هناك العديد من الأساليب الخاطئة التي يمكن أن تقوم العديد من الأمهات باتباعها عن جهل في تربية أبنائها ولكنها للأسف تتجه به إلى طريق صعب، حيث إنها تؤثر على تشكيل شخصيته وتسبب له الكثير من المشكلات النفسية في المستقبل. ومن أكثر الأساليب الخاطئة شيوعاً عند تربية الطفل التسلط وتعني إلزام الطفل بسلوك معين من خلال منعه من القيام بفعل معين على الرغم من أن يكون ذلك الفعل لا ضرر فيه ومشروع؛ ولكن الأمهات والآباء يصرون على ذلك الأمر ويفرضون قيداً على الطفل؛ يجعله دائماً شخصية قلقة وليس لديه ثقة بالنفس فضلاً عن فقدانه الثقة في اتخاذ القرارات. كما أن الدلال الزائد والتعلق المفرط بالولد وخاصة من الأم يؤدي إلى نتائج خطيرة على نفس الولد وتصرفاته وقد يكون من آثاره زيادة الخجل والانطواء وكثرة الخوف وضعف الثقة بالنفس والاتجاه نحو الميوعة والتخلف عن الأقران. من ناحية أخرى، يشكو الآباء من أن أطفالهم لا ينصتون إليهم، ولكنهم لا يدركون أنهم منذ البداية لم ينم فيهم حسن الإنصات، فالتعامل مع الطفل بغرض لفت نظره إلى الحديث يتطلب أن نجعل حديثنا ممتعا كتغير نبرة الصوت أو تقليد أصوات الحيوانات للفت نظره وتعويده على الاستماع. كما أنه من مظاهر التربية الخاطئة عند الأم عدم السماح لطفلها بمزاولة الأعمال التي أصبح قادراً عليها اعتقاداً منها أن هذه المعاملة من قبيل الشفقة والرحمة ولهذا السلوك آثار سلبية عليه ومن هذه الآثار فقدان روح المشاركة مع الأسرة في صناعة الحياة وخدمات البيت ومنها الاعتماد على الغير وفقدان الثقة بالنفس بالإضافة إلى تعود الكسل والتواكل. وأيضاً التفرقة بين الأطفال من أبرز الممارسات الخاطئة التي يمكن القيام بها حيث تتبع بعض الأسر أسلوب التفرقة أو عدم المساواة في معاملة الأطفال، فالبعض يفضل الطفل الأكبر على الطفل الأصغر؛ أو الولد على البنت؛ مما يجعل علاقة الأطفال متوترة وهذا بلا شك يؤثر على نفسيات الأبناء الآخرين وعلى شخصياتهم فيشعرون بالحقد والحسد تجاه هذا المفضل؛ الأمر الذي يساعد على إنتاج شخصية أنانية، حيث يتعود الطفل أن يأخذ دون أن يعطي ويحب أن يستحوذ على كل شيء لنفسه حتى ولو على حساب الآخرين ويصبح لا يرى إلا ذاته فقط، حتى ينتهي الوضع بشخصية تعرف مالها ولا تعرف ما عليها تعرف حقوقها ولا تعرف واجباتها. كما أنه من الخطأ أيضاً إظهار الخوف الزائد للطفل فأحياناً كثيرة يسرف بعض الآباء في خوفهم على أبنائهم؛ فيحرمونهم من التحرك والذهاب إلى بعض الأماكن وحدهم؛ فيجعلون الخادمة مثلاً أو أي فرد من أفراد العائلة في صحبة أطفالهم خلال ممارستهم لألعابهم أو ذهابهم لأحد جيرانهم ؛ وهذا الأسلوب يعد أسلوباً خاطئاً لأنه يجعل الطفل سلبياً وغير متفاعل مع الآخرين وقد يسبب له الانطواء كما أن هذا الأسلوب يعمل على نمو الطفل بشخصية ضعيفة غير مستقلة يعتمد على الغير في أداء واجباته الشخصية وعدم القدرة على تحمل المسؤولية ورفضها إضافة إلى انخفاض مستوى الثقة بالنفس وتقبل الإحباط. وقد يمارس العديد من الأمهات والآباء أسلوب الإهمال مع الأطفال؛ حيث يعمد الآباء والأمهات إلى ترك الأطفال بلا تشجيع ولا تحفيز؛ وقد يكون الطفل حقق إنجازاً ولكن والديه يهملانه ولا يكترثان بتفوقه مما يؤثر عليه سلباً، وقد يتراجع مستواه الدراسي وقد يصاب بالإحباط فيما بعد. وأيضاً من نتائج اتباع هذا الأسلوب في التربية ظهور بعض الاضطرابات السلوكية لدى الطفل كالعدوان والعنف أو الاعتداء على الآخرين أو العناد أو السرقة أو إصابة الطفل بالتبلد الانفعالي، وعدم الاكتراث بالأوامر والنواهي التي يصدرها الوالدان.