"من المؤكد أنه سيؤثر على الرئيس ليكون مؤيدا لإسرائيل".. أمنية باح بها بنيامين الإسرائيلي إثر علمه باختيار الرئيس الأمريكي المنتخب، باراك أوباما، لابنه رام إيمانويل لمنصب كبير موظفي البيت الأبيض، وهو الاختيار الذي استقبله الإعلام الإسرائيلي بفرح وتفاؤل شديدين، وتشاؤم عربي في المقابل. وقبل إيمانويل (48 عاما) أمس الخميس رسميا تولي المنصب الجديد الذي يعد الأعلى داخل الحكومة الأمريكية، وهو بمثابة كبير مستشاري الرئيس. ومعربا عن سروره بهذا الاختيار، قال إيمانويل: "إنني فرح لوجود أبواي على قيد الحياة؛ ليروني في هذا المنصب مع أول رئيس أمريكي من أصول إفريقية". وامتدت هذه المشاعر المتوهجة بالفرح إلى إسرائيل؛ حيث أبدت صحفها ارتياحا بالغا لاختيار إيمانويل لمنصب "رئيس أركان البيت الأبيض"، لافتة إلى أصوله الإسرائيلية. وفي هذا الصدد وصفته صحيفة "معاريف" في أحد عناوينها أمس الخميس بأنه "رجلنا في البيت الأبيض". وأكد والده الإسرائيلي للصحيفة نفسها هذا المعني قائلا: "من المؤكد أنه سيؤثر على الرئيس ليكون مؤيدا لإسرائيل"، وتساءل: "لماذا لا يفعل ذلك؟ هل يمكنه أن يترك ضميره خارج البيت الأبيض؟!". ونقل موقع "واي نت" الإخباري عن أحد أقربائه قوله: إنه لولا أن رام متأكد من صداقة أوباما لإسرائيل لما وافق على تولي المنصب. وفي مقابلة مع الموقع قال مايكل كوسكين رئيس الفيدرالية اليهودية في شيكاغو، حيث يعيش كل من أوباما وصديقه الحميم إيمانويل: إن الأخير معروف بولائه لإسرائيل، مشيرا إلى أنه يحرص على مرافقة أطفاله في حضور كل الأنشطة التي تنظم لصالحها، فضلا عن إلقائه خطابات حماسية في الاحتفالات التي تنظم للتعبير عن مساندة إسرائيل. وأسهبت الصحف وكذلك الإذاعات في سرد تاريخ عائلة إيمانويل؛ حيث أشارت إلى أن والده بنيامين يحمل الجنسية الإسرائيلية، وكان ينتمي إلى منظمة "إيتسيل" السرية اليهودية المتشددة التي خاضت حرب عصابات ضد القوات البريطانية؛ تمهيدا لإعلان إسرائيل في 1948، ونفذت المنظمة نفسها هجمات قبل 48 ضد الفلسطينيين، وهي المسئولة عن مجزرة دير ياسين الشهيرة. وهاجر بنيامين في الستينيات مع أسرته إلى الولاياتالمتحدة ليقيم في شيكاغو، غير أن انتماء الأسرة بقي على حاله لإسرائيل؛ حيث سارع إيمانويل الابن إلى التطوع في مكتب التجنيد التابع للجيش الإسرائيلي في الفترة التي سبقت حرب الخليج عام 1991، حسبما ذكرت صحيفة "هاآرتس". ثم عاد إلى إسرائيل لأداء الخدمة العسكرية عام 1997 لمدة شهرين في وحدة عملت قرب الحدود اللبنانية، وتسمح قوانين الجيش الإسرائيلي لليهود من خارج إسرائيل بالتطوع في الخدمة العسكرية. ورام متزوج من مارثا اليهودية الأمريكية، وله 3 أطفال، اثنان منهما يدرسان في مدارس يهودية بشيكاغو. رامبو ويُطلق على رام إيمانويل لقب "رامبو"؛ حيث يعرف عنه صرامته وقدرته الفائقة على تحقيق ما يريده رغم أي صعاب، كما أنه متعصب لمبادئ الحزب الديمقراطي، وعادة ما يوجه انتقادات حادة للجمهوريين. وردا على موقفه الحاد من الحزب الجمهوري، سارع جون بوهنر، زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب، إلى إصدار بيان شديد اللهجة بشأن تعيين خصمه، جاء فيه: "هذا خيار يثير الاستغراب من الرئيس المنتخب الذي وعد بالتغيير في واشنطن، وأن يجعل السياسة أكثر تحضرا". وقال: "نختلف في الآراء دائما، لكنني أحترم دوافعهم.. الآن وقت الوحدة"، مؤكدا: "إنني والسيد الرئيس المنتخب سنعمل على رأب الصدع بين المعسكرين، ودعوة الأمريكيين من الحزبين للاتحاد من أجل هدف مشترك". وسانده السيناتور الجمهوري عن ولاية ساوث كارولينا، ليندسي جراهام، واصفا قرار اختياره بأنه "اختيار حكيم". وقال جيم مانلي، كبير مستشاري شئون الاتصال الديمقراطيين في مجلس الشيوخ: إن "إيمانويل يعلم بخفايا البيت الأبيض والكونجرس، وواضع إستراتيجيات رائعة يعرف ما يصبو له". و إيمانويل المعروف بأنه سياسي متمرس، يعزو له الفضل في سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب عام 2006، وعمل سابقا في البيت الأبيض في عهد الرئيس بيل كلينتون بصفة مستشار سياسي.