زاوية يكتبها يومياً : د. أحمد عبد القادر المعبي كيف يمكن التوفيق بين آية اباحة التعدد "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة" وقوله تعالى في آية اخرى: "ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم" ارجو توضيح ذلك حيث يظهر للوهلة الاولى وجود تعارض بين الآيتين الكريمتين وما رأيكم فيمن يدعي ان التعدد ينطوي على إهدار لكرامة الزوجة وإجحاف بحقوقها؟ محمد خ - جدة اعلم يا بني ان القرآن ليس هزيلا ولا متناقضا حين يجيز شيئا في مكان ويحرمه في مكان آخر ذلك لأن العدل المطلوب في التعدد هو العدل في النفقة والمعاملة والمعاشرة وسائر الاعمال الظاهرة بحيث لا تؤثر احدى الزوجات على الاخرى بشيء ظاهر. اما قوله تعالى في الآية الاخرى: "ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم" فهو الميل القلبي. ولذلك فقد اجمع المفسرون على ان العدل المقصود في الآية هو الميل القلبي والمشاعر القلبية والوجدانية ذلك لأن الكل يعرف ان الرسول صلى الله عليه وسلم اعدل الخلق وهو مربي البشرية وهو المشرع وكان يحب عائشة رضي الله عنها اكثر من غيرها. لأن القلوب بين اصابع الرحمن يقلبها كيف شاء. وقد كان صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" (رواه أبو داود والنسائي).