلم المستمر المستمر.
توطين العلم وبناء قدرة ذاتية في البحث والتطوير الثقافي في جميع النشاطات المجتمعية.
التحول الحثيث نحو نمط انتاج المعرفة في البنية الاجتماعية والاقتصادية العربية.
وقد اقام مكتب التربية العربي لدول الخليج العديد من المؤتمرات بالتعاون مع مؤسسسة الفكر العربي كما اصدر العديد من الكتيبات القيمة حول تطوير مؤسسات التعليم العام والعالي.
وعلى الصعيد المحلي افرد الحوار الوطني السادس عام 2006 لقاءً خاصاً لمراجعة واقه التعليم وسياساته وتطوير المناهج والمقررات كما نشرت الخطة الوطنية لتطوير التعليم ل 25 سنة 2009.
وامتداداً لكل هذه الجهود جاء مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام بتكلفة تسعة بلايين ريال وبدأ عام 1428ه على ان يكتمل خلال ست سنوات كما تبعه مشروع آفاق لتطوير التعليم العالي عام 2007.
تعليمنا مازال دون الهدف المنشود
ورغم كل هذه المشاريع والخطط التطويرية والميزانيات والتوصيات الا ان تعليمنا مازال دون الهدف المنشود وظل يعاني من جوانب قصور عدة بحاجة للنظر والبحث ومازالت المناهج تنتمي الى تلك النوعية القائمة على المعرفة فقد دون الالتفات للمهارات والسلوك ، مناهج مكدسة بالحقائق والمعلومات والمعارف تهدف في الاساس الى اعطاء المتعلم اكبر قدر من المعلومات على اعتبار انها نابعة من الفلسفة التقليدية للتربية ولم تنجح مناهجنا بعد في تنمية مهارات التحليل والاكتشتاف لدى المتعلمين او في تشجيعهم على الابداع ولاتزال الاختبارات التحريرية هي المصدر الوحيد لقياس التحصيل وكأن اجتياز الاختبارات هو الغاية الوحيدة من العملية التعليمية.
ومازالت البيئة التعليمية طاردة وغير صديقة للطلاب والطالبات مازالت المناهج الدراسية لا تؤدي دورها في خلق جيل مواكب لمتغيرات العصر ومتطلبات التنمية . مازالت طرق التدريس تعتمد على الالقاء والتلقين وطرق التقويم لا تخرج عن قياس قدرة الطالب على الحفظ والاستذكار واسعادة المعلومة وهذه لا تمثل الا المستويات الدنيا للمعرفة حسب تصنيف بلوم الشهير للاهداف التربوية بينما لا يلتفت الى المستويات الثلاث العليا من معارات التفكير والتي تضم التحليل والتركيب والتقويم.
ان الاصلاح العميق لنظام التعليم بات من اولويات المسؤولين عن التعليم وواضعي الخطط الدراسية وذلك لا يتم الا بمراجعة شاملة وتقييم شفاف وخطط جريئة تكسر من النمط التقليدي الذي الفناه وهذا لا يأتي ن خلال رؤية سياسية وثقافة غير متوجسىة وادارة تربوية بعيدة عن البيروقراطية الادارية.
معضلة الجامعات
لدينا اليوم اكثر من 30 جامعة وكلية حكومية واهلية موزعة في 80 مدينة فهل قامت هذه الجامعات بدورها المنشود في تهيئة البيئة الكفيلة لبناء الشباب وتنمية المجتمع ..الجامعات في القرن الواحد والعشرين ليست مجرد ابراج عاجية ودراسات اكاديمية بل يدب ان تكون بيوت خبرة تنتج العقول التي تخدم المجتمع وتقوم بأدوار جديدة في تأهيل الطلاب وتخرج كوادر معدة اعداداً جيداً لمواجهة الحياة ومتطلبات التنمية وسوق العمل وكما ان الجامعة واحة للبحث العلمي والابداع المعرفي فهي ايضا مكان مخفز لممارسة كل مناشط الحياة لا يقتصر على القاعات الدراسية والكتب من هذا المنطلق على الجامعة ان تقدم الخدمات المساندة للطلاب والاساتذة وتضمن بذلك ارتباطهم بها وحبهم لها.
