يضر العنف الذي يجتاح مصر النشاط السياحي الذي يمثل جزءاً حيوياً من الاقتصاد المصري مع تحذير عدد كبير من الدول مواطنيه من السفر إلى هناك. وطلبت الكثير من الحكومات الأوروبية يوم الجمعة (16 أغسطس) من السائحين الابتعاد عن منتجعات البحر الأحمر مما دفع الكثير من شركات السياحة إلى وقف الرحلات إلى مصر. وألغت شركتا توماس كوك وتي.يو.آي كل الرحلات إلى مصر بعد أن طلبت وزارة الخارجية الألمانية عدم التوجه إلى المنتجعات الشاطئية التي يرتادها الأوروبيون الراغبين في الاستمتاع بالشمس والغوص. كما نصحت وزارة الخارجية الألمانية مواطنيها بعدم التوجه إلى المنتجعات التي تجتذب نحو 1.2 مليون سائح ألماني سنوياً. ولم تصل إلى حد التحذير الكامل الذي يعني إجلاء السائحين خارج مصر. ودفعت نصيحة مماثلة من وزارة الخارجية السويدية شركات السياحة هناك إلى وقف كل الرحلات إلى منتجع شرم الشيخ على بعد 400 كيلومتر من القاهرة في شبه جزيرة سيناء وكذلك الغردقة. وقامت بلجيكا بخطوة مماثلة وجعلت حظر السفر يمتد إلى كل المنتجعات السياحية يوم الجمعة مما أدى إلى إلغاء شركتي نيكرمان وجيت اير السياحيتين كل الرحلات إلى مصر حتى 31 أغسطس آب. وطلبت وزارة الخارجية البريطانية عدم السفر إلى مصر باستثناء منتجعات البحر الأحمر لكن متحدثاً قال إن هذه النصائح خاضعة للمراجعة المستمرة. وما زالت نقاط الجذب السياحي الرئيسية في القاهرة مغلقة بما في ذلك المتحف المصري الذي يضم المئات من الآثار التي لا تقدر بثمن. وقال وزير السياحة المصري هشام زعزوع أن السبب من وجهة نظره في الوقت الحالي هو الوضع الأمني وبعض الاحتجاجات وغياب الأمن واعتبارات أخرى مثل قطع الطرق وأن ذلك أثر على المناطق السياحية الرئيسية مثل القاهرة والأقصر وأسوان. ومن المرجح أن تؤدي أحدث اضطرابات إلى القضاء على تعافي النشاط الذي كان يمثل أكثر من عشر الناتج المحلي الإجمالي قبل الانتفاضة التي أطاحت بحسني مبارك في 2011 والتي كانت إيذاناً ببدء مرحلة لا تتضح فيها الرؤية وزادت تدهوراً مع أحداث الأسبوع الماضي. وقال زعزوع إنه على الرغم من أن القطاع السياحي تضرر بشدة من الأزمة التي تمر بها البلاد فإن هناك زيادة في أعداد السائحين تبلغ نحو سبعة في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وفي منطقة خان الخليلي بالقاهرة التي عادة ما تكتظ بالسائحين والمتسوقين يقول أصحاب المتاجر إن الناس لا يذهبون إلى هناك وإن عودة الزبائن لن تحدث إلا إذا شعر الناس بالأمن في الشارع. وقال حسين الذي يعمل في أحد المتاجر إن الوضع بصفة عامة في مصر ليس مستقراً لذلك فإن السائحين لن يسافروا إلى مصر للسياحة وإنه في الوقت الحالي لم يعد هناك سائحون. وقال سيد أحمد وهو من العمال في المتجر إن البلاد مضطربة سياسياً فكيف تكون مستقرة اقتصادياً. وما زال الكثير من المتاجر مغلقاً ويتمنى أصحاب المتاجر أن يعود السائحون سريعاً للبلاد.