يعتبر منبر الجمعة من المنابر المهمة في المجتمع , وقد يتساءل البعض عن ماهي درجة أهميته ؟ .. والواقع ان هذا المنبر يؤثر على الجميع في الحي , الصغير والكبير , والمتعلم وغير المتعلم , والذكر والانثى .. وله دور كبير جدا في استتباب الامن والحفاظ على السلم المجتمعي وحل مشاكل الحي , لكننا نجد مع الاسف أن هذا الخطيب أو ذاك قد يحول المكان إلى منبر سياسي أو منبر للحزبية بدل أن يكون هذا المنبر في خدمة أهل الحي والتحدث عن مشاكلهم ومشاكل أبنائهم وطرح التوجيه المناسب لهم لحل هذه المشاكل تجد الخطيب في واد ومشاكل أهل الحي في واد آخر . وايضا هناك سلبيات أخرى على بعض الخطباء , فانت تجد الخطيب منهم وهو يطيل الخطبة , ولا يراعي الفروقات العمرية , وأيضا هناك مشكلة عدم تناسق الخطبة , وعدم التحضير الجيد لها , والطامة الكبرى الأخطاء اللغوية والنحوية . وهذ النموذج من الخطباء عندما تصلي معه , تجد المسجد شبه بالفارغ , أو تجد المصلين على وشك النوم , والأطفال يلهون ويجرون ويلعبون , وكل ما ذكرت يؤثر ليس فقط على الخطيب , وإنما يؤثر على دور المسجد , وهذا المنبر في خدمة المجتمع. لكن في المقابل هناك نموذج جميل ومشرق , لكنه قليل جدا في مساجدنا .. تجد في هذا الخطيب تطبيق وتجسيد لحديث الرسول صلى الله علية وسلم , في قصر خطبة الرجل , وطول صلاته . وهي علامة على فقهه , وتجد خطبة بليغة جدا وقصيرة وجامعة للأدلة الشرعية وتوجيهية , وممتعة ومتناسقة أيضا بدون أخطاء في اللغة والنحو وعندما تستسمع لهذه الخطبة ولهذا الخطيب ماذا تستنج ؟..تستنتج أن هذا الخطيب أعد هذه الخطبة إعدادا جيدا طيلة الاسبوع , ولم يقم بتجميعها من الكتب أو الانترنت بشكل عشوائي , وايضا هذا الخطيب يقرأ باستمرار الكتب الشرعية والتربوية , ولديه مخزون ثقافي وعلمي هائل .. وهو عكس النموذج الاول حيث تجد مسجده مزدحما جدا , والجميع منصت , الصغير قبل الكبير , والاعجمي قبل العربي . اذن لابد أن يخدم هذا المنبر الجميع بدون استثناء , ولا أن يكون حكرا على رأي معين , وإنما يكون في خدمة أهل الحي والمجتمع . سعيد ابو بكر عبدالرحيم