في ضوء الحديث عن قرب توجيه ضربة عسكرية أمريكية للنظام السوري، أكدت ريما فليحان، الناطقة باسم لجان التنسيق المحلية السورية، أنه من الصعب أن يكون هناك توافق بين الدول العربية فيما يتعلق بالتدخل العسكري الأمريكي في الشأن السوري، مطالبة بضرورة مناقشة كيفية تأمين المدنيين في داخل سوريا باعتبار ذلك من أهم القضايا التي يجب الاهتمام بها. وبينت أن النظام السوري قد يمتص هذه الضربة ولا يكون له ردود فعل، ولكن هذا سوف يضعه في تناقض كبير للغاية، منوهة بأنه قد يتجه إلى توسيع نطاق الأزمة من خلال توجيه ضربه عسكرية إلى إسرائيل. وأفادت - في حوار لبرنامج العالم بعيون سعودية على القناة الإخبارية - أنه لا يوجد مواطن سوري يوافق على دخول أجنبي إلى أرضه ولكن النظام هو الذي جعل الشعب السوري يوافق على التدخل الأجنبي لوقف آلة القتل التي لم تتوقف حتى الآن على الرغم من كثرة المبادرات التي تم توجيهها عربياً ودولياً لحل الأزمة. ومن جانبه أكد سعيد عيسى، أن الجامعة العربية لن تعطي غطاء للضربة العسكرية المحتملة، وهناك حالة من الانقسام في وجهات النظر العربية؛ نظراً لأن الشعوب العربية لا تريد توجيه ضربة عسكرية لسوريا؛ لأنه ليس من السهل السماح لأمريكا بتوجيه ضربة عسكرية إلى عاصمة عربية، لافتاً إلى أن الشعوب العربية تنظر إلى أمريكا على أنها الداعم الأول لإسرائيل، ولهذا يوجد خلاف بينها حول هذا الأمر. وأضاف أن الولاياتالمتحدة مسئولة عما وصلت إليه الأزمة السورية بسبب تقاعسها عن دعم الثوار، منوهاً بأن الولاياتالمتحدة تريد إضعاف كل الأطراف السياسية من خلال هذه الضربة العسكرية من أجل التمهيد للحل السياسي. وأفاد أن النظام السوري لا يمتلك أي مؤهلات للرد على الضربة العسكرية، ولكن ما يخيف هو أن يكون الشعب السوري هو الضحية لتلك الضربة. وعلى النقيض يرى إبراهيم النحاس، أستاذ العلوم السياسية، أن أغلب الدول العربية تؤيد الضربة العسكرية إلى النظام السوري من أجل الحفاظ على المواطنين السوريين، منوهاً بأن الشعوب العربية تؤيد توجيه الضربة العسكرية للنظام الذي أصبح بمثابة بؤرة للشر في المنطقة العربية كلها. ونوه بأن الولاياتالمتحدة إذا ما أرادت توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، فإنها لن تضع في اعتبارها مجلس الأمن أو الجامعة العربية، وأبرز الأدلة على ذلك هو ما حدث للعراق عام 2003. وأفاد أن الضربة العسكرية الأمريكية سوف تكون محدودة، ولن يتسع مداها، إلا إذا كان هناك تسليح للجيش الحر، منوهاً بأن أوباما كان يريد أن تكون الضربة العسكرية عن طريق الصواريخ البالستية فقط.