في عصر التلفزة المرئية التي اصبحت النافذة الترويحية للنفس البشرية التي لها الحق في ان تروح عن ذاتها ساعة بعد ساعة كما جاء في الحديث الشريف. لا شك ان هناك بعض القنوات العربية التي استطاعت ان تشد انتباه المشاهد العربي لما تقدمه من برامج ثقافية راقية المستوى، ولم تكتف بذلك بل استطاعت ان تصرفه عن مشاهدة القنوات الاخرى مهما كانت اطروحاتها شيقة خاصة اذا كان المشاهد من ذوي الاهتمامات الادبية والاطروحات الدينية فمن منا شاهد قناة "المستقلة" التي يديرها ذاك الرجل المثقف صاحب الادب الجم والالفاظ المهذبة الاستاذ محمد الهاشمي ولا يأخذه الانبهار ، وبما انني احد من يتابعون برامج هذا الرجل العربي الذي اصبح لا هم له سوى تأليف قلوب المسلمين وارجاع من خرج عن الخط باللطف واللين بأسلوب رزين وفكر فطين يسانده رجل من خيرة الرجال المثقفين في وطننا العربي واعني به الشاعر الفذ شاعر المليون الاستاذ عباس الجنابي جزى الله الاثنين على جهودهما خير الجزاء. وبما اننا في هذا السياق فانني اشير بالتحديد الى برنامجهما الثقافي "شاعر المليون" وما حواه من مادة ثقافية دسمة اعادت الينا ليالي الاندلس المسلوب وسوق عكاظ المدثور الذي اعاد الينا اخيرا اميرنا المحبوب الشاعر المثقف الامير خالد الفيصل وبما ان هذا البرنامج يستقطب صفوة الادباء والشعراء العرب الذي اصبح كل منهم منارة مشعة في بلده الذي ينتمي اليه الا انه قد لفت نظري من هذه الكوكبة المختارة بعناية رجل من بلدي أعتبره امتدادا لمن سبقوه من العمالقة التي انجبتهم البلد الطاهرة "مكةالمكرمة" واعني به استاذ الدراسات العليا بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الاستاذ محمد خضر عريف فهنيئًا لنا نحن السعوديين بهذا الناقد الادبي الفحل الملم بكل ادوات الثقافة الادبية ومعايير الاوزان العروضية وهو في نظري عملة نادرة وكنز ثمين ويا حبذا لو تم ترشيحه لتكريم يليق بقامته الباسقة الادبية التي تستحق منا الثناء والتقدير، وبارك الله في القامات الشاهقة الاخرى امثال الناقد الفذ الاستاذ وليد القصاب من سوريا الشقيقة ورفاقه الذين لا يقلون قامة عنهم، وكثر الله من امثالهم واثرى بلدنا العربي بمثل هؤلاء النجوم الذين امطرونا بكلمات تشبه سجع الحمام وبالتالي استحقوا منا الاحترام.