أطلقت دائرة الثقافة والإعلام برعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الدورة العاشرة من ملتقى الشارقة للسرد الأربعاء الماضي الموافق الخامس من ذي القعدة الحالي، واستمر على مدى يومين تحت شعار: "القصة القصيرة جداً سؤال النوع وتطور السرد"، وذلك بمشاركة (32) مبدعاً ومفكراً عربياً من: مصر، وسوريا، وفلسطين، والمغرب، وليبيا، والجزائر، والعراق، والإمارات. وتضمن الملتقى ثمانِيَ جلسات حوارية شارك فيها المبدعون حول القصة القصيرة جداً، وجماليات هذا الضرب الإبداعي الذي توارى كثيراً في السنوات الأخيرة على الأقل فيما تصدره دور النشر العربية، وثمة العديد من الأسئلة الأخرى، بحسب ما جاء في بيان صحفي، كانت الدائرة أصدرته في وقت سابق، مثل التاريخ والفن، والمفهوم والتقنيات، وسؤال النوع في القصة القصيرة جداً، والقصة القصيرة جداً بين الضرورة والجماليات، وشعرية القصة القصيرة جداً أم شعرية الواقع، وبانوراما القصة القصيرة جداً في الإمارات، كما قدم المشاركون شهادات وقراءات ضمن محاور الجلسة الثانية مساء اليوم الأول والثاني. ويذكر أن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة تعد واحدة من المؤسسات الثقافية العربية الرائدة في الاهتمام بتنظيم الفعاليات الخاصة بالرواية والقصة والشعر وسواها من أجناس إبداعية، بخاصة حين نقارنها بالمؤسسات المماثلة في منطقة الخليج، قد استهلت تنظيم المؤتمرات وورش العمل والمسابقات الخاصة بالسرد منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، أي بعد سنوات قليلة من تأسيسها في 30 أبريل 1981، وظلت حريصة على تطوير ما اقترحته من مبادرات ونشاطات ثقافية، كما عرفت كيف تتابع كل برامجها من دون توقف بل بالكثير من التنويع والإضافة. وفي العام 1985 أطلقت الدائرة (بالتعاون مع اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات) «ملتقى الشارقة للأعمال القصصية والروائية»، وهي كانت تنشط بموازاته العديد من الفعاليات ذات الصلة، إلى أن انتهت في عام 1998 إلى إشهار «مسابقة الشارقة للإبداع العربي» التي مثلت خلال الخمس عشرة سنة الماضية، حاضنة أساسية للمبدعين العرب الشباب في حقول النقد والقصة والرواية والشعر والمسرح. وما يلفت الانتباه هو نجاح الملتقى في الوصول بدوراته هذه السنة إلى العاشرة برغم مما عانته الساحة السردية العربية في السنوات الأخيرة من تعثرات وإشكاليات ليس أعظمها توقف العديد من منابرها ومؤتمراتها ومسابقاتها، ويمكن القول قياساً إلى الدورات الماضية إن الملتقى لم ينجح فقط في الاستمرار بتجربته الطموحة، ولكنه أيضاً لطالما طرح أسئلة نوعية حول قضايا المجال، فضلاً عن نجاحه في استقطاب العديد من الأسماء القصصية والروائية والنقدية المهمة.