الجامعات العالمية اليوم تعج بالحياة والحركة والنشاط طوال اليوم وكل ايام الاسبوع بما فيها اجازة نهاية الاسبوع والاجتازات الفصلية والسنوية ولا يقتصر ذلك على الساعات المحددة التي يقضيها الطلاب والطالبات في قاعات الدراسة . المكتبات مفتوحة والساحات الرياضية متوفرة.
من هذا المنطلق أرى ضرورة ربط الجامعة بالمحيط الثقافي في المجتمع خلال البرامج الثقافية داخل المكتبات ومعارض للكتب الفنون والرسم والنحت والاندية الرياضية والترفيهية تقدم خدماتها لجذب الطلاب وتعزيز شخصية الجامعة وهويتها كمؤسسة شاملة.
الهرم المقلوب
تمثل واحدة من اكبر معوقات تطور التعليم العالي في بلداننا بشكل عام في هيكلية الجامعات والذي اسميه انا بالهرم المقلوب في جامعاتنا يمثل "الاداري" قمة الهرم والمتصرف بشؤونه والواضع لسياساته واتجاهاته ويمثل الطالب والباحث ذيل الهرم الذي عليه الامتثال لتلك القيادة والعمل ضمن اطرها وهذه التركيبة انما تتبع من مفهوم الجامعة السائد باعتبارها مؤسسة ادارية لا اكثر وان اختلفت وظيفتها.بينما أرى ان الوضع الصحيح في المؤسسة العلمية هو ان يكون الباحث استاذاً وطالباً قمة الهرم ادارة وتنفيذا بينما يكون الاداري عنصراً مساعداً يوفر للباحث احتياجاته ويلبي طلباته ويختصر وقته وجهده فيما هو خارج البحث العلمي.وما لم تتحرر الجامعة من هيكلتها الحالية الى الهيكلية الجديدة فستظل مجرد "ادارة" تعني بالكم لا الكيف وبالاداء البيروقراطي لا الانتاج المعرفي.
موقع المرأة في الجامعة ودورها في دعم مسيرة التانمية والاصلاح
بالرغم من حضور المرأة المميز في الجامعات السعودية كما ونوعاً الا انها لم تنل بعد اسحقاقاتها في قيادة المناسب الادارية العليا كمديرة للجامعة او عميدة للكليات الا اذا استثنينا جامعة الاميرة نورة وبعض الجامعات الاهلية والتي لاتزال المرأة فيها خاضعة لسلطة الادارة الذكورية.لدينا من النساء السعوديات المتميزات المؤهلات لتولي المناصب القيادية في جامعاتنا ليس لانهن سيدات ولكن لكفاءاتهن المتميزة على خلق بيئة عمل ابداعية تسبهم في النهوض بالبرامج والخطط الجديدة والتطوير بشكل عام وكل نجاح للمرأة السعودية هنا هو نجاح لي ولزملائي في القسم وفي الكلية وفي الجامعة.
هؤلاء هم ابنائي
** الدكتورة اميرة قشقري من هم ابناؤك؟
* لي ثلاثة ابناء هم (ماجد وفراس) وابنتي ديمة واتمنى ان ينعم هؤلاء الشباب والشابات (اضواء المستقبل) ببيئة محفزة على الابداع والعطاء في ظل نظام تعليمي يواكب تطلعاتهم وطموحاتهم.
كرمتك اثنينية الاستاذ عبدالمقصود خوجة المعروفة في احتفالية كبيرة لمن تهدين هذا التكريم؟
اولا اهدي هذا التكريم لطالباتي النجيبات اللواتي ارى الامل والمستقبل ساطعين من خلال التعامل معهن داخل وخارج القاعات الدراسية وايضا لابنائي ماجد وفراس وابنتي ديمة والى زوجي الحبيب واشكر جميع افراد اسرتي ووالدي الكريمين رحمهما الله واخواتي وحميع افراد اسرتي الكبيرة لدعمهم لي ووقوفهم بجانبي في السراء والضراء لهم منى جميعاً تحية وسلاماً.
تكريم "الأميرة" قشقري
في حفل تكريم الاثنية للدكتورة اميرة قشقري تحدثت بعض زميلاتها من الاكاديميات بالجامعة وكانت اولى المتحدثين عن تكريمها الدكتورة سهير فرحات قال فيها:
اننا نحتفل اليوم بشخصية استثنائية ولعل الحضور الكريم الكثيف والتفاعل الكبير يجسد تميز هذه الشخصية ويؤكد مكانتها الجديرة على المستوى الاكاديمي بشكل خاص والتنموي بشكل عام.
