جلست اتحدث مع أحد الحجاج والذي قدم إلى الحج قبل اربعين عاماً، وحج العام الماضي وقدم في هذه السنة مع عائلته فقال: كان الحج لاعداد قليلة من الحجاج، وكانت وسائل النقل بطيئة حيث كان يستغرق وصولنا من بلادنا إلى الأراضي المقدسة يستغرق شهوراً، وكانت الطرق قليلة وضيقة والاتصال بالبرقيات، وكان السكن في مكةالمكرمة والمدينة المنورة في منازل صغيرة بدون تكييف، والماء يحمله العمال للمنازل، والطرق إلى المشاعر قليلة، وعرفات ومنى ومزدلفة بدون كهرباء، والآن في هذا العهد السعودي الزاهر أصبح الحاج يصل إلى الاراضي المقدسة خلال ساعات ويستقبل في المطار، وينهي اعماله بسرعة ثم يذهب إلى مكة، وقد انبهرت بالطرق الواسعة السريعة المضاءة والانفاق، والعمائر والابراج في مكةالمكرمة والمدينة المنورة المهيأة بالكهرباء والتكييف والماء والحمامات.وشدني منظر التوسعة الجبارة حول الحرم المكي والساحات المحيطة بالحرم. أما المسجد النبوي الشريف فقد اعجبت جداً بالساحات المحيطة بالمسجد والتكييف المركزي والقباب المتحركة.. وماء زمزم البارد والميضآت المحيطة بالمسجد، كما أعجبت بتنظيم عرفات واضاءة جميع مشعر عرفات والماء البارد المنتشر وشدني جسر الجمرات العملاق في مشعر منى، والمكون من عدة طوابق والخيام المقاومة للحريق والتكييف فيها والماء البارد، كما أعجبت بوجود القطارات في المشاعر المقدسة، وكيف أن مشعر مزدلفة مزود بالكهرباء والماء وقد اعجبت ومن معي بالأمن والأمان والاستقرار الذي تتمتع به هذه البلاد العزيزة علينا جميعا، انها أعمال جليلة وجبارة تستوجب الشكر والحمد الدائم لرب العزة والجلال، والدعاء لقادة هذه البلاد بأن يحفظهم الله ويرعاهم. قال تعالى في محكم كتابه الكريم "فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون".. العنكبوت 17.وقال سيد البشر أجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم "التحدث بالنعم شكر" وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "الشكر زينة الغني. وقال الشاعر: الشكر يفتح أبواباً مغلقة لله فيها على من رامه نعم فبادر الشكر واستغلق وثائقه واستدفع الله ما تجري به النقم فيا سادة يا كرام دعونا نعلم ابناءنا الشكر والحمد لرب العزة والجلال على هذه النعم التي أنعمها على هذه البلاد بفضل التمسك بالقرآن الكريم والسنة المطهرة، ونذكرهم بقول الله تعالى "لئن شكرتم لأزيدنكم" آل عمران 123 - وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.