تبذل مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية جهوداً كبيرة ليس على مستوى القارة التي تنتمي إليها فقط (وهي قارة أسيا)، وإنما امتدت أعمالها إلى القارات الأخرى، حيث دشنت المؤسسة في قارة أفريقيا مؤخراً مئات المشاريع التنموية المتنوعة الزراعية والحيوانية والحرفية والتجارية، لصالح الأسر الفقيرة والمتعففة في دول متفرقة من قارة أفريقيا، منها السودان، ومصر، والصومال، ونيجيريا، وإثيوبيا، وتنزانيا، وكينيا، وتوغو، والنيجر، وجزر القمر، وموريتانيا، ومالي، وبنين، وغانا مما يدل على ضخامة العمل الخيري للمؤسسة. وتولي المؤسسة المشاريع التنموية خلال السنوات الأخيرة أهمية كبرى، خاصة المشاريع التي توفر فرص عمل ومصدر دخل للفقراء، حتى تساعدهم على العمل والإنتاج، والمساهمة في تنمية اقتصاد الدول الفقيرة، ودعم العمل الخيري عن طريق مشاريع وقفية ربحية يساهم ريعها في ضمان استمرارية العمل الخيري. وتشتمل المشاريع التنموية التي تنفذها المؤسسة في دول القارة الأفريقية على مشروعات متنوعة حسب طبيعة وحاجة الدولة، فهناك مشاريع زراعية تشمل توفير الآلات الزراعية والبذور، واستصلاح الأراضي وتحويلها إلى أراض منتجة لمحاصيل غذائية وتجارية، فضلاً عن إقامة مزارع تربية الدواجن والمواشي والأغنام والأسماك وغيرها من المشاريع الحيوانية المنتجة كالأبقار والعنزات، والتي تُساهم في توفير فرص عمل للأسر المتعففة الفقيرة وتدر ربحًا ودخلًا لها. كما تنفذ بعض المشاريع التنموية الحرفية للنساء والرجال، مثل مشاريع مكائن الخياطة والنسيج، وورش الحدادة، ومعدات النجارة وغيرها، بالإضافة إلى المشاريع التجارية _ وتعد الأكبر من حيث قيمتها وتكلفتها في المشاريع التنموية _ ومنها الصيدليات الوقفية، والمحلات التجارية، والبقالة، ووسائل النقل المختلفة حسب المستخدمة في البلدان. وتتبع المؤسسة سياسة واضحة في تمويل المشاريع التنموية، حيث تقيم دراسة ميدانية عن الحالات التي تحتاج إلى مساعدة، وتبحث مع شركائها في العمل الخيري والجهات المتخصصة بتلك البلدان المشروع المناسب الذي يمكن أن تعمل فيه بشكل مضمون، ثم تجهزه بصورة مناسبة تضمن للفقير دخلاً مستمرًا لقوت يومه هو وأسرته ليصبح فردًا منتجًا نافعًا، وتقوم المؤسسة بالإشراف على تلك المشاريع ومتابعتها وتنظيم دورات علمية وتثقيفية ودعوية للأفراد عبر شركائها ومكاتبها العاملة في عدد من تلك الدول. وعلى صعيد أعمال المؤسسة في قارة أسيا، والتي تدعم الشئون الإسلامية، دشنت المؤسسة مؤخراً مسجدًا متوسطًا بمدينة وهاري بإقليم البنجاب في دولة باكستان، ويخدم هذا المسجد الذي يتسع لأكثر من مائتي مصلٍ بداخله وقرابة مائتي آخرين في ساحاته الملحقة، أهالي عدد من المناطق والقرى المجاورة له، حيث تُقام فيه الصلوات الخمس والجمع والأعياد، كما تُقام فيه المحاضرات والدروس. وتبلغ مساحة المسجد مائة وعشرين مترًا مربعًا، ويُشكل هذا المشروع تواصلاً مهمًا لأبناء القرى والمناطق المستفيدة مع الجهات الدينية لتلقي العلم الشرعي، كما يسهم في إقامة المناسبات الدينية المختلفة، ليكون بذلك مسجدًا ومدرسة تربويّة.