تنتشر هواية الغوص بشكل كبير بين الشباب السعودي، وربما حب الإثارة والمخاطرة هو الذي دفع العديد منهم إلى التمسك بهذه الهواية وممارستها وزيادة شغفهم بها. ويقول الخبراء إن لجوء الشباب إلى هواية الغوص بشكل عام يعود إلى العديد من الأسباب من بينها أنها هواية ممتعة وتمكنهم من التعرف على عدد من الأماكن السياحية التي يتم خلالها ممارسة الهواية سواء داخل الدولة أو خارجها، كما أنها تهب لهم الشعور بالحرية أثناء ممارستها، إضافة إلى أن هواية الغوص تلائم أجواء الدولة المعروفة بارتفاع درجات الحرارة فيها، كما أنها تعتبر غريبة وليست كالهوايات المتاحة والشعبية ككرة القدم، ولذلك يحب الشباب أن يمارسوا الهوايات التي تمكنهم من اكتشاف الجديد وتقدم لهم المتعة والترفيه وبالأخص في فترة الصيف. وعن العمر المحدد لبدء هذه الهواية فهو 10 سنوات فيما فوق لأسباب تتعلق بقدراتهم الجسمانية وأمنهم وسلامتهم، وكلما كبر الشخص، وكان فتياً بنسبة معينة، كان تعلمه أسرع وأفضل. وعن أفضل الأماكن التي يمكن ممارسة الهواية بها في المملكة، فهي الكورنيش الجنوبي، حيث يعتبره الخبراء من أفضل المواقع للغوص وذلك لجمال الشعب المرجانية بهذا المكان، ويبعد هذا الموقع عن جدة نحو 35 كيلومترا جنوباً، أما الموقع الآخر الذي يفضله الغواصون، هو مدينة البحيرات التي تبعد جدة ما يقارب 10 كيلومترات، إلا أن هذه المنطقة أصبحت أملاكاً خاصة وربما يصعب الغوص فيها. كما تتمتع البيئة البحرية في منطقة تبوك بتنوع إحيائي كبير، أسهم في جعلها واجهة مثالية للغواصين بمختلف خبراتهم، كما تمتاز منطقة تبوك بجمال ونظافة شواطئها، إضافة إلى أن هناك مجموعة من الجزر التي لا يفصلها عن الشاطئ سوى بضع مئات من الأمتار. وتعد سواحل منطقة تبوك التي تمتد على مسافة 700 كيلومتر، وتمثل ما نسبته 36 في المائة من أصل سواحل السعودية، مقصداً مهماً لهواة الغوص تحت الماء، وخاصة من فئة الشباب. ومن أهم مواقع الغوص وأجملها في منطقة تبوك والمصرح بها من قبل حرس الحدود بالمنطقة، هي: بمحافظة حقل منطقتي (الشريح - بئر الماشي)، وبمركز مقنا تم تحديد (أبو دويمة الجنوبي - الثميلة - المباني قيال)، وبمحافظة ضباء منطقتي (الصورة - الجزي)، وكذلك بمحافظة الوجه التي تم تحديد (المنيبرة - النبقية)، أما بمحافظة أملج فقد تم تحديد (الشبعان - الحرة - الحسي). وفي سياق متصل، يرى العديد من شباب المملكة انه من الضروري قيام جهات رياضية بتبني مثل هذه المشروعات الرياضية التي تجد إقبالاً كبيراً من الشباب والراغبين في تعلم الغوص وإقامة بطولات بدلاً من ظهورها في المناسبات والاحتفالات الخاصة مثل مهرجان الصيف في جدة، إضافة إلى فتح معاهد ومدارس خاصة لتعليم الغوص، والترويج لها عبر البرامج السياحية لمميزات الغوص في السعودية. والجدير بالذكر أن مهنة الغوص تعتبر من الأعمال الرئيسة، التي يمارسها أبناء الخليج منذ القدم واشتهروا بها، حتى كانوا إلى عهد متأخر ينتجون نصف محصول العالم من اللؤلؤ، وتدر عليهم أرباحاً تقارب تسعين مليون روبيه، ومما يذكر أن عائدات الغوص في القطيف كانت تقدر بأربعة ملايين وستمائة ألف روبية هندية، وهو مبلغ طائل بالنسبة لذلك الوقت. وكان للغوص ثلاثة مواسم، غوص البرد ويبدأ من منتصف أبريل ويستمر أربعين يوماً، وكان العمل فيه قاصراً على المغاصات الضحلة، فإذا غاب الغواصون يومين سموه (عزاب)، وإذا غابوا أسبوعين سموه (خانجيه)، وأيضاً الغوص الكبير ويبدأ من منتصف مايو ويستمر إلى منتصف شهر سبتمبر، وأوله يسمى الركبة (أي ركوب السفينة ومغادرة البلد) ونهايته يسمى القفال (أي العودة من السفر)، أما النوع الثالث فهو الردة ومدته ثلاثة أسابيع من 20 سبتمبر إلى 14 أكتوبر، وهناك موسم رابع في الشتاء أو الربيع، يسمى المجني، حيث يلفظ البحر عدداً من القواقع قرب الساحل، فيذهب النساء ويلتقطونه أثناء الجزر.