كسحابة .. ألقت التحية عابرة .. صافحتنا برقصات الفرح ، وأنعشتنا بتلك الأوقات التي قضيناها برفقة أهلينا وذوينا ، وتنفسنا وصحبتنا لحظات كثيرة من الأنس والنقاء .... ومضت هي الإجازة .. خاطفة كلمح البصر .. أليس كذلك فتاتي؟ بداية ..أحييك بمحبة وود وباقات زهور أهديها لك بعبير زخم بمداها .. وعودا حميدا أتمناه لك يا عنقود ضياء وأبارك لك هذا الفضل العظيم وتلك الخطى التي مهدت لك طريقا إلى الجنة .. ما أجملها تلك الأيام .. وكم نتشوق للعودة إليها .. إلى مقاعد الدراسة وصفحات الكتب ومنابر الإذاعة وخطوات الطابور .. ومن عمق الحنين ( ليتها تعود ) .. فتاتي .. ربما تتذمرين وأنت تستيقظين صباحا ، لترتدي مريولك وتحملين حقيبتك .. يبدو الأمر رتيبا بالنسبة لك .. ولن أقارنك بغيرك حتى لا تضجري ولكن التفتي معي للخلف قليلا .. انظري لذاك الجسد الذي أحنته ترهلات الزمن واستشفي من ابتسامته أكبر أمل .. أطيلي التأمل في عينيه واقرئي أحلام السنين في عمق نظراته .. ربما لم تتسنى له فرصة أن يتعلم وزمنه لم يكن ليعطيه ورقة وقلم ليكتب أو يقرأ ، وما توانى بل نقش على صخر أمنياته وجسدها فيك أنت .. ابنته العكاز الذي استند بثقل أحلامه عليه فلا تخذليه .. ولا تبتعدي كثيرا .. فهناك إلى جانبه قلب عطاء وتاريخ من التضحيات .. يد ضمتك إليها وفي جفنها تمتمة من فيض دعوات وهي تستودع الله قطعة من فؤادها ، ونبضها لا يبرح يشاركك أنفاسك حتى وإن ابتعدت .. لكنها تبتسم وهي تراك حيث رسمت لك مذ كنت مضغة في أحشائها .. ترى مكانك في قمة لا يعتليها سواك .. وما فتئت تحثك وتساندك .. فتاتي .. حباك الله بنعمة لم يدركها غيرك .. وأمد في عمرك لتعودي من جديد إلى رحاب المدرسة وصروح العلم ولأنني أحبك أبثك بعض كلمات أهمسها في أذنيك .. اخلصي نيتك لله وسخري كل خطواتك في سبيله وغذي روحك وعقلك بالعلم واجعلي من النجاح هدفا وغاية وليس وسيلة على إثرها تدفنين ذاكرتك بحشو مؤقت لتتخطي مرحلة إلى أخرى .. اصنعي نفسك وارتق للعلا بإرادتك وحدثي النجاح عن طموحك وعرفيه بذاتك وأريهم أين ستكونين غدا ... الكاتبة / فاطمة سرحان الزبيدي