نظمت هيئة حقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة ملتقى ثقافياً كبيراً شارك فيه مجموعة من المثقفين والادباء والمفكرين والاكاديميين والاكاديميات عن حقوق الانسان والعنف ضد المرأة وقد بدأ اللقاء بكلمة للمشرف العام على هيئة حقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة الاستاذ الدكتور عبدالله بن سالم المعطاني قال فيها: بسم هيئة حقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة نحييكم بتحية الإسلام والسلام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ايتها الاخوات والاخوة من الذين حضروا لإثرء هذا اللقاء الحي المتصل بحياة الامة وحضارتها وسلوك اهلها واخلاقيات مجتمعها وأنظمة مدنيتها وحقوق افرادها وواجباتهم. لا أظن أننا نغفل جميعا عن رسالة الإسلام التي اكدت على حقوق الإنسان وأولتها شأنا كبيرا فنظمت معاملات وشرائع الفرد وعلاقته بالمجتمع واهتمت بالمرأة والطفل والشيخ الكبير ولذلك اقف محييا وداعيا للملك عبدالعزيز الذي سئل عن نظام حقوق الإنسان في المملكة حينما انضمت الى الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الإنسان فأشار الى القرآن الكريم وقال هذا نظامنا في حقوق الإنسان. ولكن لابد من القول ان المجتمع الذي يمارس العنصرية والتمييز بجميع اشكاله لا يحقق مفهوم حقوق الإنسان وان المجتمع الذي لا يهتم بالفقراء والمرضى والأميين وذوي العاهات لا يحقق مفهوم حقوق الإنسان وأن المجتمع الذي يدب فيه الفساد الإداري والفساد الاخلاقي والسلوكي والانحراف الجنسي والفكري لا يحقق مفهوم حقوق الإنسان . وإن المجتمع الذي يمارس على المرأة والطفل العنف والقهر والتهميش وغمط الحرية والنظرة الفوقية لا يحقق مفهوم حقوق الإنسان . وان المجتمع الذي يهدر حقوق العمالة ويمارس عليهم أنواع الظلم والتعسف وعدم الرحمة لا يحقق مفهوم حقوق الإنسان . وان المجتمع الذي يعذب السجناء ويسيء معاملتهم ولا يهتم بأكلهم وسكنهم وصحتهم لايحقق مفهوم حقوق الانسان . وان المجتمع الذي لا يحترم الاتفاقيات الدولية الخاصة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية السياسية لا يحقق مفهوم حقوق الانسان. ان حقوق الانسان التي ضمنها الاسلام بالحرية والكرامة، فقال تعالي " ولقد كرمنا بني آدم" والكرامة في اللغة في حدود الانسانية ومقوماتها، وقال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحراراً". إن حقوق الانسان لا تحقق من خلال الهيئات والجمعيات والاتفاقيات والمعاهدات وانما تتحقق من خلال شرائح المجتمع الواعي برسالته المؤمن بهدفه في الحياة . ونحمد الله سبحانه وتعالى اننا نعيش في مجتمع يؤمن بالرسالة المحمدية التي ضمنت حقوق الفرد والجماعات فعلينا تحقيقها بكل صدق وامانة باسم معالي رئيس هيئة حقوق الانسان الاستاذ تركي السديري والعاملين في الهيئة رجالا ونساء ارحب بكم في اول فعاليات هيئة حقوق الانسان بمنطقة مكةالمكرمة، هذه الفعاليات التي تقاربت مناسباتها فجمعناها في هذا العقد المنتظم الذي سوف يضاء بآراء وأفكار المشاركين والمشاركات وتتسع آفاقه وتشتعل قناديله بنقاشاتكم وحواراتكم واطروحاتكم. أما فيما يتصل بتعريف اقسام هيئة حقوق الانسان ونوعية القضايا الواردة للهيئة فسوف تضطلع بها المشرفة على القسم النسائي للشؤون القانونية والشكاوى الاستاذة نجلاء دمنهوري. اكرر احتفائي واحتفاء منسوبي ومنسوبات هيئة حقوق الانسان بمنطقة مكةالمكرمة بهذه الكوكبة المثقفة في هذا اليوم المبارك. مداولات اليوم الثقافي ثم بدأت مداولات اليوم الثقافي الذي تنظمه الهيئة في مدينة جدة بعرض فيلم عن العنف ضد الاطفال من اعداد الاستاذة سارة الدرعان "ادارة المنظمات والعلاقات الدولية بالهيئة". كلمة تعريفية عن هيئة حقوق الانسان ألقتها الاستاذة نجلاء الدمنهوري المشرفة على القسم النسائي للشؤون القانونية والشكاوي. ورقة بعنوان "الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل ودور المملكة فيها" القتها الباحثة النفسية بهيئة حقوق الانسان الاستاذة سمر مختار. ورقة بعنوان "حقوق المرأة بين الواقع والمأمول" القتها الباحثة الاجتماعية بهيئة حقوق الانسان الاستاذة سوزان سندثي. ومحاضرة بعنوان "جذور العنف" القتها الاستاذة امل الخليفة "الناشطة الحقوقية". ودار القاء ثقافي عن حقوق الانسان والعنف ضد المرأة شارك فيه معالي الاستاذ الدكتور عدنان وزان "مدير جامعة ام القرى وعضو مجلس هيئة حقوق الانسان". والدكتور انور عشقي مدير مركز الدراسات الاستراتيجية. والدكتورة انتصار فلمبان استاذة بكلية التربية بمكةالمكرمة. وادار الحوار وشارك فيه الاستاذ الدكتور عبدالله بن سالم المعطاني "المشرف العام على هيئة حقوق الانسان بمنطقة مكةالمكرمة". وفي نهاية الملتقى دار حوار ثقافي عن العنف ضد المرأة والطفل شارك فيه الزميل محمد الجحدلي والدكتورة خديجة سعيد والاستاذة سوزان الدباع والدكتورة انعام الربوعي حيث تناول المشاركين اهمية ايجاد نوع من التوازن في السلوك مع المرأة والطفل ومحاسبة الذين يقومون بتعزيز العنف ضدهما واكد المشاركون على ضرورة قيام الهيئة بدور ايجابي في القضايا المعروضة امامها التي تتناول العنف ضد المرأة والطفل.