انها "اميرة" عدا ان لروحها من اسمها نصيب جم فكلنا التقى بها او اقرأها او احضر لها حدثا اجدني مع امرأة كل الاشياء انها قبيلة من النساء تحمل قضاياها في جيبها ايما ذهبت فالتعليم والمرأة والبيئة واتلحرية والعدل والماء والهواء والبحر والنهر والعصفور والتربة اشياء من قضاياها فكل ما يؤرق الكون قضيتها "ربما تعتقدون اني نسيت ان اذكر الرجل ضمن قضايا اميرة" لم انس فالرجل هو الكائن الوحيد الذي لا تعده من مؤرقات الكون وةمن يعرف زوجها الدكتور محمد اخوان ودماثة خلقه يمكنه ان يدرك موقف اميرة المتسامح مع الرجل.
هموم اميرة متدفقة لا نهاية لها فهي على انشغال متواصل بطالباتها وبابحاثها وبالمتابعة النهمة لكل الاعمال والنشاطات الثقافية والادبية التي تجري على الساحة السعودية وهي حريصة على الحضور والمشاركىة في معظم المحاضرات والندوات والمهرجانات الفكرية التي تقع في محيط تخصصها وغير تخصصها فأميرة اخطبوط في العمل الاصلاحي لتنمية المرأة والتعليم والاعلام.
ان تكريم اميرة اليوم هو تكريم للابداع وتكريم اميرة هو وفاء للنضال الذي خاضته وتخوضه من موقعها الاكاديمي والثقافي والاعلامي الصامد فلم تتمكن من حماسها الاحباطات ولم تفلح اساليب الحصار الفكري ان تهز مبادءها او تنوهن نشاطها او تطفأ وهج قلمها ومفرداتها الجريئة الواثقة.
احترافية اميرة تستعصى على السرد في الدقائق القصيرة التي حاصرتوني بها لذا سأوجه التكريم الى ارتباطي الذهني بأميرة فمنذ 4 سنوات تحولت اميرة عندي الى حالة ذهنية مرتبطة بقصيدة "المرأة وجسدها الموسوعي" للعبقري نزار قباني.
كلمة وفاء لاميرة
وتحدثت عنها الاستاذة ذكرى الحاج حسن بكلمات صادقة قالت فيها:
عساه خير
الكثير من الناس يجدون حرجاً حين يتحدثوت عن اصدقائهم وثمة عبارة "متداولة" (شهادتي مجروحة).
لا .. اقولها بكل صدق شهادتي بأميرة الفكر والموقف والتواصل ليست مجروحة واكاد اجزم انني لامست اعطاف روح هذه السيدة بأدق تفاصيلها..
اميرة تعني علو الكيان .. نبيلة التواصل..
هي امرأة تدخل عالمك لحدث فرقاً..
فأنا رأيتها مربية ولمست تبدلات طالباتها بعد مرورهن بحرم افقها وسعة تجربتها..
أميرة تعني ريحان الامومة ولمن لا يعلم هي أم تبرعت بكليتها لابنها البكر دون تردد..
أميرة تعني تلك الاطلالة الاكاديمية والباحثة الحقة..
أميرة تعني امرأة تدخل المكان فتوسعه فرحا وحبورا..
أميرة صديقة ابنتي التي لم ائتمن احداً سوى أميرة عليها..
أميرة بحر من المواقف الحياتية التي تجعل شاباتنا يتخذنها مثلا أعلى
هي أم لأبناء عرفوا ملامحهم
هي ابنة لنورين العطاء ابنة
السيدة شمس رحمها الله
هي زوجة رجل يطل دائماً
على ساحات من الألف والمنطق
هي أخت لشاعرة ترنو اليها القلوب
هي صدوقة لكل من بادلتهم المودة
هي امرأة ركبت موج المغاير
لتبتعد عن العادي والمكرور والسطحي
هي زمن يختصر الدقائق والثواني لتشكل حياة جديدة
واذا كان التكريم من الكرم .. فأميرة كريمة النفس والموقف واستاذة البذل..
شكراً لمؤسسة كان عنوانها العطاء .. شكرا لبعد نظر راعيها
وشكراً لأميرة التي ما وجدت مثالا اجدر بها لتحقيق مقولة (ولك من اسمك نصيب).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.